ورقة حقوق الإنسان التي تلعب بها أمريكا! (2)
تصريحات كيري، وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة.. وبيان الاتحاد الأوروبي فيما يخص حالة حقوق الإنسان في مصر وقضية الشاب الإيطالي ريجيني جزء من مشهد واحد جرى تنسيقه وإخراجه بعناية لإحراج مصر وتشويه صورتها خارجيًا وحصارها اقتصاديًا كلما تعافت أو لاحت بشائر خروجها من نفق مظلم أدخلت إليه بعد ثورات الربيع العربي.. والسؤال هنا هل في مواقف أمريكا تجاه القضايا العربية والإسلامية خصوصًا القضية المركزية قضية فلسطين والصراع العربي -الإسرائيلي، ما يدعونا لإحسان الظن أو الاطمئنان لسلامة نواياها وأهدافها.. أم أن سياستها مريبة ومجحفة إزاء العرب منذ غزو العراق، مرورًا بموقفها مما يحدث في سوريا واليمن وليبيا ولبنان، وانتهاء بما قاله أوباما عن السعودية ذاتها.
ودون الدخول في تفاصيل قضية التمويل الأجنبية التزامًا بقرار حظر النشر في تلك القضية.. فإن موقف أمريكا في قضية المنظمات المدنية الأجنبية والمحلية ذات التمويل الخارجي في مصر فهو قمة الصلف والفجاجة.. إذ أقامت واشنطن الدنيا ولم تقعد حين جرى الكشف بعد ثورة يناير عن فضيحة تلك المنظمات التي تمارس دورًا مشبوهًا في مصر برعاية وتمويل أمريكي، وحاولت تعطيل القانون والتدخل في شئون القضاء المصري، ضاربة بالأعراف الدولية والقانونية ومبدأ السيادة عرض الحائط.. وبلغ بها الصلف مداه حين هددت بتجميد مساعداتها لمصر إذا لم توقف الأخيرة إجراءات إحالة العاملين في تلك المنظمات المخالفة للقانون إلى محاكمة منصفة.
لقد أعيد فتح التحقيق تنفيذًا لحكم جنايات القاهرة بتاريخ 5 يونيو 2013 مع منظمات مجتمع مدني مصرية وأجنبية متورطة في الحصول على تمويل أجنبي، وطالبت حيثيات الحكم النائب العام بالتحقيق مع منظمات وكيانات حصلت على تمويل من بعض الدول العربية والأجنبية بعد الثورة ورد ذكرها في تقرير تقصي الحقائق أسوة بما تم مع منظمات صدر الحكم ضدها، وطالب الحكم في الوقت ذاته بسرعة إنهاء التحقيق مع كل من مكّن المتهمين الأجانب من الهرب خارج البلاد غداة التحقيق في قضية التمويل الأجنبي.
Alyhashem51253@gmail.com
