رئيس التحرير
عصام كامل

نقيب معلمي العراق: توحيد المنهج الدراسية في الدول العربية صعب التنفيذ

فيتو

>> الإعلام الداعشي غير صحيح وجميع العراقيين يرفضون سياسة داعش
>> التلاميذ في الوطن العربي يأخذون من المعلم أكثر مما يأخذون من الآباء والأمهات

>> التنظيمات الإرهابية تستغل مادة التربية الإسلامية لزرع الفكر التكفيرى
>> بعض رجال الدين يصدرون فتاوى تخالف الدين الإسلامى


يعانى التعليم في الوطن العربي من أزمات كبيرة من مختلف الجوانب، تسببت في تدهور حالته، والعراق بلد لها خصوصيتها، فمنذ زمن تتفاقم المشكلة التعليمية بها تبعا للحالة الأمنية المتدهورة، والحروب، والحصار، وأخيرا تنامى الجماعات الإرهابية والمتطرفة كـ "داعش".

التقت "فيتو" بـ نقيب معلمى العراق، عباس كاظم السوداني الأمين المساعد لاتحاد المعلمين العرب، للحديث معه حول الوضع الحالى للعملية التعليمية بالعراق، وأسباب المشكلات التي تواجهه، فإلى نص الحوار...

* أين تكمن مشكلة التعليم العراقى؟

يعتبر الوضع الأمني من أهم المؤثرات السلبية على العملية التربوية، وكذلك البنية التحتية للتعليم، فهى بنية هشة، بالإضافة إلى نقص المدارس، وهذا بالتالى ينعكس على عملية جودة التعليم، فمعايير الجودة العالمية توصى بأن يكون هناك على الأقل صف مثالى لا يتجاوز عدد الدارسين به ثلاثين تلميذا، في حين أننا نجد في مدارسنا أعدادا هائلة من التلاميذ في الصف الدراسي الواحد، وهذا بلا شك يؤثر على طرفي العملية التعليمية "المعلم والطالب".

والقضية الثانية أنه يجب على كل دولة أن تخصص من أجل العملية التربوية موازنة خاصة باعتبارها قطاعا حيويا ومهما، وتلك الموازنة تشمل الطالب، والمعلم، والبنية التحتية.

وهناك أيضا قضية المناهج التي يحتاجها التعليم، ففي ظل هذه الظروف الصعبة، ووجود الإرهاب وزرع الفتن داخل نفوس الطلاب والمعلمين، يجب أن يكون هناك منهج يهدف إلى زرع حب الوطن.

*هناك بعض المقترحات بأن يكون هناك منهج عربي موحد، فما تقييمك لهذا المقترح؟
هذا مقترح جيد جدا، لكن صعب التحقيق، فكل بلد لها نظامها، وعاداتها وتقاليدها، وأعرافها، وتوحيد المنهج شىء صعب جدا، إلا إذا كان هناك اتفاقيات عربية دولية تلزم بذلك.

*مع تنامى المنظمات الإرهابية والمتطرفة، خاصة تنظيم "داعش"، ما قولك بشأن إعلام "داعش" الذي أعلن عن سيطرته على مدارس كبيرة بالعراق ووضع مناهج لها؟
"داعش" لن يبقى بالعراق، ولا يمكن بقاؤه، لأن هناك رجال شجعان عراقيين يقاتلون قتالا عنيفا ضد هذا التنظيم، وأذكر لك في هذا الشأن رواية بأن إحدى المدرسات قالت إن المناهج التي تدرس بمدارسهم هي مناهج غير عقلانية تكفيرية، ولا تصلح للطالب العراقي، وبالتالى أعدم داعش هذه المعلمة، وأصدرت نقابة المعلمين بيانا بشأن هذا.

*كيف يكون "اتحاد المعلمين العرب" فاعلا ويمارس ورقة ضغط على الحكومات العربية في سبيل تنقيح هذه المناهج التي تدرس للأطفال من أفكار متطرفة وتدعو للعنف؟

الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب اقترح على الزملاء في الاتحاد أن يكون هناك برنامج تنظيمى من قبل النقابات المنطوية تحت هذا اللواء، وذلك بلقاءات مع رؤساء الجمهورية، ووزراء التربية والتعليم، في البلدان العربية كافة، من أجل نقل فكرة الاتحاد أمام المسئولين، وحتى يكون هناك أرضية خصبة لتطبيق المناهج المنشودة.

