رئيس التحرير
عصام كامل

قضية الطالب الإيطالي «نقطة ومن أول السطر».. أقوال شاهد مشاجرة ريجيني «فشنك».. المدعي العام الإيطالي يتابع مستجدات التحقيقات.. البرلمان الأوروبي يلمح لتورط السلطات المصرية..والصحف ت

الطالب الإيطالي جوليو
الطالب الإيطالي جوليو ريجيني

في مفاجأة مدوية أثارت جدلًا وفتحت مجالًا جديدًا للغط، تلخصت فيما كشفته تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية برئاسة المستشار أحمد ناجي، بشأن مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، حول كذب الشاهد محمد فوزي «مهندس معماري»، الذي أفاد برؤيته لمشاجرة ومشادة كلامية بين «ريجيني» وشخص أجنبي آخر قبل اختفاء القتيل بـ 24 ساعة.


تتبع المكالمات
وتبين من تحقيقات حسام نصار مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية: «إن تتبع المكالمات الصادرة والواردة من وإلى هاتف الشاهد والنطاق الجغرافي لهاتفه لم يغادر نطاق منطقة أكتوبر محل سكنه يوم 24 يناير الماضي الذي ادعى فيه رؤيته لمشاجرة «ريجيني» مع آخر، كما تَبيّن من مسح كاميرات مراقبة القنصلية الإيطالية وفحصها أنه لا توجد تسجيلات للمشاجرة بالتاريخ نفسه، خاصة بعد مرور 51 يومًا عليها».

معاينة تصويرية
واصطحبت النيابة الشاهد الذي أرشد عن المكان الذي أفاد برؤيته المجني عليه به، وتم إجراء المعاينة التصويرية له، وتبين عدم رصد كاميرات المراقبة لأي دليل من أقوال الشاهد، وبمواجهة الشاهد بادعائه وتقارير مكالماته وتتبع هاتفه حاول الإفلات من الدلائل، إلا أنه أقر بعد تحقيقات استمرت قرابة 10 ساعات متواصلة أنه شاهد المشاجرة للإيطالي ولكن لا يتذكر التاريخ بدقة قائلًا: «يمكن كان يوم تاني غير 24يناير».

مواجهة الشاهد

وواجهت النيابة الشاهد بما روج له وعرضت عليه صورًا تعرف منها على صورة المتشاجر مع ريجيني بأحد البرامج فقال: «أنا أخطأت لمَّا قلت كده، وإن ذلك لم يحدث»، وأكد الشاهد مرارًا على عدم وجود أي دافع لشهادته وأن أحدًا لم يجبره أو يدفعه للإدلاء بتلك الشهادة، وأمرت النيابة بإشراف المستشار محمد القاضي القائم بأعمال المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة الكلية بصرفه من سراي النيابة.

المدعى العام الإيطالي
وكان المدعي العام الإيطالي جوسيبي بيغناتوني، وصل إلى القاهرة أول أمس؛ لمتابعة آخر المستجدات في التحقيقات الخاصة بقضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر والعثور على جثته على أحد الطرق وعليها آثار تعذيب.

وجاءت الزيارة على خلفية تصريحات من الجانب الإيطالي تشير إلى عدم تعاون الجانب المصري بشكل كامل في التحقيقات، وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتوليني: إن هذه الخطوة تأتي بهدف دفع التحقيقات غير المجدية حتى الآن، مضيفًا «هذه الزيارة شديدة الأهمية لدفع التحقيقات المشتركة بخصوص الاغتيال البربري لباحثنا والتي لم تكن مجدية حتى الآن».

وفي السياق ذاته، أعرب البرلمان الأوروبي قبل أيام عن قلقه العميق من احتمال تورط السلطات المصرية في قتل ريجيني، وطالب بإجراء تحقيق مشترك «سريع وشفاف ومحايد» في مقتل الطالب الإيطالي.

ودعا البرلمان السلطات إلى التعاون في التحقق من «تعذيب واغتيال» ريجيني، مضيفًا أنه ليس «حالة منفصلة»، وأنه حدث في سياق عدد من الوفيات في السجون وأقسام الشرطة في مصر.

وفي هذا الصدد، جاء في القرار الذي وافق عليه معظم أعضاء البرلمان بأنه يندد بقوة بتعذيب واغتيال جوليو ريجيني، مواطن الاتحاد الأوروبي، في ظروف مريبة، ووافق على القرار 588 عضوا، وعارضه 10 أعضاء، وامتنع 59 عن التصويت.

الداخلية تنفي
ونفت وزارة الداخلية، ضلوع أجهزتها الأمنية في مقتل «ريجيني»، كما نفت وجود حالات اختفاء قسري، أو احتجاز لأشخاص خارج إطار القانون.

التحقيقات غير كاملة
وحول القضية، قالت صحيفة كوريري «ديلا سيرا»، الإيطالية: إن السلطات المصرية لم تسلم جميع المعلومات الخاصة بجوليو ريجيني، الباحث الإيطالي الذي لقي مصرعه الشهر الماضي.

وأضافت «ديلا سيرا» في تقريرها، أن السلطات الإيطالية تلقت تقريرًا سريًا من أيام مكون من 91 صفحة من الحكومة المصرية، ويضم أهم ما جاء في نص التحقيقات على مدى الشهر الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن «المدعي العام الإيطالي جوزيبي بيناتوني، فحص التحقيقات بكل دقة، واكتشف أنها لا تحوي جميع المعلومات الخاصة بمقتل الشاب»، بحسب ادعاء الصحيفة.

وتابعت: «إن القاهرة لم تعط النتائج كاملة، والتقرير يحتوي على جزء فقط من سجلات الهاتف، وشهادات المقربين، وتحركات ريجيني، لكنه لم يوضح من هو الجاني الحقيقي الذي قام بالأمر».

ونشرت الصحيفة جزءا من المعلومات، التي حصلت عليها إيطاليا، ومنها آخر ظهور لشبكة الهاتف كانت في الساعة السابعة و51 دقيقة مساء يوم 25 يناير، مطالبة الحكومة المصرية بإمداد السلطات الإيطالية بالمكالمات الهاتفية حتى تتمكن من التوصل لحقيقة الأمر.

وأكدت الصحيفة الإيطالية أن «مصر ما زالت محتفظة بمكالمات جوليو وملابسه والأحراز حتى الآن، دون أن تحصل السلطات الإيطالية عليها».

ونشرت الصحيفة الوعود التي قدمها عمرو حلمي، سفير مصر في روما، إلى المدعي العام الإيطالي بأنه سيحصل على كافة المعلومات الخاصة بالقضية عند زيارته لمصر، مؤكدًا أن «مصر لن تخفي الحقيقة عن السلطات الإيطالية».
الجريدة الرسمية