رئيس التحرير
عصام كامل

آه لو لعبت يا زهر


انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعى جملة "آه لو لعبت يا زهر" ولم أفهمها في البداية حتى استوعبت أنها عنوان أغنية، وبعد مشاهدتى للفيديو وجدت كلمات بلا معانى، وموسيقى صاخبة بلا نغم وراقصة تتبع خطا صافيناز، وتصوير داخل حانة وسط كؤوس وزجاجات الخمر المكسورة ومجموعة من الغائبين عن الوعى والأعجب انتشار هذه النوعية من الأغانى في أفراح الطبقات العليا بالمجتمع رغم أنها أغانى تعبر عن المجتمعات العشوائية التي سيطرت على الأفلام السينمائية والدراما الرمضانية، فحلت مسلسلات العرى ورقصات السيوف وتجارة المخدرات وحوارات المراهقات محل مسلسلات عظيمة قديمة مثل عمر بن عبد العزيز، ولا إله إلا الله وأيضا مسلسلات تربوية مثل غدا تتفتح الزهور، وضمير أبلة حكمت ورحلة المليون، فحولت الفن إلى عبئ ثقيل على المجتمع ويحضرنى هنا إحدى حلقات مسلسل حديث المرايا للرائع ياسر العظمة.


تدور أحداثه حول أب كفيف يمتلك حانوتا يديره ابنه الشاب وسنده الوحيد في الحياة وعينيه التي يرى بها الدنيا وكان ابنا مطيعا بارا بوالده ويوما استأذن أباه وخرج وبعد دقائق سمع الأب صوت اصطدام فانقبض قلبه وكانت سيارة يقودها شاب طائش صدمت ابنه فقتلته في الحال.

قيدت القضية ضد مجهول بعد فرار الجانى وفشلت محاولات الوصول إليه فاستند الأب الكفيف على كتف ابن الجيران وجر قدميه وأحزانه وذهب يشكو لأحد المسئولين وقال إن ما حدث لابنه يمكن أن يحدث لأى شاب لأن الهيئة تعطى رخصة القيادة بالرشوة ما أدى إلى أن بعض قائدى السيارات لا يهتمون بحياة الناس فثار المسئول بأن هذا غير حقيقى وأنه يتحقق من جدارة كل شخص بالقيادة قبل أن يعطيه الرخصة وطرد الأب.

خرج الوالد من عنده مجروح الأبوة والكرامة ولكنه كان رجلا عنيدا فطلب من أحد معارفه أن يأتى بموظف يعمل في هيئة استخراج رخص القيادة وحين جاءه الموظف قال له أريد رخصة قيادة فبهت الموظف وقال رخصة قيادة لأعمى قال نعم وسأدفع لك مبلغا كبيرا فتردد الموظف وظل الأب يرفع سقف مزاد الدم حتى وافق الموظف وأخذ صورة للأب الكفيف وعاد بعد أيام ومعه رخصة القيادة.

في اليوم التالى ذهب الأب إلى نفس المسئول الذي طرده من مكتبه وألقى برخصة القيادة في وجهه وقال أعمى يحمل رخصة قيادة حديثة الإصدار هكذا قتلتم ابنى.

الحلقة طرحت قضية فساد قضت على حياة إنسان وحطمت قلب أبيه في حين أن الأعمال الفنية الحالية تفرض الفساد على حياتنا وتبث طاقة سلبية وتدمر القيم بعد أن تحول الفن إلى تجارة فإن كنا ننتظر أن تستيقظ الضمائر فتعرض أعمالا هادفة فنحن واهمين فالبيع مستمر طالما يتهافت عليه المشترون..تعاطفك وحده لا يكفى..قاطعوا الأعمال الساقطة قبل أن تنال من أولادكم.
الجريدة الرسمية