رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صبحى منصور .. للإلحاد وجوه كثيرة


يكمل الدكتور أحمد صبحى منصور، المعروف إعلاميا بـ"زعيم القرآنيين" عامه الثالث والستين، هذا العام، قضى أكثر من نصفها فى إثارة الجدل واستعداء المؤسسة الدينية فى مصر، وقطاعات كبيرة من المسلمين، على خلفية أفكار يتبناها بإنكار السنة النبوية، والاكتفاء بالقرآن الكريم كمصدر للتشريع الإسلامى .


يفتقد منصور لأبسط أدوات الإقناع بآرائه بسبب أسلوبه المبتذل الذى يفتقر دائماً إلى الموضوعية، فهو سليط اللسان كثير السب والشتم لكل من يخالفه الرأي.

يقيم منصور حاليًا فى الولايات المتحدة الأمريكية.. تاركًا مصر قبل نحو "13" عامًا، بسبب ملاحقات أمنية له ولأسرته بتهم عدة.. أبرزها: ازدراء الدين الإسلامى، وترويج أفكار إلحادية مثل: إنكار الإسراء والمعراج، والادعاء بأن الكعبة وثنية، وينكر جبل عرفات ويرى أن شهر شعبان - وليس رمضان - هو شهر الصوم، فضلًا عن دعوته إلى ضرورة حذف اسم "محمد" من الأذان.

فكر التيار القرآني.. كما يعلنه صبحى منصور، يقوم على اعتبار أن التيار السلفى الذى يؤمن بالقرآن والسنة هو أكبر عدو للإسلام، فهذا التيار السلفي- كما يقول - يقوم أساسًا على الرجوع للأحاديث التى تمت كتابتها بعد وفاة النبى – صلى الله عليه وسلم- ويسميها (سُنة)، وينسبها للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما لا نوافق عليه كما يقول هو.

والسنة -عند القرآنيين- هى شرع الله تعالى المذكور فى القرآن الكريم، وتلك هى السنة العملية التى يتمسكون بها، أما السنة القولية أى «الأحاديث» فهى عندهم حديث الله تعالى فى القرآن الذى يؤمنون به وحده لأن الله تعالى كرر فى القرآن الكريم قوله تعالى: «فبأى حديث بعده يؤمنون» «الأعراف: 185»، أى لا إيمان بحديث خارج القرآن الكريم.

القرآنيون يرفضون أحاديث البخارى ومسلم والشافعى ومالك وغيرهم، ويرفضون نسبتها إلى النبى محمد – صلى الله عليه وسلم- ويرفضون أن تكون جزءا من الإسلام لأن الاسلام – كما يقول صبحى منصور- اكتمل بالقرآن وبقوله تعالي: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينًا».. «المائدة: 3».

القرآنيون، يرون أنهم بفكرهم هذا يبرئون خاتم النبيين من هذه الأحاديث المنسوبة إليه، ويؤمنون بأنه بلّغ الرسالة كاملة تامة، وهى القرآن الكريم، ولكن المسلمين بعده بدلوا وغيروا وحاولوا تسويغ ما يفعلون، فاخترعوا تلك الأحاديث لتبيح لهم خروجهم عن القرآن وتفرقهم وحروبهم.

يقول صبحى منصور: « نحن نرى أن أحاديث البخارى وغيره - مما يسمونها سنة - ليست سوى ثقافة دينية تُعبّر عن عصرها وقائليها، وليس لها أى علاقة بالإسلام أو نبى الإسلام .. ولأنها ثقافة تعبر عن عصورها الوسطى، وتعكس ما ساد فى هذه العصور من ظلم باسم الدين، واضطهاد باسم الدين، وحروب باسم الدين، فإن الإصلاح اليوم لا بد أن يبدأ بنفى تلك الأحاديث وثقافتها إلى العصور التى جاءت إلينا منها.. لنبدأ فى الاحتكام إلى القرآن الكريم بشأنها، وهذا ما يفعله القرآنيون ».

يستند القرآنيون على عدد من المقولات يبرهنون بها على رفضهم للسنة النبوية، فهم أولا يهاجمون المشايخ، ويصفونهم بالمرتزقة لأنهم يتاجرون حسب زعمهم بالأحاديث الموضوعة ظلما للنبى، وثانيا يستنكرون وصفهم بالقرآنيين، مؤكدين أنه لا يوجد مسلم غير قرآنى، ويوضحون أن النبى صلى الله عليه وسلم نفسه كان يتبع القرآن وكان قرآنا يمشى على الأرض وأنه أرسل لتبليغ القرآن.

فهم - حسب قولهم - يؤمنون بالسنة العملية وليست القولية ، مثل التى دعا الرسول إلى اتباعها فى العبادات، كما فى الوضوء والصلاة والحج وينكرون السنة القولية، خاصة ما لا يتوافق منها كتاب الله تعالى . ونكمل غدًا.

الجريدة الرسمية