*هل ترى أن هناك حالة من غياب الإرادة السياسية لدى بعض القادة العرب في أن تنفذ مثل هذه المقترحات؟
بالتأكيد، فإذا توحد العرب تنتهى جميع المشكلات في العالم العربي، ولكن هناك دولا تعتبر ذيول لأوروبا وأمريكا، ومنفذة للسياسات الغربية تجاه بلدان العرب، وهذا موجود الآن والكل يعترف بهذا الأمر.

*هل تعتقد أن اتحاد المعلمين العرب قادر على أن يخطو خطوة إيجابية في دفع القادة العرب نحو الاهتمام بالتعليم واعتباره مشروعا قوميا للأمة وليس لدولة خاصة؟
يعتبر اتحاد المعلمين العرب جامعا للنقابات والاتحادات، وعندما يسمع مسئولو الدول ما يطرحه الاتحاد من توجهات لابد أن يكون هناك نجاح، ولكن إذا لم تسمع الدول المقترحات والتوجيهات، التي تعتبر نفعية أكثر مما تكون ضارة، فسوف تكون مجرد كلام على ورق.

*ما حقيقة الأرقام التي أعلنها تنظيم داعش بأن عدد الطلاب الذين يدرسون بالمدارس التي تقع تحت سيطرتهم يتجاوز المائة ألف طالب؟

الإعلام الداعشي إعلام غير صحيح، وأؤكد لك أن جميع الشعب العراقي رافض لسياسة داعش، سواء التربوية أو الفكرية أو السياسية، لأن ما فعله داعش مع الشعب العراقي والشعب السورى جريمة تفوق كل التصورات وكل التوقعات.

*هل من المتوقع أن يتم وضع خارطة طريق في البيان الختامى لمؤتمر اتحاد المعلمين العرب لفكرة تنقيح المناهج؟
المعلم يتعامل مع عقول، والطلاب والتلاميذ في الوطن العربي يأخذون من المعلم أكثر مما يأخذون من الأباء والأمهات، والهدف من توحيد المناهج هو إبعاد التعصب، والفكر التكفيرى للمناهج، لأن معظم الدول العربية اخترقت من قبل هذا التنظيم ليصل إلى الشباب والأطفال، فالتنظيم يصطاد دوما ضعاف النفوس ويزج بهم في عمليات الإرهاب والتفجير والأحزمة الناسفة والقضايا الإنتحارية، لذلك توحيد المناهج فكرة جيدة جدا لحل هذا الموضوع.

*هل يمكن أن يبدأ برنامج توحيد المناهج بعمليات جزئية كتوحيد منهج اللغة العربية على جميع الدول العربية ثم التربية الإسلامية ثم المسيحية وهكذا؟

بالفعل هذا هو الأهم، فاللغة العربية هي اللغة الأم لكل الدول العربية، والنقطة الأخرى هي التربية الإسلامية لأن بعض رجال الدين يأتوا بفتاوى تخالف الدين الإسلامى وذلك على عكس ما جاءنا به نبينا محمد –صلّ الله عليه وسلم- والصحابة وأهل البيت.
واكتشفت أوروبا أن هذا الشذوذ والاختلاف يرجع للجماعات التكفيرية، والتنظيمات الإرهابية تستغل المادة الإسلامية لزرع الفكر التكفيرى من خلال المساجد والخطب التي تسىء للإسلام.

*هل فكر الاتحاد في أن يتم جمع المناهج التي تدرس بالوطن العربي وإجراء دراسة مقارنة بين هذه المناهج والخروج بتوصية ترسل لكافة قادة الدول العربية بأن هذه المناهج بها أخطاء وتناقضات في كذا وكذا؟

الاتحاد في دورته التاسعة عشر يسعى لكل ما يفيد وينقذ أبنائنا من هذه السموم التي تبث لكثير من أبنائنا الطلاب، وهذه فكرة جيدة للغاية أشكرك عليها.
*الاتحاد يسير في خطوات إعلامية جيدة فيما يتعلق بمجلة المعلم العربي أو الموقع الإلكترونى الذي يتم تدشينه، فهل إذا تم دراسة الفوارق والمتناقضات تكون بالتالى ورقة يضغط بها الاتحاد في هذا الشأن؟

بالتأكيد، فكلما أنتج الاتحاد مقترحات ودراسات كلما كان هذا أفضل، فاليوم يتواجد نحو 13 دولة عربية في الاتحاد، وبالتأكيد ستعمل كل منظمة على هذا الموضوع، وبالتالى سنعرف منافذ التناقض والتشويه.

الجريدة الرسمية