رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التربية والتعليم غياب.. المسئولون عن الامتحانات وضعوا الأسئلة قبل لقائهم معه.. وقيادات الوزارة تجاهلوا إبلاغه أن الامتحانات «قيد الطبع».. والمطبعة السرية تحتاج شهرين للانتهاء من عملها

الدكتور الهلالى الشربينى،
الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم

«إن كنت تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم».. الجزء الثاني من المقولة السابقة يكاد يكون متطابقًا لوضع الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، داخل وزارته، وهو أمر كشفه الاجتماع الذي عقده مؤخرًا مع ثلاثة عناصر في قطاع التعليم الفني والتدريب، وهم رئيس قطاع التعليم الفني اللواء محمد الحلواني، ونائب الوزير للتعليم الفني الدكتور أحمد الجيوشي، وأعضاء الهيئة الفنية لواضعي امتحانات الدبلومات الفنية الثلاثة، من أجل إعطائهم التعليمات النهائية قبل وضع الامتحانات.


الوزير أكد خلال اللقاء، الذي تم في حضور الدكتور أحمد الجيوشي، ضرورة الالتزام بجميع أجزاء المنهج الدراسي أثناء وضع أسئلة الامتحانات، وأن تراعى جميع المستويات الطلابية في وضع الأسئلة بحيث تكون هناك أسئلة للطلاب المتميزين وأسئلة للطلاب المتوسطين وأسئلة تخاطب الطالب الضعيف.

كما طالب «الهلالي» في الاجتماع ذاته بالابتعاد عن الأسئلة المسيّسة بالنسبة للمواد الثقافية خاصة في موضوعات التعبير باللغة العربية، وكذلك البعد عن التعقيدات والأسئلة المركبة وصعبة الفهم على الطلاب، مع ضرورة الالتزام بالمواصفات القياسية للورقة الامتحانية، كل هذه التعليمات وغيرها أصدرها الوزير خلال لقائه مع واضعي امتحانات الدبلومات الفنية على أساس أن يلتزموا بها عند وضعهم أسئلة الامتحان.

المفاجأة التي فجرتها مصادر بقطاع التعليم الفني، أن هذا اللقاء تم وأسئلة الامتحانات بالفعل «قيد الطبع»، وبحسب المصادر فقد تم وضع أسئلة الامتحانات من قبل هيئة واضعي الأسئلة قبل لقائهم الوزير بعدة أيام، وأثناء اللقاء كانت الأسئلة بالفعل قيد الطبع، ولم يخبر أحد الوزير بأن موعد إعطاء هذه التعليمات قد فات بالفعل وأن الأسئلة قيد الطبع، فلم يخبره نائبه للتعليم الفني بذلك رغم أنه كان أحد حضور الاجتماع وفقًا للصور التي أرسلتها الوزارة كمرفقات مع البيان الذي أعلنت فيه تفاصيل اللقاء، وكذلك لم يخبر رئيس قطاع التعليم الفني الوزير بالأمر، كما أن واضعي الأسئلة التزموا الصمت ولم يجرؤ أحدهم على مقاطعة الوزير والقول إن ما يتحدث فيه حول التعليمات الخاصة بالأسئلة أوانه قد فات لأن الأسئلة وضعت بالفعل وتم تسليمها إلى المطبعة السرية.

المصادر أشارت إلى أن السبب في تقديم الأسئلة إلى المطبعة السرية قبل لقاء واضعي الامتحانات بالوزير، يرجع إلى طبيعة التعليم الفني والدبلومات التي تختلف عن الثانوية العامة بسبب كثرة التخصصات، حيث تحتاج المطبعة السرية إلى أكثر من شهرين للانتهاء من طباعة كل الامتحانات التي تغطي المواد الدراسية لكل التخصصات والتي تزيد على 1800 امتحان أساسي بخلاف الامتحان الاحتياطي لكل مادة، ويتم طباعة كل امتحان من هذه الامتحانات بعدد نسخ تكفي عدد الطلاب المقيدين في التخصص الموضوع له الامتحان، وهي مسألة تحتاج وقتًا كبيرًا، بالإضافة إلى أن المطبعة السرية لامتحانات الدبلومات الفنية كانت قد أعلنت حالة السرية قبل لقاء الوزير بعدة أيام، ومع إعلان حالة السرية تكون الأسئلة قيد الطبع.

المصادر لفتت إلى أن دبلوم الصنايع هو الأكثر تشعيبًا في التعليم الفني، حيث يوجد في نظام الثلاث سنوات 39 تخصصًا، وفى نظام الخمس سنوات هناك 55 تخصصًا، وفى التعليم المهني 8 تخصصات، وفى الخدمي 40 تخصصًا، وفى التعليم المزدوج نحو 50 تخصصًا، وكل تخصص يدرس متوسط مواد نحو 6 مواد تخصصية بخلاف مواد الثقافة العامة المتمثلة في اللغة العربية والتربية الدينية والفلسفة وغيرها من المواد الثقافية، بالإضافة إلى المواد الخاصة بالتعليم الزراعي والتجاري، كل هذه المواد الدراسية توضع لها امتحانات.

ووفقًا للخريطة الزمنية لوزارة التربية والتعليم، فإن امتحانات النظري بالنسبة للدبلومات الفنية تنطلق في 21 مايو القادم، وأول دفعة في الامتحانات العملية تبدأ في 12 مايو وهي تخص امتحانات المعامل بالنسبة لتخصصات التعليم المهني نظام 3 سنوات، وكذلك يؤدي طلاب نظام 5 سنوات امتحان المعامل في نفس التوقيت، في حين يبدءون امتحانات العملي بعد امتحان المواد التحريرية، وتنتهي امتحانات الدبلومات الفنية قبل منتصف يونيو، وهو ما يعني أن الوقت الفاصل بين عقد الوزير اللقاء مع واضعي أسئلة الدبلومات وبين بداية الامتحانات النظرية نحو 53 يومًا، وطباعة الامتحانات تحتاج أكثر من 50 يومًا، وهو ما يؤكد أن الامتحانات كانت خاضعة للطباعة بالفعل قبل بدء لقاء تعليمات الوزير.

"نقلاً عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية