أمينة المجلس الأعلى للثقافة: تأهلت للمنصب بـخبرتي .. والكلام عن المجاملة « قلة أدب»
- «150 ألف جنيه» ميزانية تجديدات المجلس
- «الرابسو ودورات المياه» سبب قرار ترميم المجلس
- أرفض مبدأ إقصاء المثقفين «كبار السن» من اللجان
- أنأى بنفسي عن الصراع مع المثقفين
- «الأمن والحكومة» لا يتدخلان في الكتب المنشورة
- نرفض نشر الكتب المتطرفة بأي مجال
- «وحدة صون التراث» تعتني بتسجيل تراثيات مصر باليونيسكو
- «ما سرقته إسرائيل» ليس الشغل الشاغل لوحدة صون التراث
- «المواعيد والالتزامات» سبب تأجيل اجتماع أعضاء المجلس الدائمين
أثارت، منذ توليها لأمانة المجلس الأعلى للثقافة الكثير من التساؤلات حولها، حيث آثرت الصمت حتى تستطيع الإمساك بزمام الأمور في المجلس.
هي الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس، والمستشارة الثقافية السابقة لمصر في فرنسا، وعلى الرغم من تواجد الصبان خارج مصر قبل أمانتها للمجلس، إلا أنها كانت دائمة الحرص على التواجد، والاهتمام بالشأن المصري، والثقافة المصرية.
"فيتو" حاورت الصبان، ودار الحوار على النحو التالي:
- في نقاط محددة، ما هي خطتك للارتقاء بالمجلس الأعلى للثقافة؟
أعمل على مجموعة من الإصلاحات الإدارية تشمل إعادة الهيكلة، تدريب عاملين بالمجلس، تفعيل ما يصدر من توصيات من لجان المجلس، تفعيل العمل الجماعي بين اللجان، والتنسيق بين الإدارات أو ضمها.
- ماذا تقصدين بإعادة الهيكلة؟
أقصد إعادة تقسيم العمل داخل الإدارات التابعة للمجلس، فهناك عمالة زائدة عن حاجة الإدارات والتي تمثل عبئا على أي قطاع.
- هل يمكن معالجة العمالة الزائدة من خلال تسريح العاملين؟
لا.. لم أقصد ذلك، وإنما أعني إعادة توزيع العاملين داخل المؤسسة على حسب الحاجة، فأنا لا يمكنني تسريح العاملين، لأن هناك ضوابط وتشريعات قانونية لا يمكن تجاوزها.
- شارك المجلس في مبادرة «بتانة» بمعرض الكتاب، فهل كانت تلك المشاركة وسيلة للتخلص من الكتب المكدسة بالمخازن؟
ربما، ولكن ليس بشكل مباشر، فنحن قدمنا الدعم لمؤسسة ومبادرة "بتانة"، من خلال التبرع بـ20 نسخة من الكتب الجديدة الصادرة عن المجلس بأجر رمزي.. وفي معرض الإسكندرية قررنا إهداء الكتب التي مضى على إصدارها 5 سنوات، فتخزين الكتب بالمخازن وعدم الاستفادة منها يعتبر إهدارا حقيقيا للمال العام، والتبرع بها يعتبر بمثابة دعم المنتج الثقافي.
- هل يعني تكديس الكتب بالمخازن أن الوزارة فشلت في إدارة منظومة التوزيع؟
لم يكن هذا الفشل من الفراغ، وإنما هناك عوامل كثيرة ساعدت على تكديس الكتب بالمخازن وعدم توزيعها بالشكل المطلوب، فمصر مرت بمجموعة كبيرة من الاضطرابات السياسية التي جعلت المواطن المصري ينصرف عن الثقافة والقراءة إلى انشغاله بكسب لقمة العيش، لذا هناك خلل كبير في المنظومة ككل، ولكن نسعى الآن إلى إعداد مشروع متكامل لتحسين وهيكلة النشر، تشمل التنسيق مابين جميع قطاعات الوزارة.
- عند تشكيل لجان المجلس، قلت إنه لا يمكن التخلي عن المثقفين كبار السن، فهل تخشين الصدام معهم؟
بالطبع، فأنا لا أريد أن أدخل في صدام ولست في حاجة إلى التصارع، لأني أحترمهم جدا، فأنا أنأى بنفسي عن الدخول في صراع معهم، فهؤلاء المثقفون يثبتون جدارتهم على جميع الساحات الداخلية والخارجية، فلماذا أقصيهم عن لجان المجلس وهم يمدونها بالخبرة، والشباب يملكون الطاقة والمثابرة والجسارة، ولكن لا غنى عن كبار السن وخبرتهم في الحياة الثقافية، فأنا لا أقبل مبدأ الإقصاء.
- لماذا تكتفي لجان المجلس بعقد الندوات ولا تلتفت لوضع خطة ثقافية فعالة للوزارة؟
نعمل على ذلك في الوقت الراهن، حيث اجتمعنا مع مقرري اللجان للنظر في جمع توصيات اللجان ورؤية ما نستطيع تفعيله منها.
- لماذا لا يتم تفعيل التوصيات السنوية التي تضعها لجان المجلس؟
نأمل تفعيلها.
- وما الذي منعكم من تنفيذها بالأعوام الماضية حتى الآن؟
تواجهنا الكثير من الصعوبات أحيانا، منها نقص الإمكانيات، عدم وجود تنسيق مع مختلف الوزارات الأخرى، والدعم الكافي من القوانين والتشريعات التي يجب النظر إليها بصورة أكثر عملية.
