رئيس التحرير
عصام كامل

مندوب الكويت بالجامعة العربية: أوضاع العرب مأساوية ومعظم الدول تواجه خطر التقسيم

فيتو

الجامعة تعمل في ظروف صعبة.. ومهمة "أبوالغيط" ليست سهلة

ننتظر اليوم الذي يتم فيه إعلان تشكيل القوة العربية المشتركة


الجامعة العربية نشأت لتكون تجسيدا لطموح الأمة العربية، ولا نتصور الوطن العربى بدونها.. هذا ما أكده السفير أحمد عبدالرحمن البكر، مندوب دولة الكويت بجامعة الدول العربية.

وركز "البكر"، في حواره مع "فيتو" على أنه لأول مرة تعاني الأمة العربية من الأوضاع المأساوية، فدول عديدة تتعرض لخطر التقسيم ودول أخرى تعانى من تحديات وجود ودول منهكة في مشكلات وتحديات تهدد أمنها.

وشدد المندوب للكويت بالجامعة العربية على أنه جرى العرف على اختيار الأمين العام بشكل توافقي من دولة المقر «مصر».. وإلى نص الحوار:

ما تقييمك لأداء الجامعة العربية على مدى 7 عقود بشأن قضايا المنطقة؟
جامعة الدول العربية نشأت لتكون تجسيدا لطموح الأمة العربية نحو التجمع والتآلف، ولا يستطيع المراقب المنصف أن يغفل أهمية وجودها ودورها في تحقيق التوافق السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي منذ نشأتها، ولنا أن نتصور الوطن العربي بدون وجود هذه المظلة الجامعة لندرك أهمية دورها، بالطبع الجميع يتطلع إلى دور أكبر، والبعض يرى أن أمامها الكثير لتلبي تلك الطموحات، غير أن الجهد المشترك لتفعيل دورها مطلوب من كافة الدول الأعضاء ويستدعي الجهد والصبر، لأنها في النهاية محصلة لجهد كافة أعضائها.

ما الدور المأمول من الجامعة العربية خلال الفترة المقبلة؟
هناك الكثير الذي تتطلع إليه الشعوب العربية، وهناك الكثير من الملفات التي تتطلب دورا جماعيا لإنجازها، إن كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، خاصة في هذه المرحلة المحورية من تاريخنا والتي تحفل بالعديد من التحديات، فلأول مرة تعاني الأمة العربية من مثل هذه الأوضاع المأساوية، دول عديدة تتعرض لخطر التقسيم ودول تعاني من تحديات وجود ودول منهكة في مشكلات وتحديات تهدد أمنها، وإذا نجحت جامعة الدول العربية في إيجاد صيغة مشتركة للعمل الجماعى من أجل الخروج من هذه الأزمات فسوف يكون إنجازا كبيرا يحسب للأمة العربية كافة.

طرح البعض فكرة تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية في مواجهة رأي آخر يرى ضرورة وجود شخصية مصرية في المنصب.. فما تعليقك؟
الجامعة العربية شأنها شأن المؤسسات الدولية الكبرى، تعبر عن آراء وتوجهات متنوعة وهذا دليل حيوية وليس اختلافا، ونرى أن المهم أن يتولى الأصلح منصب الأمين العام للجامعة، وندعم أي رؤية تحقق هذا الهدف، وقد جرى العرف على اختيار الأمين العام بشكل توافقي من دولة المقر «مصر»، وهو ما حدث على مدى تاريخ الجامعة.

بعد تولي 7 أمناء على مدى التاريخ رئاسة الجامعة العربية، من هو الشخص الذي تراه استطاع تحقيق التوافق العربي، وما نصيحتك للأمين العام الجديد؟
كل منهم اجتهد وقدم أقصى ما لديه لتحقيق النجاح، ولا يمكن أن نغفل الجهود التي بذلها الجميع، كما لا ننسى أن حجم التحديات كبير، ومن ثَم فإنه يسعى الجميع إلى البناء على ما سبق.

الأمين العام السابق انتقد صلاحيات الجامعة وقال إنها لا تملك سوى إصدار بيانات.. فما هي الصلاحيات التي لا بد أن تحصل عليها الجامعة العربية؟
ندرك الصعوبات التي تعترض طريق العمل العربي المشترك، وهذا جزء من مسئولية الدول الأعضاء بالتعاون مع الأمانة العامة، وعلينا جميعا أن نعمل على تحقيق التوافق وتوجيه الجهود لإيجاد الحلول أو وضع الأطر العامة لمواجهة المشكلات.

ما دور الكويت في دعم التوافق العربي داخل الجامعة العربية خلال العقود السابقة؟
منذ أن انضمت الكويت إلى الجامعة وهي تعمل بكل إمكانياتها لدعم هذه المؤسسة الجامعة ويعد دعم الجامعة العربية وتعزيز قدراتها من ثوابت الدبلوماسية الكويتية التي لم تتوانَ عن المشاركة في كل عمل عربي جماعي خلال العقود الماضية، وأوفت بكل التزاماتها المالية والسياسية ولم تتخلف يوما عن فعاليات الجامعة ومؤسساتها المتخصصة، ويندر أن يكون هناك تحرك عربي دون مشاركة إيجابية وفعالة من الكويت.

تنتظر الأمة إعلان تشكيل القوى العربية المشتركة، هل ذلك ممكن؟
نحن نتطلع إلى اليوم الذي تشهد فيه الأمة العربية استكمال كافة وسائل ومؤسسات العمل المشترك، ومن ذلك القوات المشتركة، وهناك مشاورات جارية لبحث هذا الاقتراح ووضع الأسس الكفيلة لتحقيقه بشكل يلبي الاحتياجات المشتركة ونأمل أن يتم ذلك في القريب.

لماذا لم تطرح الكويت مرشحا لها على منصب الأمين العام على مدى تاريخ الجامعة؟
ما تسعى إليه الكويت هو فاعلية العمل العربي المشترك في المقام الأول، ومن ثوابت السياسة الكويتية أن تدعم التوافق وتركيزها الرئيسي يكون دائما على تعزيز التحركات الرامية إلى بلوغ الأهداف المشتركة بغض النظر عن الأشخاص والمواقع.

ما تقييمك لأداء الجامعة بشأن سوريا واليمن وليبيا؟
الجامعة العربية محصلة لجهود أعضائها، وهى تتحرك في ظل أوضاع شديدة الصعوبة إقليميا ودوليا، ومن ثم فإن مواقفها تتوخى دائما الحفاظ على مصالح أعضائها والتعبير عن توجهاتهم في إطار الرؤية الاستراتيجية المشتركة التي يمثلها ميثاق الجامعة، وأعتقد أن جهود الجامعة العربية لا تزال متواصلة للتعاطي مع تفاعلات وتطورات هذه القضايا.

هل صيغة اعتذار دولة المغرب عن تنظيم القمة العربية ووصفها بــ«اللقاء المناسباتي» كشفت قصور الأداء العربي المشترك؟
من حق كل دولة عضو في الجامعة أن تعبر عن مواقفها، وهذا قرار سيادي لا بد من احترامه.

هل تتوقع نجاح موريتانيا في تنظيم القمة العربية المقبلة؟
نأمل ذلك، ولن نتوانى عن دعمها لإنجاح المؤتمر.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لملحق "فيتو".

الجريدة الرسمية