رئيس التحرير
عصام كامل

قناة السويس.. مسافة السكة


إن الاعتماد على غباء وقلة وعي المتلقي في نشر أخبار كاذبة بعناوين مثيرة وجذابة تتعلق بآمال وطموحات شعب تساعد الأعداء في تحطيم الروح المعنوية للشعوب ليصبح مجهزًا بخاصية التدمير الذاتي، بما يحقق مأرب الأعداء والمتآمرين في هدم مقاومة الدول المستهدفة دون تدخل عسكري كما في السابق.. فهذا ما يطلق عليه اليوم بلغة علمية "حروب الجيل الرابع" وهي نوعية جديدة من تقنيات الحروب التي استحدثتها الدول الغربية والاستعمارية لاستغلال ثورة تكنولوجيا الاتصال في نشر أخبار مغلوطة وشائعات مغرضة تساعد على تأجيج مشاعر الخوف والغضب والفوضى وزعزعة الثقة لدى المتلقي لهذه النوعية من الأخبار، اعتمادًا على ضعف الوعي وقلة الثقافة لديه.


تلعب هذه النوعية من الأخبار الحقيرة على قناة السويس.. فقناة السويس هي المورد الوحيد الآن الباقي لمصر للحصول على العملة الصعبة بعد إحكام الحصار الاقتصادي من خلال ضرب السياحة الأجنبية وخاصة الروسية التي كانت تمثل نسبة 70% من السائحين، وكذلك التلاعب بأسعار صرف الدولار مما أثر كثيرًا فى تحويلات المصريين بالخارج، هذا الحصار الاقتصادي على مصر لإعاقة نموها، فصل جديد من فصول المؤامرة على وطننا الحبيب بعد فشل المخطط السابق..

لقد تم عمل مشروع توسعة قناة السويس بأموال وسواعد مصرية 100% مما أثار غيظ أحفاد القردة والخنازير من المتآمرين والمتربصين من كل صنف ولون.. وقد تعهدت الدولة بدفع عوائد الأموال للمساهمين بانتظام.. وبالتزامن مع ذلك يتم حصار البنوك بالتلاعب في أسعار صرف الدولار لجعل القطاع المصرفي في أزمات دائمة ومتلاحقة قد تعوقه عن الالتزام بدفع العوائد للمساهميين المصريين.. لن يحدث هذا، إلا بفضل الله ثم بفضل رجال القطاع المصرفي الخبراء الوطنيين والمحترمين.

إن قرار تغيير رؤساء البنوك الذين قضوا في مناصبهم أكثر من 9 سنوات قرار صائب من وجهة نظري المتواضعة.. فلدينا كفاءات شبابية كثيرة في القطاعات المصرفية أفضل بكثير من هؤلاء المسنين الذين يتقاضون رواتب شهرية بالملايين رغم الأزمات التي تعيش فيها مصر.. فقد كانوا أول من أعاقوا تطبيق الحد الأقصى للأجور بحجة أنهم كفاءات تطلبها الدول في الخارج.. أقول لهم مع السلامة الدول في الخارج في انتظاركم ما دمتم قد تخليتم عن وطنكم في وقت الشدة.

قناة السويس هي المورد الوحيد الآن بعد إحكام الحصار الاقتصادي على مصر لإعاقة وعرقلة نموها وتقدمها.. ولن يحدث هذا أبدًا بفضل من الله.. وتوسعة القناة هو مرحلة أولى في سلسلة مشروعات متلاحقة لربط سيناء العزيزة بالدولة المصرية وبالعالم العربي كله.. فهي مسافة السكة التي أشار لها الرئيس السيسي في خطابه الشهير، لتحطيم مخططات عودة احتلال سيناء للأبد.. وبالتالي هذا الأمر لن يمر على المتآمرين والأعداء مرور الكرام، بل يستلزم تحطيم معنويات المصريين بأخبار وشائعات كاذبة حقيرة من هذه النوعية لإثارتهم ورفع ضغطهم عقابًا على تلاحمهم وتكاتفهم في مشروع توسعة القناة..

الأزمة الاقتصادية عالمية بعد الهزائم المتتالية للنظم العالمية المتآمرة التي كانت تتخذ من دول الخليج ممولا دائمًا وقت الحاجة بابتزازهم تحت حجة مكافحة الإرهاب، وقد تفهمت دول الخليج هذا الأمر وتخلت عن هؤلاء المستعمرين.. وكانت عبارة الرئيس الشهيرة (مسافة السكة) وعدا وإشارة ودعوة من مصر لكل دول الخليج للالتحاق بمصر في تصديها لمخططات الاستعمار ونقل الاستثمارات في بلد قوي وآمن ومحب.. فما كان من المتآمرين إلا أن يعاقبوا دول الخليج على اتجاههم لمصر من خلال تخفيض أسعار النفط لإفلاس دول الخليج عقابًا لهم على تخليهم عنهم وتوجههم لحضن الدولة المصرية.

بإذن الله مصر على الطريق الصحيح.. برغم كل هذه التصريحات.. وستظل مصر هي الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها آمال وطموحات كل الخونة والعملاء والمتآمرين والأعداء.. حفظ الله مصر بجيشها وشعبها وأرضها.
الجريدة الرسمية