رئيس التحرير
عصام كامل

نحتاج نخبة جديدة !


والسؤال الذي يبحث عن إجابة.. هل لدى الدولة خطــة إحلال وتجديد للنخبة وتعويض النقص الهائل في الكوادر والمواهب والكفاءات جراء ما تعرضت له من تجريف وإهمال استمر عقودًا طويلة وخصوصًا في مجال السياسة.. وهل هناك خطة عمل تلزم كل وزير جديد بألا يطيح بكفاءات فنية على قدر من التميز في دولاب وزارته لمجرد ارتباطهم بصورة أو بأخرى بسلفه في الوزارة.. أم أنها عادة مصرية وآفة تعيدنا إلى نقطة الصفر بأن يتعامل الوزير مع منصبه الجديد وكأنه وحده الملهم الفذ الذي عليه أن يزيل كل ما سبق، وأن يعيد اختراع العجلة في عملية إهدار للجهود والموارد ترقى لمرتبة الجريمة في حق هذا البلـد؛ مقدراته وأصوله.. ومهزلة يجب وقفها فورًا وتأسيس مجالس استراتيجية في كل وزارة تحرس المنجزات وتمنع العبث بالمقدرات والثوابت التي تضعها الدولة لنفسها كما في كل الدنيا لا تتغير بتغير أشخاص المسئولين.. وهذا سر تقدمهم وسبب تخلفنا.


ولماذا تم الإبقاء على وزراء في حكومة شريف إسماعيل التي قدمت برنامجها للبرلمان للحصول على ثقته رغم أنهم لم يفعلوا شيئًا في الفترة الأولى يدعم استمرارهم خصوصًا وزراء الخدمات.. وهل هناك أهداف محددة وفق استراتيجية واضحة يعمل على هديها الوزراء الجدد مع الفريق القديم في تناغم وتناسق حتى تتحقق في النهاية طموحات وآمال المواطنين في مستقبل أفضل يشعرون خلاله بأن وطنهم يتقدم، ومعاناتهم اليومية تختفي أو تصبح على الأقل أخف وطأة.

ما رأيناه في الفترات السابقة من غياب للرؤية السياسية لدى بعض المسئولين خصوصًا الوزراء يعني أننا إزاء أزمة حادة ونقص واضح في الكفاءات السياسية والكوادر في شتى المجالات، وأننا في حاجة ماسة لتجديد النخبة المتكاسلة، وإعادة ضخ دماء جديدة في شرايينها باكتشاف العناصر الفذة التي تملك مصر منها الكثير لدفعهم إلى مراكز القيادة.. ولهذا تعجبت كثيرًا حينما شاهدت مجموعة المثقفين الذين اجتمع بهم الرئيس السيسي مؤخرًا، وحسنًا فعل الرئيس بالرجوع للمثقفين ضمير الأمة وعقلها وروحها.. لكن معظمهم إن لم يكن جميعهم كانوا ضمن حلقات النظام القديم، ولم يقدموا شيئًا خلاقًا لتجاوز أزمات الواقع..

كنا ننتظر لو اقترح المسئولون عن الثقافة وجوهًا جديدة من ذوي الرؤية النافذة والحيوية والابتكار والقدرة على تقديم الحلول الناجعة لمشكلاتنا.. أين هي النخبة الجديدة التي بشرنا بها المستشار الإعلامي للرئيس السابق عدلي منصور من عقول مصر النابهة خريجي الجامعات العالمية مثل أكسفورد وكامبريدج وبوسطن وغيرها.. لماذا لا يتم دمج كوادر الشباب مع خبرة الشيوخ لتقديم رؤية جامعة مانعة لخريطة الطريق التي تحتاجها مصر حاليًا.. فالبلاد تتقدم ليس بتغيير أنظمتها السياسية بل بتغيير أفكارها وتطوير رؤيتها وتجديد نخبتها ومعارضتها.. والأهم سلوكيات شعبها إلى الأفضل.
الجريدة الرسمية