رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قلعة صلاح الدين بسيناء.. خط دفاع الأيوبيين الحصين

فيتو

تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبي بجزيرة فرعون من أقيم المعالم التاريخية والثقافية والسياحية والإسلامية المهمة، حيث تشرف على حدود أربع دول أنشأها صلاح الدين الأيوبي لصد غارات الصليبيين، وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء.


كما كان لها دور عظيم في حماية سيناء من الغزو الصليبي، فحين حاصرها الأمير الصليبي إرناط صاحب حصن الكرنك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر في وجه المسلمين، واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندي بالاستيلاء على آيلة شمالا (العقبة حاليا) وعدن جنوبا، أرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة، عبر الحمام الزاجل، من خلال برج للحمام الزاجل بالقلعة، وتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولا قويا في البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر، فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز.

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء والوجه البحري، إن القلعة تحوي منشآت دفاعية من أسوار وأبراج، وفرنا لتصنيع الأسلحة، وقاعة اجتماعات حربية، وعناصر إعاشة من غرف الجنود، وفرنا للخبز، ومخازن غلال، وحمام بخار، وخزانات مياه، ومسجدا أنشأه الأمير حسام الدين بأجل بن حمدان، وبنيت القلعة من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من التل التي بنيت عليه القلعة، واستخدم مونة من القصر وطميا مكونا من الطفلة الناتجة عن السيول، أي كان بناؤها تفاعلا بين الإنسان والبيئة.

وأضاف «ريحان» أن صلاح الدين حرص على اختيار موقع إستراتيجي في جزيرة فرعون وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه، وتقع القلعة فوق تلين كبيرين شمالي وجنوبي، وبينهما سهل أوسط، كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع في حالة حصار الآخر، ويحيط بهما سور خارجي كخط دفاع أول للقلعة، كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر، فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة، وكان خير اختيار للماضي والحاضر والمستقبل.

أما بالنسبة للعناصر الدفاعية بالقلعة،فتتمثل في سور خارجي كخط دفاع أول يخترقه 9 أبراج دفاعية، ثم تحصين شمالي يخترقه 14 برجا من بينهما برج للحمام الزاجل، وتحصين جنوبي صغير، ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثاني، ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوي الساقين في المواجهة وقائم الزوايا في الجوانب، لإتاحة المراقبة من كل الجهات، وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضهما من طابقين، والبعض من ثلاثة مزاغل، والأخرى خمسة أو ستة مزاغل، واستخدمت في أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل.
الجريدة الرسمية
عاجل