رئيس التحرير
عصام كامل

القمامة وثقافة الشعب


تعانى كثير من المناطق من تراكم القمامة والتي تتناثر في الشوارع وتترك صورة لا تليق بمصر ولا بأبنائها.. فهل هناك رقيب ؟ وإن كان هناك رقيب فهل يمكن أن نضع رقيبًا على كل مواطن لكي يمنعه من إلقاء القمامة؟


بالنظر إلى الدولة فهي تريد أن يلتزم المواطنون بإلقاء القمامة في الأماكن المتفق عليها لنقلها، ولكن عدم التزام المواطن بذلك وقيامه بالتخلص منها بأسلوب غير حضاري معللا ذلك بضيق الوقت أو بعد المسافة التي يقطعها ذهابًا إلى مكان جمع القمامة يجعل السيطرة على المتجاوزين شيئًا مستحيلًا..

في رسالة من أحد القراء يروى قصته فيقول: "منذ 10 سنوات جاء أحد الجيران ووضع القمامة أمام بيتي وكنت أصحو كل يوم أجد القمامة وأقوم بحملها إلى المكان المخصص له ولا أعرف من هو ولعله يختار الوقت الذي لا يراه فيه أحد لكى يتخلص منها ولا يهم أنها أمام منازل الآخرين.

ولكن لم يقتصر الأمر على ذلك بل كل يوم تزداد القمامة وكنت أقوم بنقلها وبعد أن زادت قمت بتعيين أحد عاملي النظافة لكى يقوم بتنظيف المكان ولكن هيهات فالمكان أصبح يزداد كل يوم حتى أصبح أمام بيتي مقلبًا من القمامة لا يمكن للسيارات أن تمر من الشارع بعد الساعة الرابعة مساءً؛ لأن المنطقة يتراكم فيها أكوام القمامة وأصبحت سيارات الحى تجمع القمامة من عندى.

لم أتوقع يومًا ما أن كيسًا واحدًا من القمامة سيحول المنطقة إلى مقلب للشارع كله ويضيق الحياة على الساكنين والجيران والذنب كله ذنب من قام بإلقاء أول كيس للقمامة.

لا يمكن وصف الحال الآن والأمر لا يرضى الله وبالطبع لا يرضى الناس أن أقوم بإلقاء القمامة أمام بيت أحد الجيران للتخلص من المشكلة التي تحاصرنى فالذي لا أقبله على نفسي لا أقبله للناس".

انتهت رسالة القارئ وأقول له: للأسف موضوع القمامة أصبح الشغل الشاغل لكثير من المناطق وخصوصًا شوارع القاهرة والجيزة وحتى الإسكندرية التي كانت صورة مشرفة للسائحين ينبهرون بنظافتها فالصورة التي نراها الآن يصعب وصفها، حيث تجاهل البعض هذه القيم التي كانت سائدة واتجه إلى اختصار الطريق والوقت ويتخلص من القمامة في أقرب مكان ولا يعبأ بمن يعانون من تراكم القمامة أمام منازلهم والمشكلة تتزايد كل يوم.

إننا أمام مشكلة ضمير سيحاسب عليه الشخص أمام الله يوم القيامة فما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه للآخرين وسيأتي يوم يحصد الإنسان ما صنعت يداه مهما طال العمر أو قصر لابد من يوم يحاسب فيه العبد على ما قدم للناس فالذي يزرع خيرًا له أجره ومن يزرع الشر فعليه وزره.
الجريدة الرسمية