رئيس التحرير
عصام كامل

أمى


ربما يعذرنى مسئولو" فيتو" وقراؤها، ويغفرون لنا أن تجاوزنا أعراف الكتابة، وأن نبتعد اليوم عن الكتابة فى الشأن العام.. فليس من حرج أن تحصل أمى رحمها الله، على مقال من بين مقالاتنا اليومية.. مقال واحد فى العام قليل عليها.. وقليل على كل أم أنجبت وربت وتعبت وكبرت.. ثم رحلت، وابنها يؤدى خدمته العسكرية.. لم يمنحها القدر فرصة أن تفرح بابنها كما تمنت.. ولم يمنح القدر ابنها فرصة أن يرد إليها جزءا يسيرا مما قدمت.. ويكون الأمر مؤلما أكثر وأكثر عندما تعرفون أنها فى سنواتها العشر الأخيرة، عانت المرض.. كانت كل لحظة بألم ووجع..


ورغم ذلك كانت كل لحظة بعطاء.. لم يوقف المرض العطاء.. ولم يوقف المرض تدفقا أموميا هائلا فى المشاعر والحب والحنان والعطاء.. بل الأجمل على الإطلاق أن تكون الرحلة كلها، رحلة الأم مع أولادها، ليست إلا رحلة عطاء فى عطاء.. وهى رحلة لا مقابل لها حتى لو أعطى الأبناء أعمارهم كلها.. لأن الأم تعطى مشاعر وأحاسيس مختلفة.. ونحن نرد بالهدايا، وشتان الفرق بين هذا وذاك..

الأم.. عالم لا مثيل له ولا أوصاف قادرة على رسم ملامحه أو تقريبها للناس.. ولن يعرف حقيقة ما نقول إلا الأمهات.. وكل منا يرى أن لأمه على الأمهات درجة.. هذا حق للجميع.. يعرفه الجميع.. ويقبله الجميع.. فاعذرونى!.

رحم الله أمى.
الجريدة الرسمية