رئيس التحرير
عصام كامل

انتقد الأزهر وأدمن الخمر والقمار وأشاد به اللورد كرومر، الوجه الآخر لـ سعد زغلول زعيم الأمة

الزعيم سعد زغلول،فيتو
الزعيم سعد زغلول،فيتو

سعد زغلول، زعيم وطنى، أسس حزب الوفد نجح فى أول انتخابات برلمانية بعد دستور 23 ممثلا لحزب الوفد بأغلبية ساحقة، أسس حزب الوفد وقاد ثورة 1919، عمل بالمحاماة والقضاء وترأس البرلمان، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1927.


فى صيف عام 1857 وفى قرية إبيانة التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ولد الزعيم الراحل سعد زغلول، لأسرة ميسورة الحال، تمتلك ما يزيد على الـ200 فدان من أجود أنواع الأراضى الزراعية، وكان والده الشيخ إبراهيم زغلول يشغل منصب شيخ البلد،، وحين بلغ الخامسة عشرة من عمره أرسلته الأسرة إلى القاهرة لاستكمال دراسته فى الأزهر الشريف، وتزامن وصوله إلى العاصمة مع وصول المفكر جمال الدين الأفغانى.

لقاء الأفغانى والشيخ محمد عبده 


أعجب سعد زغلول بأفكار الأفغاني بعد مداومته حضور جلساته وخطبه التى كان يحضرها الشيخ محمد عبده، وساير سعد زغلول الأفغاني فى مظاهراته ضد الاحتلال حتى أنه قبض على الأفغاني بسبب انتقاده سياسات الخديو ورفضه التدخل الأجنبي وأودع السجن، بعدها توطدت علاقة سعد بالشيخ محمد عبده الذى ضمه للعمل فى جريدة الوقائع التى أسسها الأفغانى. 

خلع الجبة والقفطان واستبدالهما بالبدلة والطربوش 


ونظرا لإيمانه بأفكار الأفغاني والشيخ محمد عبده الذى كان معارضا لمناهج الدراسة بالأزهر ترك سعد الدراسة بالأزهر وخلع الجبة والقفطان واستبدلهما بالبدلة والطربوش،  وعمل موظفا بقلم التحرير بوزارة الداخلية ثم ناظرا لقلم قضايا مديرية الجيزة، وبعد مشاركته فى الثورة العرابية قبض عليه وفصل سعد زغلول من وظيفته، وخرج من السجن ليعمل فى المحاماة، ونظرا لذيوع شهرته عين نائب قاض ثم قاضيا بمحكمة الاستئناف الأهلية عام 1892.

 قضى سعد زغلول ما يقرب من 14 عاما فى السلك القضائى، حتى وصل إلى درجة مستشار، واختير رئيسا فى كل من دائرة الجنايات والجنح المستأنفة، وفى دائرة الجنايات الكبرى.

وكيل أعمال الملكة نازلى 

وخلال عمله بالمحاماة اختارته الملكة نازلى وكيلا لأعمالها، وتزوج من ابنة رئيس وزراء مصر مصطفى فهمى، الذى اختاره وزيرا للمعارف “التعليم” فى حكومته سنة 1906 وظل وزيرا للمعارف فى حكومة بطرس غالى فى 1908، وفى عام 1910 أسندت إليه وزارة الحقانية “العدل” فى وزارة محمد سعيد باشا، وعندما سقطت تلك الحكومة فى 1913 اعتزل المناصب الحكومية لـمدة عشر سنوات.

سعد زغلول وزوجته  صفية زغلول 


عاد سعد زغلول إلى الوزارة من جديد فى عام 1924 ولكن هذه المرة رئيسا للوزارة ووزيرا للداخلية، بعد نجاح حزبه “الوفد” فى اكتساح أول انتخابات برلمانية تشهدها مصر، ثم ترأس البرلمان عام 1926.

