رئيس التحرير
عصام كامل

البرلمان الأوروبي.. ومنظمات المجتمع المدني (2)


كنت أرجو لو انتفضت جماعات حقوق الإنسان المحلية، وعلى رأسها المجلس القومي لحقوق الإنسان للرد على تلك الحملة المسعورة ضد مصر من البرلمان الأوروبي وغيره، وتقديم جرائم الإخوان موثقة للعالم ليرى ماذا فعل الإرهاب بمصر، وإظهار مدى التسييس الذي تمارسه بعض المنظمات الغربية لورقة حقوق الإنسان.. بدلًا من أن تتماهى بعض تلك الجماعات المحلية مع أهداف المنظمات الأجنبية، وتنخرط في حملة التشويه المنظمة ضد مصر..


فهل مقبول أن يبقى بين أعضاء القومي لحقوق الإنسان من يدير جمعيات حقوقية، تتلقى تمويلًا أجنبيًا مشبوهًا، وتقدم بيانات وذرائع للخارج لتشويه مصر.. ثم أين هي القضية 250 التي يتحدثون عنها.. ولماذا لم تخرج حيثياتها إلى النور لتكشف من تلقى تمويلًا أجنبيًا وماذا فعل فيه ؟!

لست من أنصار اتخاذ حديث المؤامرة شماعة نعلق عليها قصورنا وسوء أدائنا في بعض الملفات.. لكن ذلك لا يعني التقليل من حجم التآمر ضد مصر.. فما ينشره إعلام الغرب، وما يلوح به الكونجرس الأمريكي تارة والبرلمان الأوروبي تارة أخرى عن ضرورة منع المساعدات والتسليح عن مصر لهو أكبر دليل على التربص بنا لأغراض لا تخفى ومآرب أقلها إعادة دمج الإخوان في المشهد لإحياء المشروع القديم في تقسيم الشرق الأوسط على الهوى الأمريكي؛ ومن ثم فلا غرابة أن تخرج علينا بين الحين والآخر دعوات وحملات منظمة مشبوهة من عينة "الاختفاء القسري" التي تبناها البرادعي ومطالبته للأمم المتحدة بالتدخل في شئون مصر، وكذلك دعوات المصالحة مع الإخوان بشروط والتي تبناها سعد الدين إبراهيم بعد عودته من تركيا، وما سبقها من انتقاد بعض نخبتنا الدولة ووصفها بالاستبدادية والفاشلة ناهيك عن استباق نتائج التحقيق مقتل الشاب الإيطالي ريجيني والقول بتعرضه للتعذيب كما جاء على لسان محمد أبو الغار..

كل ذلك وغيره مَهَّد لصدور البيان الأوروبي إياه وهنا يثور السؤال: لماذا فشلنا في تصدير صورة صحيحة لمصر تدحض ما روجته جماعات الشر من مفاهيم مغلوطة.. وأين إعلامنا القومي والخاص وهيئة استعلاماتنا.. لماذا أخفقت في توصيل المعلومات الصحيحة في وقتها للخارج ليفهم حقائق ما يجرى هنا.. لماذا لا نخاطب الخارج بلغة يفهمها.. ولماذا لم تنقل الوفود الإعلامية التي تصاحب الرئيس في جولاته الخارجية نبض مصر للعالم إسهامًا في تحسين صورتها التي ساءت في إعلام الغرب ؟!
Alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية