رئيس التحرير
عصام كامل

«المسكوت عنه في زيارة الملك سلمان».. مخاوف من موافقة السعودية على إنشاء قواعد تركية بـ«تيران وصنافير».. والجسر البري يدمر شرم الشيخ ويدعم مشروع الرياض لتعويض خسائر النفط

الرئيس السيسي و العاهل
الرئيس السيسي و العاهل السعودي سلمان

* علامات استفهام حول تسريب التنازل عن "صنافير وتيران" قبل الإعلان الرسمى.. وغياب الحديث عن ملفات "سوريا وقطر وتركيا"
* الملك سلمان يرد على "أوباما" بلقاء البابا تواضروس.. وصلاة العاهل السعودي في الأزهر رد على المشروع الإيراني بالمنطقة

* الدكتور إكرام بدر الدين: السعودية تعرضت لــ"ضغط إستراتيجي" بعد خروج العراق من المعادلة العسكرية.. والتنسيق مع القاهرة يؤدي لتقوية موقف المملكة في الخليج
* الدكتور محمود عبدالظاهر: ليس أمام الرياض الآن سوي مصر للاعتماد عليها.. والاستثمارات السعودية في مصر آمنة إلى حد كبير


احتفت وسائل الإعلام المصرية والعربية بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووصفتها بالتاريخية، وأظهر الجانب المصري –تحديدا- اهتماما بازرا بالزيارة التي استغرقت خمسة أيام رفعت المحروسة خلالها حالة التأهب الدبلوماسي للتعبيرعن مدى ترحيبها بزيارة خادم الحرمين الشريفين.

تمت زيارة الملك سلمان رغم تأخرها، وسط حديث شبه مؤكد حول تضاد في وجهات النظر بين القاهرة والرياض، لما هو معلوم عن العاهل السعودي بميله تجاه التيارات الإسلامية وانحيازه لمشروع جماعة الإخوان في مصر، ودلل على ذلك في تصريح سابق له على خلفية الإرهاصات الأولى للثورة ضد مصر ومطالبته بمنحه الفرصة الكاملة.

تصريح ملك السعودية، عولت عليه جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية، كثيرا في إشعال فتيل أزمة بين جناحى الأمة، وعلى ما يبدو أن الجماعة نجحت إلى حد ما في تعكير صفو العلاقات، رغم حرص الجانبين على عدم الإفصاح عن ذلك صراحة وظل الخلاف مكتوما بينهما، وبرز بقوة حينما أرجأ الملك زيارته لمصر أكثر من مرة، ثم عاد الحديث عن وساطة سعودية تشترط الإفراج عن قيادات الجماعة والمصالحة بين أنقرة والقاهرة، مقابل استئناف الدعم المادي للنظام المصري الذي يواجه بحرا هائجا من الأزمات السياسية والاقتصادية داخليا وخارجيا.

انتهاء الجدل
ويمكن القول أيضا إن الزيارة الملكية أنهت الجدل عن الخلافات وإعادة رسم العلاقات بين البلدين بعدما تصدعت وتحولت لجزر منعزلة في القرارات المتعلقة بقضايا المنطقة خاصة السورية التي أظهرت حجم الهوة بين القيادتين.

وفى الوقت الذي تعرضت العلاقات بين القاهرة والرياض لزلزال غير مسبوق له تبعات لا يشعر بها الشعبان، ظهرت تركيا كحليف قوي داعبت المملكة وقدمت نفسها بديلا للحليف التاريخى –مصر، وجاء رئيسها رجب طيب أردوغان حاملا خلفيته الإخوانية التي فتحت له أبواب قصر اليمامة في الرياض، علاوة على تماشيه مع وجهة نظر المملكة تجاه الملف السوري واليمنى الذي انتهى بتمكين اللواء محسن الأحمر المحسوب على جماعة الإخوان من شئون الحكم بتعيينه نائبا لرئيس البلاد عبدربه منصور هادي.

حفاوة قاهرية
صحيح أن ضيف مصر – الملك سلمان - له تاريخ مشرف في صفحة العلاقات المصرية السعودية، لكن القاهرة استقبلته بطريقة خاصة هذه المرة، اتسمت بحفاوة قاهرية ذكرتنا بزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر عقب فوزه في ولايته الأولى، وكانت جامعة القاهرة بوابته إلى قلوب العرب والمسلمين حينها، من خلال خطابه الذي استهله بتحية الإسلام "السلام عليكم".. حفاوة الاستقبال واستغلال أوباما للزيارة جيدا لم تشفع للرئيس مبارك عنده إبان ثورة 25 يناير، حينما طالبه بالرحيل الفوري عن الحكم.

"صنافير وتيران".. هدية غالية
الخوف اليوم بالرغم من المكاسب السعودية الجمة التي حققتها زيارة الملك لمصر وحمل هديته قبل صعوده إلى الطائرة وهي هدية غالية الثمن من شأنها أن تكلف شعبية الرئيس كثيرا بعدما نجح في انتزاع اعتراف مصري رسمي بملكية بلاده لجزيرتى "صنافير وتيران"، من خلال التعويل على رواية تاريخية تعود لعام 1950 تجبها وثائق سابقة لهذا التاريخ، وتؤكده الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الآن، ومن المحتمل أن إدارة الدولة وجدت في الجزيرتين عربون صلح لطى صفحة الخلافات على أمل ترسيم العلاقات من جديد والانطلاق نحو المستقبل.

مكاسب الرياض
وعلى الرغم من تسليط الإعلام الضوء على مكاسب الزيارة لمصر كمبرر للحفاوة بالملك الضيف، فإنه لابد من التوقف هنا أمام المكاسب السعودية التي تحققت خلال "قمة الحزم" بين الملك والرئيس.
بطييعة الحال المصالح السياسية والاقتصادية للدول لا ترتبط بالعواطف ولا تكتفى بالشعارات، لذلك لابد من الإشارة هنا إلى الحجر الثقيل الذي نجح في تحريك المياه الراكدة وأعاد ضخ الدماء في شرايين العلاقات المتصلبة، ونعرضها في النقاط التالية.

أولا، المعادلة الإقليمية برمتها تغيرت ودخلت الولايات المتحدة في شراكة مع العدو اللدود للمملكة –إيران- من خلال الاتفاق النووي الدولى، لإنهاء أعوام الجمود والاستعداد للانطلاق إلى المستقبل بصحبة حليف إقليمي جديد ربما لعقود قادمة، الأمر الذي استشعرت معه الرياض الخوف من المجهول في ظل تخلى الحليف التاريخى عنها، رغم الخدمات الجليلة التي قدمتها الرياض لواشنطن على مدى سنوات، وحمل مقال الأمير تركى الفيصل للرد على أوباما الذي اتهم المملكة بدعم الإرهاب مفردات كاشفة لحجم الأزمة الراهنة.

الناظر لملف الأزمة وتبدل التحالفات يدرك جيدا أن عودة الرياض إلى حليفها العربي الملتزم بأخلاقيات العروبة والبعد القومى طوق نجاة من فخ مرتقب ينصبه أبناء العم سام للخليج برمته، والتخلص من صاحب "العباءة" لاستبداله بحليف شيعى يمتلك مشروعا فارسيا من شأنه زعزعة استقرار دول الخليج ويضع المملكة على رأس أولوياته، لقناعته بضرورة زوالها لإفساح الطريق أمام مشروعه بالمنطقة، وبطيبعة التاريخ سوف يكون الجيش المصري حائط صد قويا أمام أي هجوم يستهدف أمن الخليج العربي.

ثانيا، في ذات السياق وعلى صعيد الصراع الإقليمى مع إيران، صلاة الملك داخل الجامع الأزهر أكبر رسالة إلى طهران بوجوده داخل الصرح المدافع عن المسلمين السنة أمام الهجمة الشيعية المعولة على إرهاب الجماعات المتطرفة المحسوبة على أهل السنة "داعش وأخواته".

ثالثا، لقاء الملك سلمان والبابا تواضروس، أكبر رد على اتهامات الرئيس الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمملكة برعاية المشروع الوهابى في المنطقة، ومعاونة الجماعات المتطرفة لدرجة وصلت بتوجيهه اتهامات للرياض بإفساد المساجد في مسقط رأسه اندونيسيا وتحويلها إلى بؤر للتطرف، حسبما ورد في لقاء مطول له مع مجلة "اتلاتنيتك" أثار ضجة كبرى.

رابعا، تعرضت المملكة عقب موسم الحج الماضى لهجمة عالمية شاركت بها تركيا نفسها استهدفت تدويل مكة وإنشاء هيئة إسلامية للحج نتيجة حادث سقوط الرافعة، وتصدت القاهرة والأزهر لهذه الدعوة وجابهتها بكل بقوة للدفاع عن المقدسات الإسلامية وحقوق عائلة "آل سعود" التاريخية في رعاية الحرمين الشريفين، لقناعة مصر بأن الدعوة الملغومة تستهدف فيما بعد تقسيم السعودية وجرها لمخطط الشرق الأوسط الكبير.

التفاهمات والاتفاقيات
مكاسب السعودية السياسية الضخمة من القمة، بالطبع لابد من الاعتراف أن هناك للقاهرة ربحا على طاولة اللقاء يتعلق السواد الأعظم منه بالجانب الاقتصادي الذي تجسد في الإعلان عن التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم الاقتصادية التي لا تتعدي حيز الاحتمالات، وربما تصدرها مشروع الجسر البري الرابط بين مصر والسعودية، وتبعه بالطبع الإعلان المثير للجدل حول أحقية المملكة في جزيرتى "تيران وصنافير"، وأيضا هنا لابد من التعقل قبل دق الطبول فرحا بمذكرات التفاهم التي تحتمل التنفيذ أو الإيقاف.

خطورة الجسر البري
الجسر البري المزمع إنشاؤه يحمل مكاسب للرياض قبل القاهرة، خاصة أن السعودية تستهدف تحقيق 100 مليار دولار مكاسب من موسم الحج في مشروع كبير يتبناه ولى ولى العهد، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان كشف ملامحه في حديث مطول لشبكة "بلومبرج" الأمريكية، بهدف الاستعداد لانتهاء عصر النفط، ومن شان جسر بهذه الأهمية أن يضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين من دول أفريقيا بما يلبى المشروع الطموح لتعويض خسائر النفط.

في المقابل يحمل هذا الجسر خطرا هائلا على الأمن القومى المصري، في منطقة حيوية سياحيا كمدينة شرم الشيخ، لاحتمالية استغلاله من قبل التنظيمات الإرهابية التي ترتع في دول الجوار بقارة آسيا، كما أنه يعد طريق إمداد للعناصر الإرهابية في سيناء
إضافة إلى ذلك من شأنه تدمير مستقبل مدينة شرم الشيخ وتحويلها إلى مجرد ممر جمركى من وإلى المملكة، وتكبيد مصر خسائر هائلة في قطاع السياحة بمدينة عالمية بهذا الحجم.

أزمة الجزر
خسائر مصر يضاف لها أيضا إعلان تنازلها طواعية عن جزيرتى "صنافير وتيران" من الناحية المعنوية للشعب المصري نتيجة شعوره بالمرارة للتفريط في جزر ارتوت بدماء أبنائه في حروب متتالية، ويعتبرها مسألة كرامة من شانها أن تلحق ضررا هائلا بشعبية النظام الذي وعد في وقت سابق بنسف من يفكر في الاقتراب من مصر.
مستقبل الجزيرتين أيضا في ظل غياب المعلومات عن طبيعة الاتفاق يطرح أسئلة مزعجة، يأتى على رأسها ماذا لو سمحت السعودية لتركيا بإنشاء قواعد عسكرية على هذه الجزر في ظل التفاهمات بين الطرفين؟، وما هو دور البحرية المصرية حال تعرضت هذه الجزر للاحتلال من الجانب الإسرائيلى؟!

