رئيس التحرير
عصام كامل

مؤسسة عمرو موسى.. والنخبة الفاشلة!!


ماذا عن مبادرة حمدين المشبوهة؟ وماذا عن مؤسسة عمرو موسى لحماية الدستور.. ألم تكن حماية الفقراء والتحديات التي تواجهها مصر أولى بالاهتمام؟ وما يفيد إنشاء مؤسسة لحماية الدستور في هذا التوقيت.. ألم تكن حماية الفقراء أولى بالاهتمام؟!


أليس الدستور من يحمي الوطن.. ثم هناك برلمان منتخب من الشعب منوط به ترجمة الدستور إلى قوانين وتشريعات تنقل الوطن إلى الأفضل. وماذا عن مبادرة سعد الدين إبراهيم المزعومة للمصالحة مع الإخوان ؟!

النخبة يبدو أنها لم تقرأ التاريخ جيدًا، ولم تستوعب دروسه ناصعة البيان.. فهل وجدنا في تاريخ الشعب جماعة تناهض بلدها العداء لكسر إرادة شعبها بالعنف والإرهاب رضى الشعب بعودتها لصفوفه لتمارس المواطنة بعد محاولاتها المستميتة في إفشال الدولة وتركيعها، والتماهي مع أعداء مصر في لحظة التقت فيها مصالح الفرقاء للنيل من أرض الكنانة.. فهل يمكن للشعب الذي خرجت ملايينه للمطالبة بإسقاط مشروع الإخوان القبول بعودتهم للمشهد تحت غطاء المصالحة، وهل تتم المصالحة إلا بعد القصاص وإعادة الحق لأهله.. وهل تتم المصالحة إلا بعد القصاص وتضميد جراح الضحايا، وقبل هذا وذاك الاعتراف بالذنب وطلب الصفح من الشعب والتكفير عن هذا الذنب الذي ذاقت مصر بسببه الانفلات والترويع والإرهاب.

وإذا كان مفهومًا أهداف البعض من النخبة طرح مبادرات مشبوهة نعرف جيدًا أغراض أصحابها.. وترويج دعوات المصالحة مع الإخوان بين الحين والآخر.. لكن ما ليس مفهومًا ولا مقبولًا أن ترتعش يد الحكومة في التصدي لجرائم الإخوان الهادفة إلى تخريب الدولة وإشاعة الفوضى في ربوعها، والسعي لإفشالها.. أليس ما يفعله الإخوان في الداخل والخارج خطرًا حقيقيًا يتحتم وقفه فورًا.. فكيف نتفرغ للبناء وبيننا من يصر على عودتنا للوراء وإلهاء الشعب في مبادرات مكشوفة.. وبيننا من يصر على الهدم والدمار واغتيال الأبرياء واستهداف رموز الدولة وضباطها وجنودها، وتفجير منشآتها.. وكيف ننسى ما فعلته "حماس"، الذراع العسكرية للإخوان، منذ تهريب سجناء الجماعة من سجن وادي النطرون وإشاعة الفوضى واستهداف الشرطة وحرق أقسامها مرورًا بجرائم قتل الجنود في سيناء وإغراق مصر في شرور الأنفاق والتهريب واغتيال النائب العام ومحاولات اغتيال وزير الداخلية السابق وشخصيات مهمة نجت من الاغتيال بأعجوبة.. وهي الجرائم التي رصدتها الداخلية، وتورطت فيها حماس تمويلًا وتخطيطًا وتدريبًا وتنفيذًا.. وهل يمكن للدولة أن تتصالح مع ذئب يمتطي ظهرها ويتحين الفرصة ليغرس مخالبه في جسدها..؟

إن أسوأ ما وصلنا إليه اليوم هو خروج بعض أبناء جلدتنا عن إجماع شعبنا تارة بالعنف والتخريب وتارة بدعوات مريبة للمصالحة، وتارة ثالثة باجتماعات نشر الفوضى التي يعقدها التنظيم الدولي للإخوان في الخارج لهز استقرار مصر وخنقها اقتصاديًا.. فهل يعتقد هؤلاء أن مثل هذه الجرائم قد تعيد إليهم ما أضاعوه خلال حكمهم مصر.. وهل تعيد إليهم ثقة الشعب ودعمه أم أنها تحرق الأرض من تحت أرجلهم.. وهل تخريب الأوطان من الجهاد والإسلام في شيء.. وهل يمكن لأحد أن يحكم في ملك الله دون مراد الله ؟!
Alyhashem51253@gmail.com
الجريدة الرسمية