رئيس التحرير
عصام كامل

مذكرات بطرس غالي «الحلقة الثانية»: السادات صمم على السلام.. إسرائيل ولاية أمريكية ولا نستطيع مواجهتها.. «ديان» مريض نفسي.. تصريح آخر الحروب خدعة.. «التهامي دعاني للإسلام فرد ا

الأمين الأسبق للامم
الأمين الأسبق للامم المتحدة بطرس غالي

أذاع برنامج «شاهد على العصر» حوارًا نادرًا تم تسجيله عام 2004، للراحل بطرس غالي الأمين الأسبق للأمم المتحدة.

 وبدأ بطرس غالي حديثه في الحلقة الثانية بسرد تفاصيل زيارة السادات إلى إسرائيل قائلًا: «في البداية كنا خائفين من فشل المبادرة لأنه يعني سنوات أخرى من الركود، لافتًا إلى أن الوفد المصري لم يكن لديه أي مخطط عن تلك الزيارة، لكنها كانت بداية التحرك».

 «كان لابد أن نتاقلم»، يتابع "غالي" فيقول: «وجدت نفسي بالقرب من موشيه ديان، وتحدثنا عن الآثار المصرية، وطلب مني أن أطلب من السادات تجنب ذكر حركة التحرير الفلسطينية ولم أرد».

 قادة إسرائيل
 ويصف غالي قادة إسرائيل فيقول جولدا مائير «وشها يقطع الخميرة من البيت»، وموشيه ديان شخصية معقدة وذكي لكنه مضطرب نفسيًّا بسبب ضياع إحدى عينيه، أما وايزمان وزير الدفاع – وقتها - كان متفائلًا ويلعب دور الوسيط بين الوفدين المصري والإسرائيلي، وعن بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها فيقول: «كان رجلًا متدينًا، وتحركه مفاهيمه الدينية، ومتأثرًا بموشيه ديان».

 خطاب السادات
 وأضاف«غالي» أن خطابَي السادات وبيجن كانا شديدين، وهو مؤشر أن الاتصالات الأولية بين البلدين لم تكن ناجحة، لافتًا إلى أن موشيه ديان قال «حرب مع شرم الشيخ أفضل من سلام بدونها».

 ورّدًا على منتقدي كامب ديفيد قال غالي: «علميًّا من الخطأ أن تقول إن كامب ديفيد هي سبب ما يحدث الآن، فلا يوجد أزمة تقوم على سبب واحد»، مشيرًا إلى أن مصر أقوى بكثير بعد انتهاء الحروب؛ مما يمكنها من لعب دور قوي في القضية الفلسطينية.

 خداع إسرائيل
 وعن تصريح السادات أن تلك هي آخر الحروب قال الأمين الأسبق للأمم المتحدة، إن هذا التصريح كان نوعًا من خداع إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن الواقع يقول لو قادر تهزم أمريكا اهزمها ورجَّع الحق لفلسطين «غير كده يبقى اللي قدامك المفاوضات فقط».

 الشعب المصري

 ويتابع أن الشعب المصري لم يرفض تلك المبادرة، وأهم الأسباب التي أدت إلى ذلك هو شعور المواطن أن الأحوال الاقتصادية ستتحسن بعد ذلك، وهو ما تمثل في استردادنا لإيراد البترول وبدء تشغيل قناة السويس، مشيرًا إلى أن مصر لم تخسر العرب؛ فالسودان والصومال والمغرب أيدوا القاهرة، ومن رفض فقط العراق وسوريا.

 لجان كامب ديفيد
 ويسرد وزير خارجية مصر الأسبق كواليس ما تم بعد ذلك مضيفًا أن هناك لجنتين تم تشكيلهما إحداهما عسكرية كانت مهمتها دراسة الانسحاب من سيناء، وأخرى سياسية لمناقشة القضية الفلسطينية، متابعًا أنه بعد إنهاء زيارة القدس ذهب إلى يوغسلافيا لملاقاة الرئيس تيتو وشرح خطوات السادات، لافتًا إلى أن تيتو رفض تلك التحركات واصفًا إياها بأنها تُضعف حركة عدم الانحياز، أما السادات فقال للأمين السابق «سيبك منه ده ماركسي».

 القضية الفلسطينية
 أما عن القضية الفلسطينية فيقول وزير الخارجية الأسبق أن السادات لم يتخلَّ عن القضية الفلسطينية، وكان يأمل أن يشترك الفلسطينيون في تلك المفاوضات، أما ما يتردد من أن السادات تحدث عن حكم ذاتي رد غالي: «السادات قال كلام كتير علشان اتفاقية السادات، زي مفيش دولة فلسطينية».

 ولاية أمريكية
 وكشف بطرس غالي أحد أعضاء الوفد المصري في اتفاقية كامب ديفيد عن ماذا يدور داخل تلك المفاوضات، مؤكدًا أن إسرائيل كانت ولاية أمريكية في عصر السبعينيات، والوفد المصري كان لديه مشروع في أثناء توجهه إلى كامب ديفيد.

 ضرب لبنان
 وأضاف أن ما حدث في أثناء المفاوضات من ضرب إسرائيل للبنان لم يكن بسبب كامب ديفيد، فلم يكن هناك قوة تستطيع أن تقف أمام إسرائيل، والدليل أن تطوير الهجوم أدة إلى الثغرة في أثناء حرب أكتوبر.

 واستطرد أن السادات استخدم عدة وسائل للضغط على إسرائيل منها استقالة محمد إبراهيم وزير الخارجية الأسبق، بجانب تكليفه لأسامة الباز أن يتوصل إلى حل مع كارتر.

 الصعوبات كبيرة
 «الصعوبات كبيرة».. يكمل الأمين الأسبق للأمم المتحدة: «لكن السادات كان لديه إصرار للتوصل إلى معاهدة صلح»، مشيرًا إلى أن الوفد كان يخاف من الفشل، موضحًا أن المناخ الذي تمت فيه اتفاقية كامب ديفيد لم يكن مناخ مفاوضات، فقد كنا نلتقي بعضنا بعضًا بالبيجامات.

 حسن التهامي
 ويكشف غالي دور حسن التهامي في المفاوضات مؤكدًا إنه لم يكن له أي دور إلا أن السادات كان يستريح له، قائلًا «التهامي حاول يخليني أدخل الإسلام فرد السادات "خلّي بالك، بطرس هيخليك تتنصَّر"».

 تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع الجاري يتزامن مع مرور 40 َيومًا على وفاة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
الجريدة الرسمية