حضور الإخوان
وسط زخم الاحتفالات أيضا بزيارة ملك السعودية للقاهرة، لم يلحظ المتابع للزيارة، تسريب قيادات الإخوان الهاربة إلى تركيا معلومة تنازل مصر عن الجزيرتين مقابل ملياري دولار قبل الإعلان الرسمي عنها، واستعداد الجماعة ببيان مصاغ بطريقة مسبقة مهاجم للرئيس والجيش المصري بسبب التنازل عن الجزيرتين، وهو الأمر الذي يسترعى الانتباه له في ظل اطلاع جماعة الإخوان على مناقشات تتم في غرف مغلقة بين القادة وتسريبها بالأسماء والأرقام.

إضافة إلى ذلك المعلومة التي تم تداولها على نطاق واسع حول وساطة الملك بهدف الإفراج عن قيادات الجماعة من السجون والسماح لهم بممارسة العمل السياسي المشروط تحت عين الدولة وتكرار النموذج اليمنى بالدفع بحزب سياسي للجماعة إلى المعترك السياسي كشرط من الرياض لتنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة.

المسكوت عنه.. قطر في المقدمة
إعادة ترسيخ أو ترسيم العلاقات بين البلدين خطوة جيدة على صعيد العمل العربي المشترك، لكن بما أن الحديث هنا بلغة الأرقام والمكاسب والخسائر لكلا الطرفين.. غاب عن أعمال القمة مناقشة المسكوت في عدة ملفات أيضا تمثل إزعاجا للقاهرة وتساهم في الحرب الاقتصادية السياسية التي نعانى ويلاتها منذ عامين عقب عزل مرسي وجماعته.

وتأتى في المقدمة قطر التي وقفت لها السعودية بالمرصد أيام الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وبما تملكه الرياض من نفوذ خليجى ما هي الوعود التي قدمتها لمصر لوقف شطط الأمير تميم بن حمد ومطالبته بضرورة التوقف عن ممارسته التي تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية والدفع بها في هوة سحيقة انتقاما لفشل مشروع جماعة الإخوان.

بالتبعة تأتى تركيا الحليف الموثوق للرياض الآن، والتي تدار فصول المؤامرة الكبري من أكبر مدنها "إسطنبول" وتحولت إلى مركز عمليات ضد القاهرة.

أيضا هناك الملف السوري، هل اقتنعت الرياض بوجهة نظر القاهرة في ضرورة الحفاظ على الدولة السورية من التفكك خشية تقطيع إراضيها إربا في يد التنظيمات الإرهابية؟!

وتعقيبا على النقاط السابقة أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية أن هناك مكاسب سياسية حققتها المملكة السعودية جراء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، فالسعودية تواجه ضغوطا إقليمية ودولية، خاصة بعد خروج العراق من المعادلة العسكرية في منطقة الخليج، ما أحدث فراغا إستراتيجيا بمنطقة الخليج، أدي إلى زيادة فرصة إيران للتمدد في منطقة الخليج، والتدخل في العراق وسوريا واليمن، ما يؤثر على دول الخليج.
"إكرام" أكمل بقوله: يجب التأكيد هنا على أن التعاون والتنسيق المصري- السعودي يساعد على ملء الفراغ الإستراتيجي، ما يؤدي لتقوية الموقف السعودي في منطقة الخليج، وذلك مكسب للسعودية ولمنطقة الخليج ككل من الناحية السياسية والإستراتيجية.

لم يقتصر الأمر على المكاسب السياسية، لكن هناك مكاسب اقتصادية، فبعد انخفاض سعر البترول تتجه السعودية إلى عدم الاعتماد على منتج وحيد، وهو البترول، حيث تقوم بتنويع مصادر أنشطتها الاقتصادية، وهناك فرص استثمارية واعدة في مصر، حسبما يؤكد د. بدر، الذي أشار أيضا إلى أن الجسر البري المزمع إقامته سيحقق رواجا في التجارة السعودية.

