رئيس التحرير
عصام كامل

خريطة تهريب داعش للمخدرات.. المغرب باب العبور وسرت الليبية نقطة الارتكاز.. المافيا الإيطالية المساعد الأول للتنظيم.. والنائب العام الإيطالي يقترح تشريعات جديدة لمنع تداول المخدرات

تنظيم داعش الارهابي
تنظيم داعش الارهابي

اتجار غير مشروع في مجالات مختلفة، كان ولازال هو الطريق الأمثل لمتطرفي تنظيم داعش الإرهابي لجني الأموال لشراء السلاح ودفع رواتب المتطرفين وتوسيع أرض الخلافة المزعومة.


على الرغم من أن متطرفي التنظيم يدعون تنفيذ تعاليم الإسلام وتطبيق الشريعة، إلا أن تجارة المخدرات وخاصة "الحشيش" ظلت هي مرتكز تمويلهم منذ البداية حتى أنهم يتبعون طرقا بعينها رسموها لأنفسهم كمرات آمنة لعمليات التهريب.

طريق التهريب

كشف فرانكو روبرتي، المسئول الأول في إيطاليا عن مكافحة المافيا والإرهاب في إيطاليا، طريق التهريب الذي يسلكه متطرفو داعش بمساعدة مافيا إيطاليا لتهريب المخدرات، خلال حديث لوكالة رويترز الإخبارية.

أوضح روبرتي أن طريق التهريب الرئيسي للحشيش القادم من شمال أفريقيا يبدأ من الدار البيضاء في المغرب مرورا بالجزائر وتونس إلى طبرق في شرق ليبيا.

يمر هذا المسار بمدينة سرت الساحلية الليبية التي تعتبر في الوقت الحالي قاعدة لأقوى فرع لتنظيم داعش خارج سوريا والعراق، وحسب المسئول الإيطالي فإنها من المؤكد أن داعش يسيطر على هذا الطريق في ليبيا باعتباره يسيطر على الساحل على امتداد خليج سرت.

ضربة قاسمة

أكد المدعي العام في إيطاليا لوكالة رويترز الإخبارية أن إنهاء تجريم بيع الحشيش سيوجه ضربة لمتشددي تنظيم داعش وأعضاء عصابات المافيا الذين يتعاونون معهم في تنفيذ عمليات التهريب حسب تحقيقات رسمية جارية.

وقال إن الشرطة توصلت في تحقيقات لم تعلن تفاصيلها على الملأ إلى أدلة على أن عالم الجريمة المنظمة في إيطاليا الذي يسيطر منذ فترة طويلة على إمدادات المخدرات في البلاد و"من يشتبه أنهم إرهابيون" في شمال أفريقيا يتعاونون في تهريب الحشيش.

وقال المسئول الإيطالي إن إنهاء التجريم أو إجازة الحشيش ستكون بالتأكيد سلاحا ضد المهربين الذين قد يكون بينهم إرهابيون يحققون دخلا منه.

مليارات سنوية

حسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، فإن تجارة المخدرات، التي تشمل نبات القنب والحشيش، تدر أكثر من 32 مليار يورو أي نحو 36.10 مليار دولار سنويا على عصابات الجريمة المنظمة في إيطاليا.

ويسيطر تنظيم داعش على جزء فقط من طريق تهريب المخدرات في شمال أفريقيا لكن تقريرا لشركة "آي إتش إس" قال إن تجارة المخدرات تمثل ما يقل عن سبعة في المائة من دخل الجماعة.

أهداف محتملة

في كتاب جديد كتبه النائب العام الإيطالي بعنوان "نقيض الخوف" تحدث عن أوجه الشبه بين الجماعات الإسلامية المتشددة وعصابات المافيا الإيطالية وسبل تحسين الحرب عليها، موضحا أنه على الرغم من أن إيطاليا لم تتعرض لهجوم من المتشددين الإسلاميين ولكن الأفلام الدعائية التي يبثها التنظيم بانتظام يذكر روما والفاتيكان كأهداف محتملة.

وقال روبرتي إن أحد الأسباب المنطقية التي تجعل مكتبه ينسق تحقيقات مكافحة الإرهاب هو أن الجماعات الإسلامية وعصابات المافيا التقليدية مثل عصابة "كوزا نوسترا" في صقلية ترتكب جرائم متشابهة، حتى أنهم يمولون أنفسهم بأنشطة إجرامية نمطية عند المافيا مثل تهريب المخدرات وتهريب السلع التجارية وتهريب النفط وتهريب الآثار والأعمال الفنية والخطف من أجل الفدية والابتزاز".

مكافحة مكثفة

وفي ذلك الإطار أكد روبرتي أن التصدي لمهربي البشر وتهريب الكوكايين والإرهاب الدولي يدفع المحققين لقضاء وقت طويل واستخدام قدر كبيرمن الموارد في مكافحة مهربي الحشيش، مؤكدا: "نحن ننفق قدرا كبيرا من الموارد بلا طائل لم ننجح في تقليل تهريب الحشيش بل على العكس فهو يتزايد".

وأشارت رويترز إلى أن أحدث الإحصاءات الحكومية أكدت وجود نحو 3.5 ملايين إيطالي تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما يتعاطون الحشيش في 2014.

وقالت إن الحشيش أقل ضررا بكثير من المخدرات القوية أو التخليقية التي يجب أن يستمر تجريمها. غير أن القوانين الإيطالية التي تجرم بيع الحشيش وزراعته شديدة القسوة ويمكن أن تؤدي إلى السجن.
الجريدة الرسمية
عاجل