صالون ثقافي
اعتدتُ أن أكون أحد الحضور في معظم الصالونات الثقافية، حيث أجلس في معظم الأوقات لأستمع إلى مواهب جميلة من كل الأعمار لا تجدهم إلا داخل هذه الصالونات يقدمون الفن الجميل الراقى وأستمع إلى أصوات وكلمات رائعة من زمن الفن الجميل والكل يتبارى ليأخذ دوره في أن يدلو على مسامعنا كل ما يجعل آذاننا ترقص فرحًا وعيوننا تضحك سعادة وينفض كل منا كل متاعبه ويبث الحاضرون والمطربون والشعراء كل طاقاتهم الإيجابية على بعضهم البعض، وهذا هو المقابل الذي نأخذه من حضور مثل هذه الندوات الثقافية الرائعة.
ولكن زاد فخرى بكوني مصريًا بحدوث حادثة عارضة في صالون الفنانة الرائعة أحلام الذي أقيم في حزب الوفد يوم الثلاثاء الماضى عندما قام أحد شعراء الفصحى وهو شاب صغير يمتلك موهبة لغوية شعرية قوية ولكنه يفتقد الذكاء الاجتماعى والذي يجعل الكثير يأخذون منه موقفًا حادًا فهو يريد أنه بمجرد أن يعتلى منصة الإلقاء أن ينصت الجميع بلا حراك نعم هذا حقه، ولكن الفنان هو من يجعل الجمهور ينصت لفنه بفنه لا بتوجيه النقد اللاذع لهم ولا بالصوت العالى ولا أي شىء من هذا القبيل، فالجميع جاء ليستمع ولكن أن يستمع إليك عن كثب فتلك مشكلة الفنان لا مشكلة الحضور.
المهم بعد إلقائه أول قصيدة وصفق له الجميع أراد أن يلقى قصيدة أخرى ولكن هذه المرة بمقدمة سخيفة قال فيها إن دور مصر قد تقزم وإنها رجعت للوراء ولم تعد أم الدنيا فقمت على الفور فنهرته وقلت له هذا رأيك، ولكن لابد أن تعلم أن مصر هي أم الدنيا وكنت أنوى الانصراف إلا أننى فوجئت بالفنانة الجميلة المطربة أحلام تمدح مصريتها وقامت وغنت أغنية وطنية جميلة والمذهل أن جميع المطربين شاركوا في هذه غناء هذه الأغنية الوطنية المعروفة وكأنهم كان يتدربون عليها سويًا من زمن وتفاعل جميع الحضور وكأننا رجعنا إلى روح انتصار أكتوبر ونحن نستمع إلى خبر العبور فتساقطت الدموع من أعين الجميع وهم يضحكون ويصفقون ويرددون مع المطربين كلمات الأغنية وكانت فرحة جميلة جعلتنى أطمئن أنه طالما هناك فنانون وشعراء ومصريون يستمعون ويحبون كل ما هو جميل رافضين قبح الكلام والأغانى الهابطة فخورين بمصريتهم أيقنت بمدى حتمية أن أفتخر بأننى مصرى.
وللعلم قد انصرف هذه الشاعر ولكنه قال للجميع قبل أن ينصرف إنه لم يقصد ما وصل إليهم من سوء فهم وأنا أصدقه مع عدم قبول اعتزاره لأنه شاعر وشاعر فصحى ويملك الكلمات والتعبير فإن أخطأ مثله التعبير فمن يحسن إذًا؟
وكان هناك شعراء ومطربون من جنسيات عربية مختلفة رأوا بعين رأسهم كيف يعشق المصريون تراب أراضيهم فالشعب المصرى شعب يفكر بعواطفه وهى دائما صادقة فإن أحب رئيسه ووثق فيه سار وراءه وسانده حتى لو كان هذا على حساب حياتهم ولم تخيب عاطفة المصريين على مر تاريخهم العظيم.. فكم أنا فخور بأننى مصرى.. ولك الله يا مصر.. حماك الله ورعاك.