رئيس التحرير
عصام كامل

مقال «الخازن» درس في الوطنية والمهنية.. متى نتعلم ؟! (2)


يواصل كاتبنا الكبير جهاد الخازن في مقاله الرائع والمهم في جريدة الحياة اللندنية بعنوان (الحملة على مصر مستمرة ).. حيث يقول:

ربما كانت مشكلة الرئيس السيسي أنه حَذِر أكثر مما يجب، إلا أن بلده يواجه إرهابًا، يشكل خطرًا على الأمن القومي وواجب الحكومة أن تقمعه إذا كان لمصر أن تنهض وتعود إلى مركزها القيادي وسط المجموعة العربية، وخطف الطائرة المصرية يعزز حجة الدولة في مواجهة الإرهاب.


تعرضت بروكسل لإرهاب فظيع، قتل فيه أكثر من 30 إنسانًا بريئًا، وجرح نحو 200.. ولا تزال صحف العالم كله تكتب عن هذا الإرهاب الذي أدانته إدانة مطلقة في هذه السطور.. قبل إرهاب بروكسل بثلاثة أيام فقط قتل 18 جنديًا وشرطيًا مصريًا في شمال سيناء فكان الإرهاب الذي عصف بهم خبرًا عابرًا ؛ لأنه يبدو أن الميديا الغربية خصوصًا الأمريكية الليكودية ترحب بموت المصريين والفلسطينيين، ولا تكتب أبدا عن إرهاب حكومة نتنياهو وجرائم المستوطنين.. مصر أم الدنيا رغم أنوفهم".

انتهى كلام الخازن لكن بقى أثره الطيب في نفس كل من يحب مصر، وكان مقاله كاشفًا فاضحًا لضعف إعلامنا وتهافته، وإغراقه في المحلية والتفاهات، منزويًا عن التأثير في الرأي العام العالمي.. فهو إعلام السبق على حساب الحقيقة والموضوعية والاستنارة.. إعلام الفضائح وهدم القيم ونشر الإحباط والسوداوية والشائعات.. إعلام يعيش أزمة حقيقية مع الحرفية والمهنية والوطنية، ولا أستثنى منه نوعًا بذاته قوميًا أو خاصًا أو حزبيًا.. الكل يشارك بدرجة ما في صنع المهزلة والتردي.
الجريدة الرسمية