رئيس التحرير
عصام كامل

"هوى لبنان" يلفح شيرين وأحلام


المتابع لمسيرة المغنيات العربيات يلمس ثمة تشابه على الصعيدين الشخصي والفني، بين المصرية شيرين عبدالوهاب والإماراتية أحلام الشامسي، إن كان لناحية النجاح الكبير والجماهيرية العريضة، أو لناحية تدني المستوى الثقافي بشكل عام لدى كليهما، أو المزاجية في التعامل مع الإعلام، مرة بهدوء وابتسامة ومرات بغرور وتجاهل، وكذلك التصرفات المسيئة والتصريحات الغريبة في برامج اكتشاف المواهب التي تشارك فيها كل منهما، وربما لكل ما سبق تقاربتا على المستوى الإنساني نتيجة التلاقي في صفات كثيرة.


كانت شيرين وأحلام حديث الساحة في الفترة الماضية، وقد عدت إلى الموضوع، لأن أزمة أحلام لم تنته، بينما تجددت مشكلة شيرين بحملة مستحقة تبناها مجموعة من الصحفيين لمقاطعة المغنية المصرية، نتيجة تعاليها على صحافة بلدها وركضها وراء الصحافة اللبنانية تحديدا، لذلك أطلقوا على الحملة "مقاطعة شيرين اللبنانية"، حتى تعرف قيمة صحافة بلدها التي صنعتها وجعلتها نجمة لكنها تنكرت لها وفضلت عليها الصحافة العربية!!.

لا ينكر أحد أهمية صوت وموهبة شيرين، لكنها من دون إعلام لن تصل إلى شيء، صحيح أنها اجتهدت وتعبت حتى نجحت بالاختيار الدقيق ومعرفة ذائقة المتلقي، ومن حقها أن تكمل حياتها على الوجه الذي يرضيها، إن كان في الغناء، أو بالتفرغ لحياتها الخاصة وتربية ابنتيها، نعم شيرين حرة في قرارها، لكنها ليست حرة في تجاهل وإهانة صحافة وإعلام بلدها!!.

عندما قررت شيرين الاعتزال لأسباب لم تكشفها بعد، كان بإمكانها أن تخبر التليفزيون المصري الحكومي أو وكالة أنباء الشرق الأوسط التي تمثل مصر، وهي بدورها تبثها للعالم أجمع، وإن كانت تفضل الإعلام الخاص كان بمقدورها إعلان اعتزالها عبر صحيفة مستقلة أو فضائية خاصة كبرى، لكن شيرين تجاهلت الإعلام المصري كله حكومي وخاص، وألقت به وراء ظهرها، وأبلغت الخبر فجرا إلى صحفي لبناني ومن بعده صحفية لبنانية ليصبحا مصدر أخبار اعتزال شيرين التي توالت على مدى أربعة أيام، وخلالها تنكرت المغنية المصرية لإعلام بلدها واستبد بها "الهوى اللبناني"، الذي كانت ترسل له مقاطع فيديو قصيرة بما فيها رسالة مصورة لابنتها التي أدخلتها عنوة في قصة الاعتزال ولم ترحم طفولتها وحداثة سنها، وحتى عندما تراجعت شيرين عن "تمثيلية" الاعتزال بعد أربعة أيام فقط، فضلت إعلان البشرى السارة في مداخلة هاتفية مع فضائية لبنانية وليست مصرية!!

شيرين قررت العودة للغناء والسينما، وها قد تحرك بعض الصحفيين لمقاطعتها وأتمنى أن تتسع الحملة ويقاطعها الجميع، لنرى كيف تدوم مسيرتها الفنية في ظل مقاطعة الإعلام المصري لها؟! وإلى متى سيظل الإعلام اللبناني يؤازرها ويدعم أعمالها؟!

"الهوى اللبناني" استبد كذلك بالإماراتية أحلام، وهناك غيرت ملامحها بعمليات التجميل، وبدلت "اللوك" مرات ومرات، حتى وصلت إلى الشكل الحالي، الذي تتباهى به ليل نهار، كما ربطتها علاقة جيدة ببعض الإعلاميين اللبنانيين، لكن عندما انتقد الإعلام اللبناني فضيحة برنامج "ذا كوين"، انقلبت أحلام ووصفت اللبنانيين بـ "بياعين الفلافل" وعايرتهم بـ "الزبالة" المكدسة في الشوارع، وبدأت الحرب على كل الجبهات.

من هنا طالب اللبنانيين بمنع أحلام من دخول لبنان، وباتت المغنية الإماراتية مادة دسمة في برامج التلفزة اللبنانية، خصوصا "هيدا حكي" و"لهون وبس" و"شي إن إن" التي تجاوزت المعقول والمقبول في التهكم والسخرية والرد على أحلام، فضلا عن الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي، فلم تجد أحلام بدا من الاعتذار لجميع اللبنانيين عدا بعض الإعلاميين الذين قصدتهم بتغريداتها المسيئة، وهكذا "لفح الهوى اللبناني" الإماراتية أحلام وأجبرها على الاعتذار لشعب لبنان، وقريبا سيلفح "الهوى" نفسه المصرية شيرين وستجد نفسها مضطرة للاعتذار لإعلام بلدها الذي تعالت عليه.
الجريدة الرسمية