وأحد المكاسب للجانب السعودي أيضًا إعادة ترسيم الحدود بين الجانب المصري والسعودي، حسبما قال د. إكرام، والذي يصب في إطار المكاسب الاقتصادية للجانب السعودي، استغلال الثروات السمكية والبحرية، فهناك منطقة محميات وذلك كله يتم وضعه في مصلحة السعودية، كما أن الاتفاقات الـ17 التي تم توقيعها تصب أيضًا في الصالح السعودي وليس المصري فحسب، أيضًا تنمية سيناء وإنشاء مناطق سكنية يصب في صالح مكافحة الإرهاب، الذي يهدد أيضًا السعودية.

في ذات السياق أوضح الخبير الإستراتيجي، الدكتور محمود عبد الظاهر، أستاذ العلوم السياسية أن المكاسب السعودية من زيارة الملك سلمان تأتي في إطار تدعيم الموقف الإقليمي، من وجهة النظر الإستراتيجية السعودية، فليس أمام السعودية الآن إلا مصر، التي ترغب السعودية في استقرارها، لينعكس ذلك إيجابيًا على المواقف العامة لمواجهة المخاطر الإقليمية بعد تراجع الدعم الغربي للسعودية والخليج.

"عبد الظاهر" تابع قائلا: أحد المكاسب التي حققتها السعودية يأتي في إطار الدعم المصري، ليصبح جناحي الأمة العربية "السعودية ومصر" رادعين إقليميين ضد المطامع في المنطقة. وخاصة بعد التمدد الإيراني، حيث بدأت إيران حملة شديدة في المنطقة، ما يسبب إرباكا في المنطقة، وليس أمام السعودية سوي مصر الآن للاعتماد عليها.

ومن الناحية الاقتصادية، أكد د.عبد الظاهر أن الاستثمارات السعودية في مصر آمنة إلى حد كبير، أكثر من دول الغرب، ففي عام 1998، عندما حدثت الأزمة الاقتصادية في العالم نتيجة خلل السوق العقاري، خسرت الإمارات وحدها 4 تريليونات دولار، لكن الاستثمار في مصر بعيد عن تلك المخاطر، فالاستقرار الاقتصادي والسياسي لمصر ينعكس بشكل إيجابي على المنطقة، وذلك يعد مكسبا للجانب السعودي، كما أن الجسر البري المخطط إقامته بين مصر والسعودية فوق خليج العقبة، يمكن عبوره في 11 ساعة بالسيارة، وبالقطار من 4 إلى 5 ساعات، وذلك يزيد من التجارة البينية بين السعودية ودول الخليج مع دول أفريقيا، وذلك يُعد قفزة لصالح السعودية، وسيسرع من الوصول للأماكن المقدسة، وسيكون الطريق آمنا وأسرع في وقت أقل، وسيؤدي للارتباط الشديد بين السعودية وأفريقيا تجاريًا.

السعودية من مصلحتها الكبري الاستقرار المصري، وأن يكون لها ظهير قوي بالمنطقة، يستطيع تلبية المصلحة العربية، وليس هناك أكثر من مصر لتحقيق ذلك، وفق ما أوضحه عبد الظاهر، كما أن المستثمر السعودي لا يأتي لمصر دونما أن يتحقق له عائد ضخم، ومثال على ذلك مؤسسات صالح كامل الضخمة، التي استفاد فيها من البنوك المصرية في إقامة العديد من المشاريع، وأصبحت له شركات متعددة في مصر اعتمدت على التمويل المصري. أيضًا المملكة السعودية لا تعطي مالا وقيم استثمارات بدون مردود، وواضح ذلك في مبيعات شركات الألبان في مصر، والتي تحقق مبيعات في مصر أكثر من السعودية، فالسوق المصري يحقق مكسبا وعائدا كبيرا للمستثمر، وهذا يُعد مكسبا للجانب السعودي.

** نقلا عن العدد الورقي..

الجريدة الرسمية