السفسطة الإعلامية
أصبح المستشار الزند حديث كل القنوات الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعى وكأن هناك من يتابعه لا لكى يتعرف على أفكاره ولكن لكى يتصيد له ويُقيم الدنيا ولا يُقعدها عليه فعندما أعطى الرجل مثلا وقال "لو أخطأ النبى لحكمت عليه بالسجن هنا هلل الجميع وقالوا "صبأ الرجل وكفر وترك الملة" وسن الجميع سيوفه يريدون عزله ومحاكمته بل ينادى البعض بإعدامه وكأننا في عالم اليوتوبيا الناس فيها يحبون الخير ولا يتفوهون لاسمح الله بما يشين المسلمين والإسلام، في حين أنه يوميًا أسمع على قنوات الإخوان شتائم وبذاءات وتشبيهات قذرة فهل هذه من سمات الإسلام والمسلمين؟
وفيما ذكره المستشار الزند فقد استغفر الرجل عقب التشبيه مباشرة فهل لم يقل الرسول في حديث له لو سرقت فاطمة لقطعت يدها فهل في هذا التشبيه إهانة للسيدة فاطمة رضى الله عنها وأرضاها فهل هناك احتمال يحمله حديث رسول الله في أنه يمكن أن تكون فاطمة سارقة أم أنه تشبيه يحمل في طياته استحالة الحدوث..
فكلنا نقول مثل هذا في كل أحاديثنا اليومية عندما يقول بعضنا لو خرج أبى من القبر وطلب منى فعل هذا ما فعلته وعندما نقول لو انطبقت السماء على الأرض ما رضيت بهذا..
إن ما يحدث هذا لهو سفسطة إن دلت على شىء فإنما تدل على فراغ كبير يعانى منه الإعلاميون ويصدرون هذا الفراغ إلى الشعب فيصبح حديث المدينة وللإعلاميين عذرهم في ذلك فمعظمهم له برامج يومية مفتوحة المدة فمن أين سيأتون بالمواضيع التي تثير العامة من الشعب وتزيد نسب المشاهدة فتزيد الإعلانات والتي هي سبب كل الكوارث الإعلامية ونحن الشعب من يدفع الثمن.
لقد سمعت إعلاميا كبيرا في قناة مشفرة يسب الدين للرئيس مبارك لأنه منعه إبان حكمه من الظهور على الشاشة وبكى وهو يسب الدين وقال أمى الله يرحمها كان نفسها تشفنى على التليفزيون.. يا لها من مسخرة ولم أر هذا الكم من التهكم عليه ولا اتهمه أحدًا بأنه خرج من الملة وكفره، والأمثلة كثيرة ممَن يطلقون عليهم الصفوة الإعلامية..
ولكنه الاصطياد في الماء العكر وانتهاز الفرص الخبيثة لتشويه سمعة الرجل الذي ربما اختلفت معه في أسلوبه الصادم أحيانًا وبعض أفكاره ولكنى أحترمه في احترامه القانون ومبادئه وكذلك لا أشك لحظة في تدين الرجل القوى والذي صرح يومًا أمام الكاميرات وهو يؤدى فريضة الحج بأن الشريعة الإسلامية لابد أن تطبق في القانون وهذا ربما كان اختلافى مع الرجل ربما لعدم خبرتى بالقانون وربما لعدم درايتى كيف ستطبق هذه الشريعة هل ستطبق كما تطبقها "داعش" أم لها صور أخرى لا أعرفها ؟
ولكنه رجل قوى محترم لا يخجل من أفكاره يحترم نفسه ومحب للوطن.
فمتى نبتعد عن الصغائر ونشغل فكرنا بما يفيد الوطن وبالأفكار العظيمة وندع الخلق للخالق فكلنا خطاء وخير الخطائين هم التوابون وقد استغفر الرجل.. فهل نصبنا أنفسنا آلهة وخصوصًا في الأشياء التي بين العبد وربه فليرحمنا الله ويتوب علينا ويتجاوز عن صغائر أعمالنا وذلات الألسُن.. فلك الله يا مصر حماك الله ورعاك.
