حماس والإرهاب
مصر كانت ولا تزال منذ عام 1948 الداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية، وخاضت في سبيلها خمس حروب واستشهد الآلاف من أبنائها دفاعًا عن التراب الفلسطيني.. كما خاضت مصر معارك سياسية ودبلوماسية هائلة من أجل تحقيق حلم الفلسطينيين في إقامة دولة لهم ذات حدود معترف بها دوليًا تكون عاصمتها القدس.
وتسعى مصر دائما إلى حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية المختلفة بحياد تام دون انحياز لهذا الطرف أو ذاك، من أجل وحدة الصف الفلسطيني وتحقيق الأمل المنشود.
وقد تحمَّل المصريون -شعبًا وقيادة-على مدى نحو سبعة عقود، الكثير من بعض الأشقاء الفلسطينيين من التطاول والسباب والشتائم والممارسات العدائية، ولا يزال المصريون يغفرون لهم هذه الأقوال والممارسات. ولكن عندما يتعرض الأمن القومي المصري للخطر ويتعرض المواطنون للإرهاب على أيدي أولئك الأشقاء، فهنا يجب أن تكون لنا وقفة حاسمة وحازمة وقوية.
إن إعلان وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار يوم الأحد الماضي مشاركة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تنفيذ مخطط اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، يؤكد مواصلة هذه الحركة إرهابها ضد مصر وقتل أبنائها وتدمير وتخريب ممتلكاتها.
ولم تكن مشاركة حماس في اغتيال النائب العام هي الأولى من نوعها. فقد اقتحم الآلاف من الأشقاء الفلسطينيين في غزة بتخطيط ودعم من قياداتها في يناير 2008 الحدود المصرية وهدموا أسوارها بالجرافات والمعاول، وعاثوا فيها فسادًا وتخريبًا، ومع ذلك تمسكت القيادة المصرية بالصبر والهدوء والحكمة وعالجت الأمور بروية تقديرًا لمعاناة الشعب الفلسطيني وقتذاك.
وفي ديسمبر عام 2009 حشد الحمساويون المظاهرات في غزة للمطالبة بالإبقاء على الأنفاق السرية التي تربط بين مصر وقطاع غزة لتهريب السلاح والذخيرة والبشر والماشية والمخدرات، والتي كان يقدر عددها في ذلك الوقت بـ 1200 نفق.
وفي أغسطس 2010 تسلل بعض أفراد حركة حماس إلى سيناء وقاموا بإطلاق الصواريخ على العقبة الأردنية وإيلات الإسرائيلية من أجل زعزعة الاستقرار المصري وأمن البلاد والتأثير على الاقتصاد.
وفي يناير 2011 -إبان الثورة- اقتحم مئات الفلسطينيين الحدود المصرية وقاموا باقتحام سجن وادي النطرون وتهريب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والمشاركة في قتل المتظاهرين في ميدان التحرير.
ومن غرائب الأمور والتصريحات المستفزة ما يصدر عن قيادات حماس التي تزعم الحفاظ على الأمن القومي المصري، وأن الاتصالات مستمرة مع السلطات المصرية لاستكمال التقارب الذي طرأ مؤخرًا على العلاقات الثنائية بينهما!
إن نفى حركة حماس تورطها في قتل النائب العام لا يعنى أنها بريئة من دمه أو من دماء عشرات الضباط والجنود المصريين الذين استشهدوا في سيناء، ولا من دماء المواطنين الأبرياء في ربوع مصر.
إن حماس هي ذراع عسكرية للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهي تدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وتقدم لعناصر الجماعة كافة التسهيلات والدعم اللوجيستي لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، وتستضيف مقاتلي التنظيمات المسلحة لتدريبهم داخل غزة.
وأخيرا.. إن صبر المصريين قد نفد إزاء هذه الحركة، وقد لزم الأمر وحان الوقت لتتخذ مصر -شعبًا وقيادة- الرد المناسب والحاسم إزاءها، حماية لمصر، البلاد والعباد.