- من المفترض أن يجتمع أعضاء المجلس الدائمين بصفة دورية، كل ثلاثة أشهر، فما الذي منعكم من الاجتماع منذ شهر يونيو الماضي؟
أحيانا تكون المواعيد والالتزامات في العمل عائقًا أمام الاجتماعات، ولكني طالبت وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، الاجتماع وهو وعد بعقد الاجتماع خلال الفترة المقبلة.
- ما هي الميزانية المرصودة للترميمات التي يقوم بها المجلس حاليًا؟
150 ألف جنيه، وهو مبلغ متواضع للغاية أمام الأعمال المراد إنجازها وتجديدها في المجلس.
- يقال إن المجلس لم يكن يحتاج لتلك التجديدات، فما ردك؟
المجلس هو الواجهة الثقافية في مصر وهو رأس الهرم الثقافي، فكان لا بد من إجراء بعد التجديدات لواجهته والأثاث الموجود داخل المكاتب لأنه أصبح باليا ولا يصلح للاستخدام، إضافة إلى أن الأعمدة الداخلية للمجلس كان يظهر عليها بعض اللون الأخضر حين يتم تنظيفها، حيث كان يتم تنظيفها بـ "الرابسو"، ودورات المياه لم تتغير منذ 20 عاما، وكثير من المثقفين شكوا من سوء النظافة بالمكان.
- وحدة صون التراث التي دشنها المجلس مؤخرًا، إلى أين وصلت؟
الوحدة هي عبارة عن مشروع لصون التراث بدء العمل على تدشينها خلال فترة تولي الدكتور جابر عصفور لحقيبة وزارة الثقافة، ومن ثم توقفت، ليعيد تفعيلها الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي حيث أصدر مؤخرًا قرار التفعيل ومن المقرر تحديد موعد الاجتماع الأول للوحدة خلال الأيام المقبلة، ونحن متشوقين جدا لتفعيلها على أرض الواقع.
- ما هي المهام المنوطة بها هذه الوحدة؟
من أولوليات الوحدة تسجيل التراث غير المادي لمصر بالمنظمات الدولية واليونسكو، فهي وحدة مهمة للغاية، لأنه إذا أرادت مصر مخاطبة المنظمات الدولية واليونسكو التي تعنى في المقام الأول بالتراث، فلا بد من جهة للمخاطبة محددة، علمًا بأن السيرة الهلالية هي فقط المسجلة باليونسكو على أنها تراث غير مادي لمصر.
- ما هي الإجراءات التي ستتخذها الوحدة تجاه التراث غير المادي المصري الذي نسبته إسرائيل لنفسها باليونيسكو؟
لا أظن أن انتزاع ما سجلته إسرائيل سيكون شغل اللجنة الشاغل، فإذا كانت إسرائيل سجلت الفلافل على أنها تراث غير مادي لها، فعلينا نحن تسجيل ما تبقى من التراث الذي تمتلكه مصر ولم تسرقه إسرائيل، فمصر تمتلك آلاف التراثيات.
- هل هناك معايير سياسية محددة تجاه قبول نشر الكتب بالمجلس؟
لا على الإطلاق.. ليس هناك أي معايير سياسية في نشر الكتب، ولا يوجد أي نوع من التدخل الأمني والسياسي وليس لهم أي دور من بعيد أو قريب، فالقرار في النشر يعتمد على الفنانين والمتخصصين فقط من خلال المعايير الفنية والأدبية للعمل نفسه، ولكننا نرفض نشر الكتب التي تحمل أفكارا متطرفة أيا كانت سياسية أو أدبية أو في أي مجال.
- ولكن هناك بعض الأقاويل التي تتردد حول تدخل الأمن في اختيار الفائزين بجوائز الدولة، فما ردك؟
على الإطلاق، لا يمكن للأمن التدخل في مثل هذه الأمور، واختيار الفائزين بجوائز الدولة يكون باختيار لجنة كبيرة من خلال التصويت.
- ما خطة المجلس في النشر خلال عام 2016؟
نعمل حاليًا على وضع خطة واضحة المعالم لكل قطاع من قطاعات الوزارة في النشر، مع مراعاة خصوصية كل قطاع، إضافة إلى عمل تنسيق بين هذه القطاعات، وعلى صعيد المجلس فنحن ننظر الآن إلى الكتب التي لم تنشر منذ عام 2006 حتى الآن، فنعمل على إصدارها في أقرب وقت.
- ألا يوجد عدد محدد من الكتب المراد نشرها خلال العام بالمجلس؟
نحاول الانتهاء من الجوانب المالية واستيفاء جميع المستحقات وتجهيز المخازن أولا، ومن ثم سنضع عدد محدد للكتب المراد الوصول لطبعها كل عام.
- من خلال أمانتك للمجلس ما هي الثغرات التي وجدتيها في لوائح المجلس وتطالبين بتعديلها؟
يجب النظر في إعادة الهيكلة والتكوين، والحوافز والمرتبات وإضافة الجهود غير العادية، فلا يمكن للمكافآت أن يتساوى فيها جميع العاملين، فأنا مع مبدأ الإثابة حسب جهد كل شخص.
أخيرًا.. يشاع أن توليك لمنصب الأمين العام كان رد جميل من إحدى قيادات الوزارة لأخوكِ الذي كان يعمل بالرقابة الإدارية. فما ردك؟
أحب أن أرد على هذه الأشاعة أنها كدب وقلة أدب، فأخي خرج إلى المعاش منذ سنوات من الرقابة الإدارية، وهو شخص معروف على صعيد العمل.. وأنا لا أحتاج إلى مجاملات، فخبرتي وأدائي وشهاداتي العلمية هي خير دليل على أني أستحق هذا المنصب.