رئيس التحرير
عصام كامل

جوعهم يا ريس !


 

 

(طالبت الرئيس بتجويع الشعب).. هذا هو الحل العبقرى الذي نصح به أحد مستشارى مؤسسة الرئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر أم العجائب.. اقمعهم يا ريس وافرض حالة الطوارئ حتى ينصلح حالهم فهذا الشعب عاش مدللا منذ زمن بعيد! بالطبع من يتفوه بتلك الكلمات العنصرية البغيضة لا ينتمى لهذا الشعب ولا يفخر الشعب بوجود أمثاله.

أهكذا يكون مستشار رئيس الجمهورية في بلد قام به ثورة منذ خمس سنوات فقط وكانت الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية هي مطالبه التي لم تتحقق ولن تتحقق على المدى القريب، أهكذا يدلى الدكتور عالم النفس الشهير بدلوه في مستنقع السياسة المصرية ولا ندرى هل تأثر الرجل بالمرضى النفسيين الذين يعالجهم أم أنه كان يتعلم علم القمع وعلم التجويع أم علم النفس ! 

إن صحت تلك التصريحات التي نشرتها كثير من المواقع على لسان الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، فتلك مصيبة وكارثة يجب على إثرها أن يخرج عالم علم النفس الشهير للاعتذار علنًا عن تجاوزه في حق شعب عظيم علم العالم الحضارة، ولكنه هان على نفسه ولى حكامه حتى صار يعامل كالعبيد من نخبة لا تستحق المكانة التي احتلها في ظروف استثنائية ! 

إن صحت تلك التصريحات المشينة والمهينة لعموم المصريين فيجب على الرئيس أن يثأر لكرامة المصريين الذين انتخبوه بمحض إرادتهم أو (استدعوه) كما يحلو للرئيس أن يذكرهم ويذكرنا دومًا بذلك.. هو ذاته نفس الرئيس الذي يقول للشعب علنًا (أنتم نور عنينا)، فهل يقبل الرئيس أحد أن يهين نور عينيه وأن يصور أي شخص حتى لو كان حاكمهم بالمسيطر والمهيمن على أقواتهم لدرجة تمكنه من تجويعهم ! 

لسنا عبيدًا يا ريس ! 
لسنا عبيدًا حتى يطعمنا أو يجوعنا الرئيس وليس الرئيس بالإله حتى يمنع رزقه عنا أو يمن علينا بطعام أو شراب! وأعتقد أن الرئيس لا يقبل ذلك على شعبه أو على نفسه حتى وإن كان في ذلك تعظيم له فهو في غير محله!

إقالة معلنة 
فعلها الرئيس من قبل وأقال وزيرين للعدل، أحدهما مست كلماته عمال النظافة سالبًا منهم حقهم الدستورى في المساواة مع باقى الشعب في تولى أبنائهم الوظائف (العامة) حتى وإن كانت سيادية، ورغم أن الرجل تحدث عن الواقع الذي لا يسمح إلا لفئة محددة بتولى الوظائف السيادية فإن الرئيس أقاله وأتى بالمستشار الزند الذي كنت تستشعر أن النظام الذي أتى به ضاق بوجوده وكان ينتظر له هفوة.. وقد كانت وأقيل الرجل على إثرها رغم استغفاره واعتذاره.. حسنًا، لماذا لا يقيل الرئيس ذلك الطبيب النفسى الذي أهان نفسية كل المصريين من غير مرضاه والذي إن كان قد قال حقًا ما نسب إليه فهو في حاجة ماسة إلى طبيب نفسى على درجة كبيرة من العلم والخبرة ليداويه من سوء ظنه بتسعين مليون إنسان يراههم عبيدًا مصطفين للحصول على لقمة من حاكمهم !

مستقبل مظلم 
إن كانت تلك الأفكار الرجعية والعنصرية المريضة هي أطروحات أحد مستشارى الرئيس فنحن في كارثة وحق على الرئيس أن يتخلى عن مستشاريه أو أن يتخير البديل الكفء بعيدًا عن أهل الثقة والمرضى عنهم أمنيا فقط ولكن المصيبة الأعظم هي أن تلك الأفكار المظلمة والمسيئة لكل من يؤمن بها قد وجدت تطبيقا عمليا وفعليا في حياة المصريين في الآونة الأخيرة، فالواقع أصدق أنباءً من كل المقالات المؤيدة للنظام بتطرف أو المعارضة له بتوحش وبغير موضوعية...

كما أن الواقع أوقع وأوضح من كل برامج التلميع الفضائى الزائف التي تصور حياة المصريين نعيمًا ورخاءً، الواقع يقول إن كل السلع قد تضاعفت أسعارها مع انخفاض شديد لقيمة العملة المصرية ولقيمة الإنسان المصرى المهان في كل ساعات حياته مع إفقار متنامٍ ساعة بعد أخرى..

إذًا أفكار سعادة المستشار الرئاسي وجدت من يطبقها وتلك هي الكارثة التي تنبئ بمستقبل مظلم للجميع.. لا بد أن تتبدل القناعات لدى الرئيس ولدى مستشاريه فليس هناك مسلمات في كتاب السياسة ولا توجد أيديوولوجيا واحدة حكمت العالم دون تغيير في تطبيقاتها وفقًا لظروف كل شعب ! 
fotuheng@gmail.com 
 

الجريدة الرسمية