فاتن حمامة تتفوق في فيلم «لا أنام»
في مجلة الجيل وفى مارس عام 1957 عقد الناقد عبد الفتاح البارودى، مقارنة بين فيلم" الوسادة الخالية"، وفيلم "لاأنام".
وقال:" إن قصة فيلم "لا أنام" أقوى من قصة فيلم "الوسادة الخالية "المؤلف واحد هو إحسان عبد القدوس، والمعالجة بنفس الأسلوب والطراز ونفس التناول، وهذا دليل الأصالة لكن الوسادة الخالية تفسر حكمة أو عبارة أطلقها المؤلف بجرأة وهو يظن أنها من مستخلصاته بينما قصة لا أنام تفسر موقفا إنسانيا وهذا هو سر تفوقها على زميلتها".
وتابع:" فقد ظن عندما نام على الوسادة الخالية أنه استخلص من تجاربه أن في حياة كل إنسان وهما كبيرا اسمه الحب الأول..وكنت أحب ألا يجهر بذلك بشكل صارخ.. لأن أوهام الحب الأول ليست أكثر من بديهية بسيطة يعرفها كل من يعرف أبجديات علم النفس".
وواصل البارودي تحليله وقال:" يخيل لى أن الجو الغنائى الذي عاش فيه الفيلم هو أنسب الأجواء لمثل هذه القصة على أساس أن جمهورنا يدخل الأفلام الغنائية للاستمتاع بالأغانى، ورغم أننى لم أقرأ كل قصص إحسان فلا أكاد أتصور أن هذه القصة أكثر من قصة تلامذة تعبر عن خطرات مراهقة.
وواصل:" الأمر يختلف بالنسبة لزميلتها لاأنام هي أدق فنا وشخصياتها تعبر بسلوكها عن معانيها، فنحن نرى تصرفات فاتن حمامة الطفلة المراهقة وهى تتوغل في مجال دراماتيكى ـــ ولو أنه مغرق في الرومانسية ـــ لكن توافرت فيه فرصة إطلاق المشاعر المختلفة من جسدها، وأعترف أن إحسان هنا كان عملاقا في رومانسيته، وكان قديرا في معالجة موقف إنسانى.. موقف فتاة ضعيفة وصارمة في نفس الوقت من أعماقها".
واختتم مقاله:" إن العنصر التمثيلى في فيلم لا أنام أقوى، ولا أنكر أن الوسادة الخالية قدمت إلى السينما لبنى عبد العزيز كنجمة ولعبت زهرة العلا دورا صعبا وأدى عبد المنعم إبراهيم نبوغه.. لكن مجموعة لا أنام أقوى كمجموعة وفاتن بلغت حد الإعجاز".
وتابع:" مخرج الفيلمين هو صلاح أبو سيف الذي نجح في تحريك عبد الحليم حافظ،و أعطى عمر الشريف أنسب أدواره، لكن لا أدرى لماذا أسرف في الكلام عن المخدة والسرير وجعل محور الفيلم المخدة والسرير في أغلب مشاهد الفيلم".