اتجاه المحامى إلى العمل السياسى 


اتجه سعد زغلول إلى السياسة مع مزاولته مهنة المحاماة والسلك القضائى، وبسبب توليه وكالة أعمال الأميرة نازلى فتح له ذلك الطريق إلى لقاء الأعيان وكبار موظفى الدولة وقادة الإنجليز فى الصالون الثقافى الذى كانت تنظمه الأميرة نازلي حتى أن اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى اشاد به، فاتهمه أصدقاؤه بخيانة الثورة العرابية وبيع أصدقائه.

سعد باشا زغلول 


فى عام 1918، وفى إطار سعى سعد زغلول ورفاقه لتحرير مصر من سلطة الاحتلال، قابل وفدا ثلاثيا يرأسه سعد المندوب السامى البريطانى لدى مصر “ريجلند ونجت”، لتبليغه مطالب حق مصر فى الاستقلال، ثم أصبح الوفد هيئة تسمى “الوفد المصري” تشكلت من أعضاء الجمعية التشريعية، ويمثل أكثرهم طبقة كبار الملاك.


وبعد توكيلات الشعب للوفد المصرى تقدم سعد زغلول إلى المندوب السامى فى مصر يطلب فيه الإذن بالسفر إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول استقلال مصر، لكن طلبه قوبل بالرفض، فما كان من سعد إلا إعلان حضوره وباقى هيئة الوفد “مؤتمر الصلح” فى باريس عقب نهاية الحرب الأولى، وهو ما تسبب فى إشعال ثورة غضب ضد سعد زغلول ورفاقه انتهت باعتقالهم ونفيهم إلى جزيرة مالطا  فاندلعت شرارة ثورة 19 وخرج مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع يعبرون عن غضبهم من تصرفات الاحتلال البريطانى ويطالبون بالإفراج عن الهيئة الممثلة لعموم المصريين، وفى محاولة لامتصاص غضب الشعب المصرى أُفرج عن سعد ومن معه وسُمح لهم بحضور مؤتمر باريس، لكن كانت النهاية اعتراف  المؤتمر بالحماية البريطانية على مصر.

الزعيم سعد زغلول 


فى عام 1921 أدرك الإنجليز أن نشاط سعد زغلول ومطالباته المستمرة باستقلال مصر ستسبب متاعب للاحتلال فطلبوا منه اعتزال العمل السياسى، لكنه رفض طلب الإنجليز، فتم نفيه مرة أخرى وباقى أعضاء هيئة الوفد إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندى، وبسبب ظروفه الصحية نقل إلى جبل طارق، ولم يتم الإفراج عن سعد إلا بعد عامين فى عام 1923.

لعب القمار واحتساء الخمر 

اشتهر عن سعد باشا زغلول احتساء الخمر ولعب القمار  حتى أنه باع عزبته بناحية قرطسا بمحافظة البحيرة مقابل أثنى عشر ألف جنيه، لتسديد ديونه، قائلًا " بعت هذه الأطيان وذهب ثمنها أدراج الرياح فلم استفد منه فائدة" لعدم قدرته على التحكم في نفسه ومقاومة التردد على النادي ولعب القمار، رغم كرهه الشديد له واحتقاره للمقامرين، ووصفهم بالمجانين.

رئيسا للبرلمان حتى الرحيل 


تولى سعد زغلول رئاسة الوزراء مرة واحدة، لكن وزاراته لم تعش طويلا، 10 شهور فقط فى الفترة من 28 يناير إلى 24 نوفمبر 1924، وقدم سعد استقالته من رئاسة الحكومة اعتراضا على إنذار بريطانيا له عقب مقتل السير “لى ستاك” السردار الإنجليزى بالسودان، بعدها تم حل البرلمان، وأجريت انتخابات جديدة، وفى أولى جلسات البرلمان المنتخب فاز سعد برئاسة المجلس وظل رئيسا للبرلمان حتى وفاته فى مثل هذا اليوم 23 أغسطس 1927.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية