رئيس التحرير
عصام كامل

حزب الله.. شرف هذه الأمة


حينما يقرر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن المقاومة ولدت لتبقى، وأن المقاومة هي شرف هذه الأمة، فلابـد أن يأخذ هذا الكلام على محمل الجد؛ لأنه الزعيم الذي لم تصدر عنه كلمة إلا وكان لها معنى ومغزى، وحينما يقرر نفس الزعيم أن حكام بعض الدول العربية هم الوجه الآخر للاستعمار والرجعية الصهيونية ولابد من اجتثاثهم، فهذا أيضًا كلام له معنى ومغزى؛ لأنه نابع من خلاصة تجربة الرجل الذي عاش ومات وهو يحلم بتحقيق الوحدة لهذه الأمة.


إن كلمات جمال عبدالناصر الذي رحل عن عالمنا منذ أربعة عقود ونيف من الزمان ما زالت صالحة للتطبيق حتى اليوم، فالمقاومة فعلا ولدت لتبقى، فمازالت المقاومة تشكل الهاجس الأكبر للاستعمار والرجعية الصهيونية، وإذا كان حزب الله هو الذي يقود المقاومة في اللحظة الراهنة، فيمكننا أن نقول وبحق إنه شرف هذه الأمة.

وفى الوقت الذي يشهر فيه حزب الله سلاحه في وجه العدو الصهيوني، ويسعى بمقاومته للقضاء على المخططات التآمرية التي تستهدف تقسيم وتفتيت الأمة العربية، نجد أن بعض الحكام العرب كما هم تاريخيًا يتآمرون على الأمة العربية وينفذون الأجندة الأمريكية الصهيونية لتقسيم وتفتيت الوطن العربي ويدعمون الجماعات التكفيرية الإرهابية إحدى أهم أدوات المشروع الصهيوأمريكى لإشعال الفتن والنزاعات والحروب الداخلية.

لقد تم استبدال الصراع العربي–الصهيونى بصراع عربي– عربي، وبدلا من مواجهة الكيان الصهيوني بالمال والسلاح الخليجى أصبحت المواجهة عربية–عربية وأصبح المال والسلاح العربى يوظف لمواجهة سنية– شيعية وهمية، ومن هنا تتجسد مقولة الزعيم جمال عبد الناصر التي تؤكد أن بعض الحكام العرب هم الوجه الآخر للاستعمار والرجعية الصهيونية ولذلك وجب اجتثاثهم.

وفى الوقت الذي انصرف فيه العالم العربي وانكفأ على نفسه لمواجهة الإرهاب الداخلى والمؤامرة التي تحاك ضده فتركت الساحة للعدو الصهيونى يعربد فيها كما يشاء ويقوم ببناء المستوطنات على الأرض العربية في فلسطين ويهود القدس ويطمس كل معالمه ويذبح ويبيد شعبنا العربي الفلسطينى بدماء باردة دون أن يتحرك ساكن للحكام العرب المنشغلين بالحروب الداخلية العربية والتي تدعم فيها الإرهابيين في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس والسودان والصومال بهدف تقسيم وتفتيت هذه المجتمعات.

وفى هذه الأثناء يعلن حزب الله معاداته الكيان الصهيونى واستعداده للرد عليه في أي وقت وفى أي مكان وبالفعل كلما تمت عملية من الكيان الصهيونى ضد حزب الله وكوادره سواء في الداخل اللبنانى أو خارجه جاء الرد سريعا وحاسما في العمق الإسرائيلى مكبدا الكيان خسائر فادحة في المعدات العسكرية وأرواح جنوده وضباطه، ولم يكتف الحزب بذلك فقط بل قرر أن ينضم لمعركة الشرف والكرامة التي تخوضها سوريا العربية دفاعا عن المشروع القومى العربي المقاوم ونجاحه الكبير بجوار الجيش العربي السورى في تجفيف منابع الإرهاب الداعشي-الصهيونى على الأرض السورية، وهو ما جعل الكيان الصهيونى يبحث عن وسيلة لمواجهة حزب الله بعيدًا عن المواجهة المباشرة.

وخلال الأيام القليلة الماضية بدأ الكيان الصهيونى يحرك أدواته العربية الرجعية المتصهينة لمواجهة حزب الله، فقام الحكام العرب بإعطاء تعليماتهم لوزراء داخليتهم المجتمعين في تونس لاستصدار قرار بإدانة حزب الله واعتباره إرهابيا ورفضت الجزائر القرار، وفى الوقت الذي ثارت فيه الشعوب العربية على هذا القرار وأدانوا متخذيه، قرر هؤلاء الحكام إرسال وزراء خارجيتهم للجامعة العربية ليصدروا قرارا جديدا يعتبر حزب الله إرهابيًا ورفضت العراق ولبنان القرار، وثارت الشعوب العربية من جديد ضد القرار وأكدوا أنهم مع حزب الله وضد الكيان الصهيونى فلا يحق لمن يدعم الإرهاب داخل أمتنا العربية أن يصف المقاومة بالإرهاب..

وعلى الشعوب العربية أن تردد بأعلى صوتها كلمات القائد الخالد جمال عبد الناصر أن المقاومة ولدت لتبقى، وأن بعض الحكام العرب هم الوجه الآخر للاستعمار والرجعية الصهيونية ولابد من اجتثاثهم، لذلك نعتبر حزب الله هو شرف هذه الأمة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية