رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر ما تواجهه مصر اليوم ! (2)


المتآمرون وشبكات المصالح لا يعنيهم إلا إبقاء مصر غارقة في تراكمات الماضي من تراجع وتخلف وفساد تحقيقًا لمصالحهم الضيقة على حساب هذا الوطن.


والسؤال الذي لا يجب أن يغيب عنا: هل نحن في خطر.. بل كيف نواجه هذا الخطر ؟ فمصر تواجه ظروفًا اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية صعبة للغاية، ربما هي الأصعب عبر تاريخها كله.

وبدلًا من أن تنهض نخبتنا وإعلامنا بواجبها في الحفاظ على تماسك جبهتنا الداخلية موحدة خلف قيادتها وجدنا هراء وتفاهة يزيدان الطين بلة، وإشاعة جو من الإحباط والسوداوية إثر كل أزمة حتى صارت هذه النخبة وذلك الإعلام جزءًا من المشكلة وليس طريقًا إلى الحل والخروج من هذا المأزق.

هذا ما أدركه الرئيس مبكرًا وترجمه إلى عبارات أغفلها كثير منا، فقد كرر القول إن أخطر شيء يمكن أن يواجهه هذا البلد، وينال منه هو تفكيك جبهته الداخلية الموحدة.. ولو بقي المصريون على قلب رجل واحد ما استطاع كائن من كان أن يعيقهم عن التقدم نحو المستقبل.. ولا يزال ما حذر منه الرئيس قائمًا يطل بوجهه القبيح كلما وقعت مشكلة هنا أو أزمة هناك.. مثلما رأينا في أزمة سقوط الطائرة الروسية، وما تبعها من تهويل وتشويه لإسقاط السياحة في مصر، ثم تكرر الأمر ذاته في حادثة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ولا يزال يحدث كلما وقعت زلة لسان من مسئول هنا أو سقطة من مسئول هناك..

وللأسف لا يدرك كثير من مسئولينا حجم الخطر المحدق بنا فيقدمون بأنفسهم الذراع والسلاح الذي يذبحنا به أعداؤنا.. وليتهم سكتوا.. وليت أجهزة الدولة تفاعلت مع ما يجري وقدمت الحقائق واعتذرت عن القصور فذلك أقرب نفعًا وأكثر مصداقية وأقل ضررًا وأفضل من ترك النار ترعي في الهشيم.. فمعظم النار من مستصغر الشرر.
Alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية