العدل بين الناس
العدالة هي القيمة الكبرى التي تجلت في الخالق قبل أن يوجدها في المخلوق.. العدالة في توزيع الموارد، والعدالة في الإجراءات، والعدالة في المعاملة، والعدالة في الثواب والعقاب مهما اختلفنا.. إلا أن منظور الإنسانية هو المعيار المحدد لطبيعة العدالة للمساواة بين الخلق لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح.
العدالة أن نراعي الله في خلقه، ولا نتحيز لأحد على أحد، بل عند الحكم لا بد أن نتجرد من كل المشاعر التي قد تدفعنا لظلم آخرين دون قصد منا، وهو ما يطلق عليه "الجدعنة" أو "المرجلة" أو "صاحب صاحبه"، إلا أن كل هذه المعاني في ثوبها الجميل قد تحمل ظلما لأحد على حساب آخر، والظلم ظلمات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الصدق مفتاح العدالة والكذب هو باب يخرج منه الفرد للنجاة من الأحكام ويدفع الثمن آخرون، ولكن إن غابت عدالة الدنيا كانت عدالة الآخرة هي العدالة الباقية.
فلنبحث عن العدالة أينما وجدنا، ولنكن بجانبها ولا نتركها، ونتحرى فيها الصدق أملا في ثواب الآخرة.. والآخرة خير وأبقى.