رئيس التحرير
عصام كامل

في العيد الماسي لنقابة الصحفيين (2)


حان الوقت لنفرق بين حرية مسئولة منضبطة ببوصلة الوطن وأولوياته لا بوصلة المصالح الخاصة التي تغرق المجتمع في فوضى إعلامية.. آن الأوان لخلق حالة التفاف وطني ليس بنفاق النظام والتخديم عليه، ولا بوضع القيود على حرية النقد والتعبير، بل بالانحياز إلى مصالح هذا الوطن، والسعي لتحقيقها، وزيادة الوعي بها.


إن أخطر ما تعانيه مصر اليوم ليس فقط ضعف أداء حكومتها، وعدم تفاعلها مع الشعب، خصوصًا في الأزمات والقضايا الشائكة، بل عدم إدراك كثير من الإعلاميين والنخبة والمسئولين أيضًا، معنى وكيفية الالتفاف الوطني.. وكيف نحققه.. بينما يدركها المواطن البسيط الذي تحمّل قرارات اقتصادية صعبة لمصلحة بلده الذي فضله على مصالحه الشخصية رغم قسوة الظروف الاقتصادية والغلاء الفاحش في الوقت الذي يخذل فيه بعض الساسة والمفكرين والمسئولين بلدهم، ويشغلون أنفسهم بقضايا هامشية تفتقد الإحساس بالمسئولية.. والأمثلة كثيرة يضيق المقام عن حصرها.

ويفوتنا في غمرة احتفالات نقابة الصحفيين بيوبيلها الماسي أن نذكر مجلس النقابة الذي أدار باقتدار معركة القانون 93 برئاسة النقيب الأسبق إبراهيم نافع، ومعه الراحل جلال عيسى وكاتب هذه السطور والراحلان مجدي مهنا وعبد العزيز خاطر، وحسن الرشيدي وأمينة شفيق وإبراهيم حجازي ومحمد عبد القدوس وحاتم زكريا ويحيى قلاش.. أفلا يستحق هؤلاء جميعًا أن نتذكرهم ونحن نحتفل بمرور 75 عامًا على تأسيس نقابة الرأي؟
الجريدة الرسمية