رئيس التحرير
عصام كامل

أبدًا لم يفكروا في مصلحة مصر!


ثمة محاولات محمومة من أهل الشر بالداخل والخارج لجرجرة مصر إلى مستنقع الفوضى، واستدراج آلاف الأبرياء من الشباب الأنقياء للخروج من جديد في تظاهرات تبدأ سلمية في شعاراتها ومطالبها، ثم سرعان ما تنقلب إلى نهايات مأساوية لا يعلم مداها إلا الله.


فبحجة دماء الشهداء قفز الإسلام السياسي من جديد إلى صدارة المشهد بذات الطريقة التي اختطف بها ثورة يناير بمساعدة عدد من النخبة الذين عرفوا بـ "عاصري الليمون "..ولو أنك سألت واحدًا من هؤلاء..وما هو البديل..عجز أن يجيب..الأمر الذي يعني أن الفوضى هي النهاية الحتمية لمثل هذه الدعوات رغم اعتراف بعض قياداتهم بأنه ليس هناك بديل سياسي جاهز في المشهد الحالي..والسؤال ففيمَ المزايدة.. ولماذا العودة إلى طريق جربنا نتائجه وكانت وبالًا على مصر وأهلها ومنطقتها والعالم أجمع..؟!

فهل من المقبول أن تتجدد الإساءات لمصر من فئة قليلة تلوّح بالعودة للميادين..والحشد الجماهيــري..هل فكر هؤلاء في مصلحة مصر وأهلها وسوادها الأعظم الذي يعاني ظروفًا لا تتحمل مثل هذه المهاترات..هل من الوطنية تشويه صورة مصر مثلما حدث في قضية الشاب الإيطالي ريجيني، وتهييج المشاعر الوطنية في قضية "تيران وصنافير".. والتشكيك في وطنية الرئيس؟!

غالبية الشعب المصري تدرك تمامًا أن من تاجروا بدم الشهيد هم من أسهموا في وأد الثورة بأنانيتهم ونفعيتهم وذواتهم المريضة وأجنداتهم الخارجيـة..وها هم يعودون من جديد استغلالًا لأزمة تلو الأزمة للدعوة إلى الخروج في تظاهرات تتلهف عليها الجماعة الإرهابية وأحلاف الشر بشتى الطرق لتركيع مصر اقتصاديًا، وضرب نسيجها الوطني، وفك الارتباط بين الشعب وقيادته..

الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: لماذا كل هذا التباطؤ في كشف الحقائق للناس وترك الشباب البريء فريسة لماكينة الشائعات والكذب التي تبث في عقولهم معلومات مغلوطة أو منقوصة أو غير ناضجة حتى يتشبثوا بها؛ بدعوى أنها أفكار ثورية لا تقبل المساومة أو التصويب.. وما عداها فهو ضد الثورة.
الجريدة الرسمية