رئيس التحرير
عصام كامل

«سيدي القاضي».. لست مُنزلًا لتحبس نبيًا


المستشار أحمد الزند وزير العدل، المعروف دائمًا وأبدًا بالتصريحات المثيرة للجدل، ودائمًا ما يعلن أن أبناء مهنته من القضاة والمستشارين، هم من ذوى الطبقات العليا، ومن دونهم من البشر فهم في أقل منزلة، لم يسلم أحد من هذه التصريحات، لا في القطاعات العامة أو الخاصة، فهو صاحب المقولة الأشهر التي وصفها الكثير بالعنصرية وهي «نحن هنا على أرض هذا الوطن أسياد، وغيرنا هم العبيد»، مُهددًا: «اللي هيحرق صورة قاضي هيتحرق قلبه وذاكرته وخياله من على أرض مصر»، وتلاه بالتصريح الأشرس «كل ما يمثل عدوان على الثوابت القضائية، الهيبة، والوقار، والاحترام، لن ندعه يمر بسهولة».


وعرف سيادة وزير العدل دومًا باستخدام التصريحات على الطرق القرآنية، ليثبت بها وجهة نظره، وأن القضاة على أرض مصر هم شعب الله المختار، ففي أكثر من تصريح، وردًا على الدعوات التي خرجت من قبل للمطالبة بـ«تطهير الإعلام»، قائلًا، «ألا إنهم هم الفاسدون.. هم من يريدون أن يتطهروا»، هكذا وصف رئيس نادي القضاة ما يسمى بدعوات «تطهير القضاء»، في عهد الرئيس المعزول مرسي.

وبدءا بالمتظاهرين ضده مرورًا بطلبة كليات الحقوق، موجهًا هجومًا وشن هجومًا حادًا على أوائل خريجي كليات الحقوق، الذين تظاهروا أمام دار القضاء العالي في سبتمبر الماضي؛ للمطالبة بحقهم في التعيين بالنيابة العامة، مدافعًا عن حصول أبناء القضاة «الأقل منهم في المجموع» على أماكنهم، واصفًا المتظاهرين بـ«الغوغاء» -بحسب ما نشرته الصحف آنذاك-.

ووصف كل من يهاجم أبناء القضاة بأنهم «حاقدون وكارهون»، مؤكدًا أنه «سيظل تعيين أبناء القضاة سنة بسنة، ولن تكون هناك قوة في مصر، تستطيع أن توقف هذا الزحف المقدس إلى قضائها».

وبعد أن مر الوقت بينه وبين الطلبة اتسعت دائرة هجومه لتصل إلى زملاء المهنة، فكانت الأزمة بينه وبين القاضي السحيمي الذي رد عليه باستقالة، تتضمن في بلاغتها ما أثار التعاطف معه ضد «وزير العدل»، دون أن يفهم الكثير منها من بلاغتها.

وجاء بالأمس القريب لتصل دائرته ليشن هجومه على الصحفيين، متوعدًا بالحبس، _طالمًا كان الصحفي مخطئًا_، فعذرًا سيدي القاضي لا أجد دافعًا للتطاول، الذي أعلنت رايته ولم يسلم أي من أبناء شعبك منه، ولكن بعد أن تطاول في حديثه على بعض الصحفيين والكثير من الشعب المصري، وصل بك التطاول بالتطرق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأكدت أن الدستور يمنع حبس الصحفيين، وأنك تتغاضى عن الكثير من المشكلات مع الصحفيين، ولكن حينما وصل الأمر إلى أهل بيته قرر أن يعاقب الجميع، ويقوم بحبس كل من يتعرض له حتى ولو كان النبي.

فحينما سئل عن حبس الصحفيين، قال «أمال السجون اتعملت ليه؟ إن شاء الله يكون النبى صلى الله عليه وسلم.. استغفر الله العظيم يارب.. المخطئ أيا كان صفته يتحبس» قائلًا نصًا، «هحبس أي حد ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم»، _قلبك عامر بالإيمان!_، ولكن يبدو أن الهالة التي أكسبها معالي وزير العدل لنفسه أنسته أنه ليس منزلًا ليحبس نبيًا، «فعذرًا سيدي القاضي ما أنت بالحكم الذي أنزله الله لمحاسبة الأنبياء».
الجريدة الرسمية