الشطرنج السياسي
لعبة الشطرنج تعرف بلعبة الأذكياء لما فيها من مهارة وتفكير يلعبها شخصان كل منها يحاول أن يسقط نظام الآخر.. ولكن في لعبة الشطرنج السياسي فهى لعبة تدار بالأغبياء لأن كل أطرافها يتسابقون على الخسارة الحتمية التي تنتظر الجميع.. فمن مول الإرهاب أنقلب الإرهاب عليه، وياليته تعلم من خسارته، ولكنه يعاود لعبته مرة أخرى وبنفس المنهج والطريقة ومن الغباء أنه ينتظر نتيجة مغايرة غير الخسارة الحتمية.
فهل تعلم الغرب مما حدث في الحادى عشر من سبتمبر في أمريكا عندما سقط برج التجارة العالمى؟ وهل تعلم الغرب ماحدث في فرنسا وبلجيكا من إرهاب؟ وهل تعلمت تركيا لما أنقلب الإرهاب عليها وهى من تموله؟هل تعلم الجميع أن الإرهاب لا وطن ولا دين له؟
كذلك هم الإخوان هم الوجه الآخر للإرهاب ولكن أنصارهم لا يدركون بل يرونه إرهابا مقدسا، ويرونه على أنها حرب للفتح المبين.. وهل يعتقد أن من ينفذ تلك الجرائم هم جماعة واحدة تنطوى تحت عبائة الجماعة الإرهابية التي تأخذ الدين ستارا لها فقط ؟
ولكن الإجابة واضحة أن الإرهابين قد اتحدوا جزئيا اليوم وربما سيتحدوا كليا غدا ويتفقوا على دمار الكون أجمع.. ففكر الغرب العقيم صور لهم أنه لا بد من تجميع الإرهابين جميعا في الشرق الأوسط حتى يسهل القضاء عليهم أو على الأقل التفاوض معهم على إضعاف الشرق وتقسيمه ورسم خريطته الجديدة ولكن أثناء تلك الخطة تظهر عمليات إرهابية غير محسوبة من أشخاص وجماعات أخرى- لم تكن في الحسبان- لها مطامع وحسابات أخرى في الشرق والغرب.
والمستفز في الأمر أن تجد من يرتدى الملابس السوداء ويقيم الحداد والتعازى من أجل قتلى الإرهاب الغاشم في بلجيكا وفرنسا وكأن الدم المصرى والعربى عموما رخيص، فلا عزاء لنا حتى من أنفسنا، فقد استهان بدمائنا، كيف نعاتب من يفجرنا ويقتلنا ؟
وما زال بعض الإعلاميين يتكلمون ويصرخون أمام الشاشات لم يملوا ضجيج الكلام والصراخ والنقد من أجل النقد بلا هدف..
فلنا الله