رئيس التحرير
عصام كامل

مصر المخطوفة



لقد أصبح المصريون بعد ثورة يناير في حالة دائمة من الشك والريبة من كل شىء يسمعونه، وأصبحنا نعيش في حالة من عدم التصديق حتى لأنفسنا وهذا بالطبع نتاج للأبواق الإعلامية الكثيرة والصراعات الطائفية والمذهبية والفئوية وكل من يتألم يثور ويشكك ويلعن الحكومة والبلد بشعبها ثم يتظاهر ويجد من يتعاطف ويغذى لهيبه ليزداد ويحرق ويدمر وما يزيدها إشعالا وحريقًا بالطبع هي الأبواق الإعلامية وكاميراتها.


فحديث خطف الطائرة لم يمر مرور الكرام حتى بعد أن عادت الطائرة وقُبض على الخاطف، فبدأ الجميع يشكك بأنها تمثيلية ولكنهم مازالوا لم يستقروا على من أخرجها ومن أذاعها وما الغرض منها وخصوصًا عندما شاهدنا على شبكة التواصل الاجتماعى أن مضيفة الطائرة وأحد الركاب يلتقطان بعض الصور السلفى مع الخاطف، فأنا شخصيًا أشكك في هذه الصور وخصوصًا ونحن في زمن الفوتو شوب ولا نعرف هل تم التقاط هذه الصور أثناء طيران الطائرة أم عند القبض على الخاطف بالطبع تفرق كتير جدًا.. ففى الأولى لو حدثت سيكون بالتأكيد كان الخاطف يعيش حالة من الود والألفة مع الركاب وهم فرحون بخطفهم، أما الثانية فهى منطقية بعد رحلة رعب والقبض على الخاطف الكثير منا يود تسجيل هذه اللحظة التي لا تنسى.

ولكن لأن هناك من يريد أن يشوه ويدمر مصر لابد أن الموضوع يأخذ أكبر بكثير من حجمه الطبيعى ويقال إن أمن المطار لا يقوم بالتفتيش الجيد وبالتالى فهو غير آمن.

وسنسمع قصصا لا حصر لها وسنبدأ بالشك في التحقيقات، وحتى لو اعترف الخاطف واعترافه لم يرض البعض فهو اعتراف تحت ضغط أو تم فبركة الاعتراف وستأخذ معنا هذه القصة لتسليتنا حتى تأتينا قصة أخرى تلهينا عن الأولى ناسين أو متناسين أن مصر في حرب حقيقية من الداخل والخارج، ولكن الناس دائما ما دامت تذهب إلى عملها آمنة، والأمور تسير كالمعتاد فالحرب بالنسبة لهم هي مجرد عركة في حارة مقللين من شأنها حاكمين عليها بالحجج الفارغة التي تبرر بها الحكومة فشلها والبعض متعمد أن يستقر في أذهان الناس هذه المفاهيم البلهاء والبعض يصدق لأن مصدره يعتبره مقدسا لا شك فيه.

وقد زاد الطين بلة كثرة القنوات الفضائية وكثرة من يؤجر ساعات فيها حتى يظهر على الناس كمقدم برنامج لا لعشقه ليكون مذيعا أو أن لديه الكثير يود أن يوصله للناس، بالطبع لا.. فكثير منهم مسطحو الثقافة ولكنها السلطة الجديدة التي لا تحتاج إلى أي مؤهلات فقط، المال الذي ستشترى به البرنامج أو ممولا أو معلنا أو له مأرب من هذا البرنامج بلا ضابط ولا رابط إعلامي ولا وقوعه تحت طائلة القانون.

فمن يكسب اليوم هم أصحاب الحناجير العالية فقط..
وإلى أن يفرجها الله بفرج قريب... لنا الله ولك الله يا مصر.
الجريدة الرسمية