رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى دعاة الفوضى والحكومة مطالبة بالشفافية!


من يتابع ردود أفعال الناس إزاء ما يكتبه ساسة وإعلاميون في صحافتنا أو على "فيس بوك وتويتر" أو المواقع الإلكترونية يجد أن الشعب بوعيه الفطري سابق على نخبته، لا يخطئ طريقه إلى الصدق في الحكم والتقييم والتعبير عما يجيش في صدره ببلاغة وواقعية قد لا نجدها لدى كتاب محتــرمين..


يقول أحدهم: "المعترضون على النظام الحالي كيف أقتنع بكلامهم.. أنا لسه ساكن في بيتي مش في خيمة إيواء.. مازلت أحمل صفة في الدولة المصرية مش لاجئ واقفًا أخبط على الأبواب والكل بيهين كرامتي وآدميتي.. الأسعار غليت ( ارتفعت ) الدولار ولع، والحكومة نايمــة والاقتصاد فيــه مشكلات.. بس عارف أعيش بطريقة أو بأخرى ومتفهم ظروف بلدي.. شايف إنجازات بتتعمل رغم أن الدولة تواجه حربًا غير مسبوقة.. هو فيه حد حكم قبل السيسي دولة مهددة من جميع حدودها والصهيونية العالمية مسلطة الدنيا كلها عليها..

حد حكم دولة فيها مئات الآلاف من الإخوان، بخلاف ملايين آخرين تابعين مغرر بهم (عقيدتهم الجماعة فقط).. حد حكم دولة فيها ناس مأجورة وسياسيون مبتزون وأصحاب دكاكين حقوقية مهمتهم الأساسية تشويه مصر وضرب الجيش والشرطة والاستقواء بالخارج.. وأكبر مثال على ذلك أزمة ريجيني وعزل جنينة وخطف الطائرة والاختفاء القسري وتضخيم المشكلات والسلبيات.. ومع ذلك متحمل ومعملش زي ما عمل محمد على مع المماليك.. حد قبل كده في التاريخ حكم دولة فيها هذا الحجـم من الفساد والتخريب الداخلي المأجور..

أنا شايف سلبيات بلدي كويس، وعيوب أهلها زي بالضبط ما أنا شايف أن سياسات الرئيس السيسي تصب في مصلحة كيان مصر الموحد.. معرفش إزاي هو متحمل التعامل مع الواقع السياسي وكم الانقسام الداخلي، غير الإعلام الفاسد واضح التوجهات، وكم النفاق والتلون الشنيع والأفاكين والمتسلقين.. مقدرش ألومه وسط كل المشكلات دي على أي أخطاء.. يكفي إني متأكد من إخلاصه لبلده.. مقدرش أطلب منه تحويل مصر إلى يابانية.. الشعب محتاج يتغيـــر".

هذا بعض مما يكتبه مواطنون عاديون ينضح صدقًا ووعيًا ورغبة حقيقية في مساندة الدولة.. ويبقى أن نطالب بتحقيق عدالة ناجزة وخطوات أوسع على طريق الإصلاح حتى لا نعطي الفرصة للمتصيدين أن يوقعوا البلاد في شراك الفتنة والابتزاز.. وإذا كان هناك من يسيئون للدولة في محاولة لإرباكها فعلى أجهزة الحكومة التحلي بالشفافية والمصارحة والمحاسبة والحسم والمواجهة في مواقف لا تقبل التسويف أو التراخي..

على الحكومة أن تسرع وتيرة تفاعلها المدروس على الميديا خصوصًا العالمية، وأن تقارع الحجة بالحجة والرأي بالرأي، وأن تبادر إلى تصحيح أخطائها من تلقاء نفسها، وأن تحرص على الإنجاز وتفعيل القانون والدستور.. فذلك كفيل بإخراس الأصوات الزاعقة ووضع الأمور في نصابها الصحيح.. وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل.. وهنا لا يصح أن نسأل عن هيبة الدولة في مواجهة خصومها.. وما أكثرهم!!
الجريدة الرسمية