رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر تحتاج منظومة قومية لإدارة الأزمات».. «زيدان»: يجب تطبيقها في مصر.. وتعتمد على 3 عوامل.. منظومة متكاملة تشمل جميع المؤسسات.. تثقيف المواطنين من خلال الإعلام الجاد.. وتدريب جمي

فيتو

 بعد العديد من الأزمات التي لاحقت مصر في الفترة الآخيرة، بداية من أزمة الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء والإدعاءات التي أثيرت حولها، وقضية الطالب الإيطالي الذي قتل في مصر، ومحاولات الإساءة للعلاقات بين الدولتين إلى آخر المستجدات، وموضوع ملكية جزيرتي تيران وصنافير ومحاولات تفكيك الجبهة الداخلية.


كل ذلك يؤكد إحتياجنا التام لمنظومة إدارة الأزمات لحماية الوطن، وتحديد الأزمات التي يجب حلها ومواجتها مبكرا ، حتي لاتتفاقم  وتخرج عن السيطرة.


المفهوم الصحيح

يقول اللواء ممدوح زيدان خبير إدارة الأزمات والتنمية البشرية: "نفتقد في مصر لإدارة متكاملة للأزمات، والمتمثلة في تأسيس منظومة قومية، تبدأ بالمركز القومي لإدارة الأزمات، مرورًا بمراكز إدارة الأزمات في الوزارات والمحافظات، وصولًا إلى أقل وحدة في المؤسسات كالمدارس والمستشفيات والمصانع والتي ينبغي أن تحتوي أيضًا على فرق لإدارة الأزمات ، كي تستطيع العمل بشكل متكامل وتفاعلي يمكنها من تبادل المعلومات والعوامل المؤثرة على أي موضوع، مما يعزز القدرة على مواجهة الأزمة قبل حدوثها".


3 عوامل

وأضاف زيدان: تقوم قاعدة إدارة الأزمات الناجحة على 3 عوامل، تشمل منظومة متكاملة في جميع المؤسسات، فضلًا عن الإعلام ودوره البارز في ذلك بالبعد عن الآراء المزيفة والمغلوطة للجهات المغرضة، مؤكدًا أن غياب الدور الإعلامي في إدارة الأزمات يسهم في تفشي ظاهرة التدمير الذاتي للدولة من الداخل، والتي ستؤدي لما يسمي في علم النفس الاجتماعي "الاحتراق النفسي" بالتشكك في بعضنا البعض، وتداول المعلومات المغلوطة، والتي كان لها الفضل في انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.

وتابع: "ينبغي أن يكون للإعلام دور في مواجهة الأزمات بتثقيف المواطنين في الموضوعات العامة من خلال برامج التوك شو، وإمداد عقول المواطنين بالمعلومات الصحيحة، ليتمكنوا من إدارة أزماتهم بالشكل الصحيح، لذا لا بد من أن يتوافر لكل مركز إدارة أزمات وحدة خاصة بالإعلام، لتساهم قبل الأزمة في بناء ثقافة المواطنين بالمعلومات الصحيحة، وأثناء الأزمة توجههم بكيفية إيجاد الحلول لها وإحتوائها وليس لإشعال نار الفتنة والتشكيك.

وأردف: "إذا تم إدخال الإعلام في إدارة الأزمات سيختلف تناول الأزمة بإختلاف معايير تناول الحدث، وبالتالي ستختلف ردود الأفعال"، مؤكدًا أنه لو كانت هذه النقاط تم تنفيذها في أزمات مصر السابقة ، لحققت نتائج أفضل.


وأشار "زيدان" إلى أن فرنسا نجحت في الخروج من أزماتها بعد الهجمات الإرهابية بفضل إعلامها لإدارة الأزمات، وكذلك بلجيكا وألمانيا وروسيا بوقوفه في جانب الدولة، لأنها تعي جيدًا المفهوم العلمي الصحيح لإدارة الأزمات.


التعليم وإدارة الأزمات


أما عن العامل الثالث، وهو التعليم، فيقول "زيدان": "له أيضًا دور بارز في المنظومة، فلا بد من تدريس علم إدارة الأزمات لجميع القيادات، وأن تكون شرط أساسي للترقي كما يحدث في ألمانيا، مشيرًا إلى ضرورة تصنيف المناهج بحيث تتناسب مع المراحل العمرية، فتعليم الأطفال في الصغر إشارات المرور جزء من تعليم إدارة الأزمات، وعند الكبر ينبغي تدريسها للطلاب الجامعيين كلًا في تخصصه".

واستطرد: "توجد في مصر جهات تعتمد بشكل قوي على إدارة الأزمات، مثل هيئة قناة السويس، ووزارات الطيران المدني والدفاع والأمن القومي، كلًا حسب طبيعة عمله"، منوهًا إلى أننا نفتقدها في مؤسسات المجتمع المدني الأخري والتي تعتبر الآولى بها، كالصحة والتعليم والثقافية والمؤسسات الإعلامية والمحافظات، وبالتالي تعتبر المنظومة غير كاملة ونحن في أشد الحاجة لإستكمال بناء منظومة إدارة الأزمات.


واختتم زيدان: "نحن بحاجة لشفافية في المعلومات لمعرفة جميع المخاطر، حتي نستطيع وضع حلول مسبقة لها  وليس العمل بأسلوب برد الفعل "، مؤكدًا أن مصر من أكثر الدولة حاجة للتخطيط المستقبلي ونشرثقافة إدارة الأزمات.

الجريدة الرسمية