رئيس التحرير
عصام كامل

نائب رئيس الهيئة البرلمانية لـ «المصريين الأحرار»: لو «سوبرمان» ترأس البرلمان لن يستطيع السيطرة

فيتو


  • ليس منطقيا أن يهيمن فصيل واحد على لجان البرلمان
  • النائب «ميقدرش يقول للمواطن استنى شوية» وطلبات المواطنين لها الأولوية
  • حل البرلمان أفضل من بقائه دون خدمة البلاد
  • احتياجات المواطنين «فوهة بركان» وانفجرت في وجهة البرلمان
  • لن نحدد موقفنا من بيان الحكومة إلا بعد دراسة متأنية
  • أداء عبدالعال يتحسن 
  • ليس منطقيا أن يؤيد أحد برنامج الحكومة دون دراسة وإلا «نبقى بنهرج»
  • ائتلاف دعم مصر إما يستوعب فقدان اليزل أو ينهار
  • المصريين الأحرار يتحرك برؤية بناءة ولا ينافس من أجل الزحام
  • لغة السياسة لا تعرف كلمة صفقات لكنها تقارب وجهات النظر

حاوره: ريمون ناجي
عدسة: هشام عادل

يمثل حلقة جديدة في سلسال عائلة نيابية، قيادي بحزب له أكثرية، تخرج من بيت صعيدي بسوهاج، تدرب على العمل السياسي والبرلماني منذ عام 1928، والده محمد عبدالحميد رضوان، الذي كان أصغر وكيل للبرلمان المصري في السبعينيات، وأيضا وزير للثقافة، والشئون البرلمانية.
رغم دراسته العلمية في أعلى الجامعات، ما زال محتفظا بالعادات والتقاليد وأعراف الصعيد، يرتدي الجلباب فخرا بوالده، ورغم تعدد المناصب التي تقلدها بمجلس الوزراء وغيرها، إلا أنه شيخ العرب الذي يرأس جلسات الصلح في حالات الثأر وغيرها.
خريج فى الجامعة الأمريكية، عمل بمركز المعلومات بمجلس الوزراء منذ عام 1996 وحتى 2001، بالإضافة لتولي مسئولية ملف العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة حتى عام 2013.
إنه النائب طارق رضوان، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، والمرشح على وكالة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

* بداية.. كيف ترى برنامج الحكومة المعروض على البرلمان؟
رئيس الوزراء عرض رؤية طموحة، لكنها لا ترقى لتكون خطة للحكومة، وتفتقر عدة نقاط مهمة، أولها أن التصور لم يغطِّ سوى عامين ونصف العام فقط ولم يحدد استراتيجية العمل والجدول الزمني للتطبيق، وكان يتعين الوضع بالاعتبار الأبعاد الجغرافية أي وضع دائرتى أو محافظتى وموقعها بالموازنة ورؤيتهم لتطويرها، ويحق للنواب الوقوف ومعرفة كافة أبعاد برنامج الحكومة ليكون على دراية ليؤدي دوره في الرقابة والمحاسبة للحكومة والوزراء وفق برنامجها الخاص.

* وهل تمنح الثقة للحكومة الحالية؟
لن نحدد موقفا تجاه الحكومة إلا بعد دراسة متأنية للبيان وبرنامجها، وأرسلنا استفسارات للحكومة في بعض المحاور وردت علينا بالمعلومات وما زالت تخضع للدراسة والتقييم من قبل لجنة مراجعة بيان الحكومة المشكلة من المجلس باعتباري عضو فيها.
ولا أوجه لومًا للحكومة بشأن القصور الوارد في بيانها أو برنامجها، لأنها لم تتعامل مع برلمانات سابقة أو آليات تشريعية ورقابية، وليس منطقيا أن يؤيد أحد برنامج الحكومة دون دراسة وإلا "نبقى بنضرب نفسنا بالنار أو بنهرج".

* ولو كان تأخير المجلس في البت في بيان الحكومة يؤدي إلى حل المجلس؟
التاريخ سيحاسبنا لو لم نعمل لأجل مصلحة البلد، ولو كان الخيار بين حل المجلس أو تمرير برنامج دون قراءة أو دراسة فليحل المجلس ولتبقَ مصلحة مصر والمواطنين.

* جدلا، إذا رفضت الحكومة، هل المجلس قادر على تشكيل الحكومة؟
ليس هناك مستحيل، لكن أستبعد رفض بيان الحكومة لأنه ليس هناك ما يتوافق عليه بنسبة 100% أو الرفض 100%، إنما الآن لدينا برنامج نطلب عليه توضيحات، ودورنا متابعة تحقيق برنامج الحكومة حال تمريره والموافقة عليه، ويتخلص الوزراء من سياسة الأيادي المرتعشة، وتفعيل آليات سحب الثقة من أي وزير حينما يخفق.

