عناكب الجماعة
أدمنت الجماعة المحظورة منذ نشأتها العمل فى الظلام والسراديب، وراحت تنسج خيوط الشرك والمصيدة بصبر وتؤدة، تجذب إليها الأتباع والموالين بالترغيب والترهيب وتروج بضاعتها الفاسدة بشعارات دينية والدين منها براء، حتى إذا واتتها الفرصة انقضت على الفريسة التى ابتلعت الطعم، وأتت عليها كاشفة عن وجهها السلطوى القبيح، وهذا ما فعله "الإخوان" بعد أن استبدت بهم شهوة السلطة التى عملوا من أجلها 80 عامًا.
إذ تحالفوا من أجل بلوغها مع ميليشيات حماس الإرهابية مدعومين بالمال القطرى الذى يشترى كل خائن لوطنه وأهله، واستلهموا أفكار شيعة إيران وعميلهم الأكبر "حزب الله"، ثم تملقوا وتقربوا ممن كانوا يعتبرونهم قردة وخنازير وكفار، وعندما اكتملت المؤامرة راحوا يعيثون فى الأرض فتنة وحرق وقتل، حتى أحالوا "الربيع" الذى ثارت من أجله الرعية، إلى "جحيم" يأكل فى طريقه الأخضر واليابس كى يدين لهم الحكم ويخضع الشعب.
وهم فى غموض وبطش سياستهم يشبهون "بيت العنكبوت"، اتخذوا من دون الله "مرشدا" يقودهم كالنعاج وما عليهم إلا السمع والطاعة، لكن بيت حكمهم لأوهن البيوت، كما قال الله عز وجل فى سورة العنكبوت: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية، أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت من الناحيتين الحسية والمعنوية، مؤكدة بذلك الدلالات فى النص القرآنى المعجز، فمن الناحية الحسية ثبت أنه أضعف بيت، لأنه مجموعة خيوط حريرية غاية فى الدقة تتشابك معًا فى بناء هندسى تقوم عليه الأنثى بمغزل خاص فى بطنها. لكنها لا تشرع فى بناء البيت إلا عند استعدادها للزواج، فتبنى البيت لصيد ذكر، لكن البيت لا يقى من حرارة شمس حارقة، ولا زمهرير برد قارص، ولا يحمى من مطر هاطل، ولا ريح عاصف، كما أنه مشبع بمادة صمغية تعمل كالمصيدة والشرك، ما إن تقترب الحشرة حتى تلتصق به، ويقوم الصمغ بصيد الفريسة وتكبيلها إلى أن تأتى الأنثى فتفترس الضحية.
ومن الناحية المعنوية فإنه الأوهن أيضًا، لخلوه من معانى المودة والرحمة التى تقوم على أساسهما البيوت والأوطان، فبعد التزاوج، تضع الأنثى "الغادرة" بيضها فى مكان بعيد، وتعود إلى الذكر الآمن المطمئن فى بيته فتنقض عليه بطعنات الغدر وتفترس جسده. وفى بعض الحالات تلتهم العنكبوت صغارها بلا أدنى رحمة، لأن البيض حين يفقس تجد العناكب الوليدة نفسها فى مكان مزدحم، فيبدأ الاقتتال بينهم من أجل الطعام أو المكان أو من أجلهما معًا، وتنتهى المعركة بهلاك من هلك وبقاء عدد قليل من العناكب تنتشر فى البيئة المحيطة، ويكرر من ينجو المأساة نفسها، التى تجعل من بيت العنكبوت على وهنها أكثر البيوت شراسة ووحشية، وانعدامًا لأواصر القربى، ومن هنا ضرب الله سبحانه به المثل فى الوهن والضعف لافتقاره أبسط معانى التراحم بين أفراده!!
"الإخوان" كما "العناكب" لا أخلاق ولا دين أو رحمة، جماعة إرهابية تتحالف مع الشيطان لبلوغ غايتها، وتبيع الأوطان حتى تتمكن من السلطة، كذبوا وأخلفوا وخانوا، لكن شاء رب العالمين أن يكشف عنهم قناع الزيف والنفاق، ولفظهم أبناء المحروسة بعد أسابيع معدودة، وبمشيئته تعالى لن يهنأوا بالحكم ومن معهم من الميليشيات الإرهابية وتجار الدين، ولن تقوم لهم قائمة، أما السجون التى هربوا منها بمساعدة عملاء حماس وحزب الله فسيعودون إليها قريبا، ولن يغادروها إلا إلى قبورهم غير مأسوف عليهم. وندعو الله سبحانه أن يمنحنا العزم والقوة على النضال ضد "عناكب الجماعة"، وأن يرفع عن مصر بلاء تجار الدين ومقت الخونة ومن يدينون بالسمع والطاعة لأولياء من دون الله.