رئيس التحرير
عصام كامل

«نقص الحضانات» تؤرق أهالي القليوبية.. المستشفيات الحكومية تغلق أبوابها أمام «أطفال الغلابة».. «السماسرة» يستغلون الموقف لتحقيق الربح.. التبرع بـ 40 حضانة لصالح المستشفيات

مبني محافظة القليوبية
مبني محافظة القليوبية

لم يكن بكاء الطفل عند خروجه من رحم أمه بشيء عابر وإنما لأنه يعرف أنه خرج من الراحة والسكينة والطمأنينة والعالم الذي يشبه الحلم إلى الواقع المؤلم والهموم التي يشعر بها منذ خروجه للعالم، فتسبب الهواء والطعام والشراب الملوث إلى تشوه معظم الأطفال وولادتهم بمشكلات صحية فيحتاجون إلى «حضانات» لتعويض نقص الوزن أو إمراض أخرى تصيب الطفل.


نقص الحضانات
وتعاني محافظة القليوبية حالها حال محافظات مصر كلها، من نقص شديد في حضانات الأطفال لتعاني الأسرة التي تستقبل طفلا جديدا من مسلسل من الهموم، بدلا من الفرحة باستقبال فرد جديد بها.

تجربة سيئة
ويؤكد سيد طه، مواطن، أنه لديه تجربة سيئة في هذا المجال، حيث رزقه الله بطفل يحتاج أسبوعا في الحضانة فخاض التجربة بنفسه وذهب إلى المستشفى الحكومي التي يتكلف اليوم بها 28 جنيها التي أغلقت أبوابها في وجهه، فلم يجد سوى سماسرة القطاع الخاص ويبدأ اليوم في المستشفى من 400-600 جنيه في اليوم الواحد.

معاناة كبيرة
ويوضح أشرف مرعي، مواطن بمدينة بنها، أنه واجهته مشكلة مع أحد أبنائه بعد ولادته لوجود نقص في الوزن؛ وبسبب الظروف الاقتصادية لم يستطع الحصول على مكان في مستشفى خاص وأنقذت الموقف إحدى الحضانات التي تتبع جمعية أهلية التي على الرغم من الازدحام الشديد بها ولكنها توفر أماكن معقولة، وتساهم بالجزء الأكبر في حل الأزمة، مشيرًا إلى أن المسئولين بها وضعوا بروتوكول داخلي للمكان، وهو أن الأب يتبرع بالدم وهو شرط اختياريا وليس إجباريا وجميع المقبلين على الحضانات أن يفعلوا ما يستطيعون شعورا منهم بالمعاناة للتخفيف على أشقائهم في المعاناة.

الوساطة في المستشفيات
ويشير بكر حامد، أحد أهالي طوخ، إلي أنه بالرغم من العجز المتواجد بالمستشفيات الحكومية، ولكن تم استغلال تلك الأماكن لصالح كبار الأطباء والحالات الخاصة بهم، وليس للأطفال الأكثر احتياجا غير مهتمين بالآلاف من الفقراء، ومحدودي الدخل التي تفرق الدقيقة في حياتهم، ويعجزون عن توفير أموال الحضانات الخاصة، مطالبًا الحكومة بمزيد من الرقابة على الحضانات الخاصة، وإلزامهم بسعر محدد لأن من يلجأ إليهم مضطرا وهم يستغلون حاجة المواطنين.

مشكلة العصر
ويقول الدكتور محمد عبد الرحمن، الطبيب المشرف على الحضانات بأحد المستشفيات الخاصة، إن معظم الحالات الموجودة للأطفال حديثي الولادة تكون ولادة مبكرة (28 أسبوعا) نادرة أو مشكلات بالصدر والمستشفيات الخاصة توفر خدمة جيدة مقارنة بالحكومية التي يكون بها حضانة واحدة في كل مستشفى و5 سرائر تقريبا، بالإضافة إلى أن بعضها لا يعمل بسبب عجز في الأجهزة والمستحضرات الطبية.

احتواء الموقف
ومن جانبه، قال الدكتور نصيف الحفناوي، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إن المديرية تحاول جاهدة سد العجز من خلال توفير مستلزمات طبية للمستشفيات، شملت وحدات عناية مركزة وحضانات بقيمة 17 مليون جنيه، حيث توزيعها على كافة الإدارات الصحية بالقليوبية على مستوى المحافظة، وتم استلام فعلي لـ 14 حضانة، موضحًا أن المسئولين يعملون بكل طاقاتهم بالتعاون مع المجتمع المدني، لتوفير اعتمادات إضافية بغرض تحسين الخدمة.

رد المحافظ
ويشير الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، إلى أنه يحاول أن يخطو خطوات واقعية لتحسين الملف الصحي، ومنها ما طلبه من أعضاء مجلس النواب من توفير ما يستطيعون، وبالفعل جاءت التبرعات منهم بـ40 حضانة، وسيتم توزيعها وفقا للمناطق المتواجد بها عجز.
الجريدة الرسمية