رئيس التحرير
عصام كامل

السيد الرئيس.. لهذا تأخر الشباك الواحد


معالى السيد الرئيس:
بداية أدعو الله أن يعينك على كل ما تعمل وأن يحقق لمصر كل الآمال والأحلام على يديك.. فنحن نقدر ما تعمل لله وللوطن واسمح لى أن أعرض نقاطا معدودة- من وجهة نظرى - تسببت في الركود وتأخر الشباك الواحد.


عندما تتبنى الدولة المفهوم الرأسمالي المبنى على السوق الحر من جهة ولكنها تعمل على أرض الواقع بالفكر الاشتراكى المتوارث ويتبنى الشباب المفهوم الاشتراكى من جهة وهو يعيش وسط المفهوم الرأسمالي فبالتالى يطلب من الدولة أن تتولى أمره وتقوم بكل متطلباته وهو مكتفى بدور الناقد فقط دون عمل..هنا تحدث المشكلة التي نمر بها.

لاشك أن الدولة ورثت البيروقراطية في اتخاذ القرارات وتعمل بنظام المركزية ولكى يسير القرار من أسفل لأعلى أو من أعلى لأسفل في الهيكل التنظيمى للحكومة ويخضع للوائح والسياسات والإجراءات ولاتخاذ قرار لابد من الانتظار للتنسيق بين الجهات وهو ما يكلف الكثير من الوقت وزيادة فاتورة الفساد مع أن المفهوم الرأسمالى هو دولة مؤسسات وهذا مما يتطلب تمكين الأفراد وتفويض السلطات وسرعة اتخاذ القرار.

يتم تعيين الوزراء على الثقة فقط في المفهوم الاشتراكى وينفذون ما يملى عليهم بدون نقاش بينما في المفهوم الرأسمالى هو تقييم كامل لما سيقدمه الفرد في موقع المسئولية بعد اختبارات ومواقف كثيرة يتم اختيار اللائق منهم ويختار رئيس الحكومة منهم من يتوافق مع متطلبات المرحلة ويترك لهم حرية استخدام العقل والتفكير وإيجاد البدائل وسط إطار من التنسيق ودون فرض أي حلول ولا يفترض في ذلك أن يكون قد حقق نجاحا خارجيا لتوقع نجاحه إذ العمل في الخارج لا يمنع فشلا في الداخل فمن تعود على العمل في نظام ما لا يمكنه أن يعمل في نظام آخر وتوقع نفس النتائج.

الدولة تعمل بالتخطيط الذي ثبت أنه لم يحقق شيئا ملموسا في إنقاذ الاتحاد السوفيتى وقت انهياره ليس لجمود السياسات فقط وإنما لأنها خطط تم استيفاؤها ورقيا دون النظر إلى اختلاف المجتمع وطبقاته والتنسيق مع الآخرين من جهة أو دون الاعتبار في الموارد والاستخدامات من جهة أخرى.

هذا ما أثر أيضا على عدم ظهور الشباك الواحد في الاستثمار حتى الآن حيث كان توجه الدولة إلى المفهوم الاشتراكى من أهم ما يلاصقه البيروقراطية في اتخاذ القرار وهو ما لا يمكن التخلى بالتأكيد نظرا لمركزية القرار مع أن الشباك الواحد هو الوجه الآخر لتفويض السلطات والتمكين للموظف في ظل النظام الرأسمالى وهذا يتعارض مع البيروقراطية بالتأكيد.

وأخيرا.. أدعو الله أن يوفقك ويسدد خطاك إلى كل ما فيه الخير بإذن الله
الجريدة الرسمية