رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا جرى للمصريين ؟ (3)


لا تندهش عزيزي المواطن.. فإذا انتقلت من السياسة إلى الاقتصاد والمال فيما تنشره وسائل إعلامنا ومواقع التواصل الاجتماعي وجدت سيلًا من الأخبار المزعجة عن أزمة الدولار وارتفاعه الصاروخي أمام الجنيه، وما سببه ذلك من صعود جنوني لأسعار السلع والخدمات، وظهور موجات تضخم يكتوي الفقراء بنارها وكذلك القادرون.. وستجد أخبار المتعثرين والهاربين والمتهربين من الضرائب، ومن سداد حقوق الدولة والناهبين أراضيها بالتلاعب والفساد المالي والإداري في مئات القضايا وآلاف الأفدنة الضائعة على الدولة وعشرات المخالفات التي رصدتها الأجهزة الرقابية وأحالتها إلى القضاء.


وإذا قادك حظك لمطالعة صفحات الحوادث فستجد العجب العجاب.. تجد بشرًا تجردوا من إنسانيتهم.. فارتكبوا جرائم يشيب لها الولدان من زنى محارم إلى قتل أزواج وهروب مع عاشقين إلى قتل أولاد والتجرد من آخر مشاعر الآدميين وحتى الحيوانات التي ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تؤذيه.

فإذا تابعت أخبار الوزراء والمسئولين حاصرتك الأوهام والتصريحات الوردية المكذوبة حول أرقام ومعدلات التنمية والمشروعات الاستثمارية مثلما سمعنا في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي بشرنا بمليارات الدولارات ولم نر منها شيئًا بسبب سوء الأداء وعدم جاهزية الأجهزة الحكومية وإغراقها في الروتين والبيروقراطية والفساد الإداري.. وللأسف لم يحاسب أحد ممن أطلقوا الوعود والشعارات التي تعشم فيها الشعب، منتظرًا تحقيق نتائجها تحسنًا ملموسًا في مستوى معيشته لكنها تبخرت وذهبت أدراج الرياح.. وحدث العكس تمامًا حيث زادت أسعار الخدمات مثل الكهرباء والمياه والغاز بصورة عشوائية لم يعد يحتملها السواد الأعظم من الشعب؛ الأمر الذي ضاعف أزمة الثقة والفجوة بين الشعب وحكومته.

أما أخبار الفن والفنانين فهي سفاسف وتفاهات لا تقدم رسالة للمجتمع، بل تزيده تشويشًا، وتفقده القدوة؛ حيث تغرقه فضائيات الليل بمئات القصص عن طلاق الفنانات وزواجهن وخلعهن وسفرهن.. وتحول الفن من دوره الخلاق في بناء القوة الناعمة إلى وسيلة تهدم الوعي والقدوة والقيم في المجتمع.
الجريدة الرسمية