رئيس التحرير
عصام كامل

لقاءات المصارحة والمكاشفة


لم يكن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي عددًا من المفكرين والمثقفين بحضور وزير الثقافة حلمي النمنم الثلاثاء الماضي برئاسة الجمهورية، هو الأول من نوعه، فقد سبقه لقاءان أولهما أثناء حملته الانتخابية الرئاسية في 12 مايو 2014 والثاني في 20 ديسمبر من العام نفسه.


ويأتي اللقاء الأخير - كما صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية – في مستهل سلسلة من اللقاءات التي يعتزم الرئيس إجراءها مع مختلف القوى الفكرية والسياسية والاقتصادية التي تهدف إلى تحقيق مزيد من التواصل والتعاون، للتصدي للتحديات وصياغة رؤى مستقبلية لمصر تقوم على أساس الحوار والمشاركة المجتمعية.

ومن المؤكد أن لقاءات الرئيس برموز من قطاعات الشعب المختلفة تمثل اتجاهًا إيجابيًا من قِبل مؤسسة الرئاسة للتواصل مع نبض الشارع والالتقاء مباشرة بقضايا المواطن المصري التي تؤرقه ومشكلاته التي يعيشها وأحلامه التي تراوده، بعيدًا عن التقارير الرسمية والميديا غير المهنية وغير الموضوعية.

لقد كان لقاء الرئيس مع المفكرين والمثقفين الأخير، صريحًا وإيجابيًا ومثمرًا كما علّق بذلك جُل الحضور عبر وسائل الإعلام، غير أنه يمكن الإشارة في عجالة سريعة إلى بعض الملاحظات.

كل الحاضرين وهم قامات في الفكر والثقافة ومن مشارب فكرية وثقافية متنوعة تجاوزوا العقد السادس من العمر وبعضهم تجاوز السبعين عامًا، وغاب عن اللقاء المفكرون والمثقفون الشباب.

الاعتقاد بأنه لم يكن هناك جدول أعمال محدد للقاء، ولم تكن هناك قضايا معينة لمناقشتها وطرح الرؤى لإمكانية حلها، وأن اللقاء كان أقرب لحديث "المصارحة والمكاشفة" بين مؤسسة الرئاسة ونخبة من الشعب.

لقد أكد الرئيس أهمية تجسير الفجوة بين التنظير والرؤى، وبين الواقع العملي من أجل التمكن من تحويل الأفكار والمقترحات إلى سياسات على أرض الواقع، غير أننا نعتقد أن نزول المفكر إلى أرض الواقع سينزع عنه صفتي "الفكر والإبداع" ويحوله إلى رجل سياسة أو رجل تنفيذي، والأحرى أنه على رجال السياسة والتنفيذيين دراسة الأفكار والعمل على تنفيذ الممكن منها.

تشير لقاءات الرئيس المتكررة والمتواصلة مع قطاعات عديدة من الشعب خلال الفترة الماضية إلى "تقصير" مستشاري الرئيس في التواصل مع المجتمع الذي لا يعرف عنهم شيئًا، ولا يتواصلون مع الآخرين ولا مع الرأي العام ولا مع الميديا.

وأخيـرًا.. مازلنا نؤكــد عدم مواكبـة وسائل الإعــلام الرسميــة خاصة التليفزيـون (إعلام الدولة) نشاط وجهود مؤسسة الرئاسة، والحكومة في المجتمع وفي كل ربوع البلاد، خوفًا من اتهامه بإعلام السلطة!
الجريدة الرسمية