رئيس التحرير
عصام كامل

مقال «الخازن» درس في الوطنية والمهنية.. متى نتعلم ؟!(1)


في الوقت الذي يفعل فيه بعض أبناء مصر ما يسوءها، نجد في المقابل من يدافع عنها ويضرب لنا المثل في كيفية الحفاظ عليها ومناصرتها في أوقات الشدة والارتباك بدحض الأكاذيب وتفنيد الأباطيل التي يحاول البعض ترويجها للنيل منها.. لقد سطر الكاتب الصحفي المشهور جهاد الخازن مقالًا مهمًا وإيجابيًا في الحياة اللندنية بعنوان "الحملة على مصر مستمرة"، وكم رجوت لو أعادت صحفنا ووسائل إعلامنا نشره حتى يتعلم منكرو فضل وطنهم كيف يحبونه.. كيف ينافحون عنه، فالمقال درس في الوطنية والمهنية تصدى للهجوم الضاري الذي أطلقته ميديا الغرب ضد مصر ورئيسها السيسي عبر ترديد افتراءات وتناقضات وأكاذيب بشأن ما يحدث فيها على غير الحقيقة.


يقول كاتبنا المحترم: "إن واشنطون بوست نشرت خبرًا مفاده أن الرئيس السيسي يتعرض لنقد حاد داخل مصر، وقدمت أسماء صحفيين مصريين بارزين انتقدوا حكومته، ونشرت الجريدة في افتتاحيتها - بعض كتابها من أنجس أنواع الليكود - عنوانها "لا تكافئوا مصر على تعذيب الأبرياء".. الافتتاحية نقلت عن مركز النديم أرقامًا اعتبرتها وحيًا منزَّلًا ثم استشهدت بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن محاكمة 37 جمعية حقوق مدنية مصرية.

أرجو أن يلاحظ القارئ أن الجريدة نفسها تقول في يوم إن الرئيس السيسي يتعرض لانتقاد حاد.. ثم تقول في اليوم التالي إنه يقمع حرية الكلام، ورغم سوء ما سبق فهناك أسوأ.. افتتاحية ال "نيويورك تايمز".

وفي افتتاحية أخرى للجريدة نفسها تبدأ بهذه الكلمات: "ما إن استولى عسكر مصر على السلطة في انقلاب صيف 2013".. أقول إن هذا الكلام كذب حقير، وكتُّاب الافتتاحية الذين يضمون أيضًا غلاة الليكوديين قرروا أن إسقاط مبارك كان ثورة عليه. أما الإطاحة بالإخوان بعد تظاهرات فاقت أعداد المشاركين فيها التظاهرات السابقة فانقلاب عسكري".

أضاف الخازن: "أيضا وأيضًا جريدة إندبندنت الليبرالية في لندن نشرت تحقيقًا مع صورة كبيرة عن معتقل أنه عُذّب، وعن زوجة معتقل اختفى.. أرجو أن يكون واضحًا أنني لا أدافع عن النظام في مصر اليوم وإنما أسائل كيف يمكن لجريدة محترمة أن تصدق تهم معتقل أفرج عنه..هل كان سيقول إنه ارتكب ما يستحق أن يعتقل بسببه.. ثم إن هناك حديثًا عن ألوف المختفين والمعلومات كلها من طرف واحد.. ومرة أخرى كأنها وحي منزل..لا أريد أن يعتقل أحد..وحتى لا أريد أن يختفي معتقل آخر.

لا يسرني أن يكون قادة الإخوان المسلمين في السجون غير أن الحقيقة ليست ما تريد جريدتان أمريكيتان، لهما المصداقية في كل موضوع إلا عندما يمس الموضوع إسرائيل أو مصالحها.

في مصر ألوف الجمعيات الأهلية، والغالبية منها تعمل ولا تواجه صعوبة تُذكر، غير أن بينها نحو 80 جمعية لها صلات خارجية، الجمعيات التي تتعرض لملاحقة الآن لا تتجاوز 20 منظمة تتلقى دعمًا ماليًا كبيرًا بمقياس مصر من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وحتى تحافظ على هذا الدعم تشعر أن واجبها أن تنتقد، وأن تكيل التهم عشوائيًا.

ونكمل غدًا..

الجريدة الرسمية