* كنت متحفظا على بعض الوزراء منهم وزيرا «التعليم والصحة».. ما هو موقفك حاليًا؟
تقدمت بطلب إحاطة لوزير الصحة منذ قرابة الشهرين وأخطرنا من خلال المستشار العجاتي بالإحاطة ولم يردنا رد من قبل الوزير، بشأن تأخير عملية الإحلال والتبديل والتجديد لمستشفى دار السلام المركزي، ولذا سأقوم خلال الفترة المقبلة بالتصعيد تجاه الوزير بتقديم بيان عاجل وبعدها استجواب.

* ما رأيك في قول الدكتور علي عبدالعال، رئيس المجلس، إن هناك نوابا يخلطون بين طلبات الإحاطة والاستجواب والبيان؟
بالفعل هناك نواب أول مرة يمارسون العمل النيابي، وبعضهم ليسوا على الدراية الكافية بالعمل البرلماني، وسبل مساءلة الوزراء أو المسئولين، وهو أمر يعالج مع الممارسة خاصة أننا بصدد برلمان جيد في توليفته وتشكيله.

* ما تفسيرك للهجوم الدائم على البرلمان؟
الدوائر الانتخابية التي جئنا من خلالها كنواب لديها العديد من المتطلبات والاحتياجات تتعدى إمكانيات الدولة خلال المرحلة الراهنة، والنائب "ميقدرش يقول للمواطن استنى شوية" فجميع المواطنين يرون ضرورة تحقيق احتياجاتهم ولها الأولوية، وذلك نظرا لغياب المجالس المحلية وعطش الشعب للخدمات ونقص الموارد الأمر الذي أدى لأن تكون احتياجات المواطنين "فوهة بركان" وانفجرت في وجه البرلمان.

* هل ترى أن البرلمان الحالي مظلوم؟
مفيش حاجة اسمها "مظلوم"، ولو كان مظلوم ما وصل لقبة البرلمان بانتخابات جماهيرية، وعلى أبناء دوائرنا المواطنين أن يدركوا أن مجلس النواب لا يملك "عصا موسى" للتغيير، فقد حلفنا اليمين أول يناير، ومن وقتها انشغل المجلس في مناقشة القرارات بقوانين الصادرة في غيبة البرلمان، وبعدها اللائحة الداخلية للمجلس، وحتى اللحظة لم تشكل لجان النوعية للمجلس النواب، وعجلة التشريعات لم تتحرك حتى الآن، وبمجرد انتخاب اللجان الخاصة بالمجلس ستبدأ دائرة العمل.

* ما رأيك في عدم وجود وزراء حزبيين بالحكومة.. هل يعنى ذلك عدم ثقة بالأحزاب أو غيابهم؟
الحكومة الحالية في تشكيلها تهدف إلى الموائمة السياسية والتوافق، ولو تعاملنا بلغة الأرقام هناك 56% من النواب مستقلين و19% حزبيين، وهناك تمثيل جيد للمرأة والشباب، والأحزاب السياسية ما زالت تبدأ حياة التعافي، وتمثيلها بالمجلس لا يتعدى الـ19 حزبا.
ومع التفاعل ووجود ائتلافات برلمانية يمكن خلال المرحلة المقبلة الوصول إلى تشكيل حكومة ائتلافية أو بالتنسيق بين الأحزاب مستقبلا.

* ما رأيك فيمن أيدوا الحكومة الحالية تأييدا مطلقًا؟
التأييد المطلق دون دراسة أمر مرفوض شكلا وموضوعا، لا سيما أن البرلمان جهة الرقابة المحاسبة، كيف يراقب النائب أداء الحكومة دون أن يعرف ما يحمل برنامج المسئول من رؤية وطرح وأرقام وخطط.

* وما تعليقك على تصريحات بعض قيادات ائتلاف دعم مصر بأنهم "هينضفوا" المجلس على غرار ما جرى لعكاشة بحسب قولهم؟
ليس هناك رقيب على النائب، سوى ضميره وأدائه، والرءوس متساوية بين النواب، ومن يخطئ يحاسب باللائحة.

* كيف ترى استقالة المستشار سري صيام.. وهل تحدث أزمة بين البرلمان والرئيس باعتبار المستقيل معينا؟
إطلاقا، فالموضوع يخص المستشار سري صيام شخصيا وليس هناك تماس مع آخر، سواء رئيس الجمهورية أو غيره، وأرى أن المستشار صيام قامة قانونية كبيرة وصل إلى أعلى مراتب القضاء في مصر وتعامل مع البرلمان بمنطلق القانون والقضاء وهي سياسة الاتجاه الواحد، أي تعامل مع البرلمان بضمير القاضي ولكن الممارسات البرلمانية تختلف عن القضاء الذي نحمل له كل احترام وتقدير.

* يرى البعض أن الدكتور على عبدالعال يتعامل مع النواب باعتبارهم في مدرج الجامعة.. فما رأيك؟
بعيدا عن شخص الدكتور على عبدالعال، لو جاءوا بـ"سوبرمان" يرأس برلمانا به 596 نائبا من مختلف التيارات والاتجاهات والجميع يريد أن يتحدث والكل يريد دوره والكثير لديه مشكلات بدائرته، فإن الأمر في غاية الصعوبة، ولو تجردت من موقعك ووضعت نفسك في مكان رئيس مجلس النواب ونظرت للقاعة بالطبع لن يكون هناك سيطرة.

* هل رئيس المجلس لا يتأثر بائتلاف دعم مصر باعتباره كان بين مرشحيه للبرلمان؟
قد يكون هناك تأثير بحكم العلاقة التي تربط بين الدكتور عبدالعال وبعض الزملاء من ائتلاف دعم مصر، بحكم المعرفة السابقة قبل الحياة النيابية، فاكتسب نوعًا من الألفة، وإنما الأمر يتغير مع الوقت فلم يكن رئيس المجلس يعرف سين أو صاد وإنما بات ينظر لمن هم خارج الائتلاف، أداؤه يتحسن مع مرور الوقت، ولو نظرنا لأداء الدكتور فتحي سرور عام 90 وبين 2010 بالطبع تجده اكتسب خبرة ومعرفة.

* رحيل سيف اليزل هل يؤثر على ائتلاف دعم مصر؟
الأمر يشكل تحديا كبيرا أمام قيادات ائتلاف دعم مصر، فإن كان قويا فعليا سيمضي في مسيرته ويستوعب فقدان النائب سامح سيف اليزل، وإن كان هشا فسينهار، وبغض النظر عن الاختلاف في الرؤى أتمنى أن تكون قيادات الائتلاف قادرة على استيعاب رحيله.

* وماذا عن فرص ائتلاف المصريين الأحرار والمستقلين حاليا؟
حجم فرص ائتلاف "المصريين الأحرار والمستقلين" تزيد يوما تلو الآخر، وعلينا الانتباه بأن نحو 65% مستقلين وليس لهم كيان منظم وإنما الائتلاف في تزايد مستمر.

* هل ائتلاف المصريين الأحرار يواجه دعم مصر؟
بالعكس، وجود ائتلاف المصريين الأحرار يثري الحياة البرلمانية من خلال التعددية، وأيضا يقوي موقف حزب الأكثرية، وفي المستقبل قد يشكل الائتلافات حكومة ائتلافية، ولذلك فإن وجود ائتلافات بالبرلمان يعبر عن الرأي والرأي الآخر وأيضا كثرة الآراء ثراء.

* هناك معركة منتظرة في انتخابات اللجان النوعية بالمجلس.. تفسيرك بأن حزب الأكثرية ينافس على رئاسة 5 لجان فقط؟
كل حزب وكيان له رؤيته في المنافسة، ونستهدف المنافسة على لجان لنحقق الفوز، ونتحرك وفق رؤية بناءة، وليس المنافسة لأجل الزحام فحسب.

*هناك لقاء دعا إليه المصريين الأحرار من قبل ائتلاف دعم مصر.. وصفه البعض بالصفقة.. فما ردك؟
لست ملما بتفاصيل اللقاء، إنما لغة السياسة لا تعرف كلمة صفقات، لكن تقارب وجهات النظر، والتنسيق بشأن قضايا تخدم البلاد.
وليس منطقيا أن يتواجد اثنان أو يهيمن فصيل واحد على اللجان النوعية بالمجلس.

* ما رأيك في تدشين عمرو موسى مؤسسة حماية الدستور؟
أمر مشروع ومقبول بكل دول العالم، بشأن تواجد مؤسسات ومراكز بحثية، سواء على المستوى التشريعي أو غيرها، وتطرح رؤى وتصورات، ومشروعات القوانين ليست حكرا على البرلمان فحسب.

* لماذا قررت خوض الانتخابات على وكالة لجنة العلاقات الخارجية رغم حساسية هذا الملف؟
الدافع الرئيسي تحقيق حلم قديم لأكون سياسيا ممزوج الدبلوماسية، وأهدف لتحقيقه لخدمة البلاد، من خلال العمل النيابي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية