رئيس التحرير
عصام كامل

كتاب إسرائيلي جديد يكشف أسرار حرب لبنان وخطة اغتيال «عماد مغنية»

عماد مغنية
عماد مغنية

سلط كتاب صدر حديثا في إسرائيل الضوء على قرارات اتخذها رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، إيهود باراك، في العام 2000، وتحديدا في شهر مايو، عقب الانسحاب من جنوب لبنان.


وبحسب كتاب "ضباب الصباح – القصة الحقيقية لانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان"، من تأليف الضابط السابق عاموس غلبواع، و"ضباب الصباح" هو الاسم الذي أعطاه الجيش لعملية الانسحاب، فإنه خلال شهر مايو عام 2000 وصلت إلى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) معلومات وصور تدل على أن قياديين في حزب الله ينفذون جولات ودوريات في جنوب لبنان من أجل الاطلاع على استعدادات الجيش الإسرائيلي للانسحاب.

وأضاف غلبواع في كتابه أن تقديرات حزب الله كانت أن الانسحاب سيجري في شهر يوليو، وأن دوريات حزب الله كانت غايتها بلورة خطة عمل لتشويش الانسحاب وضرب القوات الإسرائيلية.

وقد تمكنت "أمان" والموساد من جمع معلومات دقيقة حول نوايا الحزب، التي شملت إطلاق صواريخ وتفجير ألغام وسيارات مفخخة وإرسال انتحاريين.

وعقد رئيس "أمان" في حينه، عاموس مالكا، اجتماعا حضره عدد قليل من الضباط، في يوم 21 مايو، وكان أحد المشاركين فيه رئيس "جبهة الإرهاب" في قسم الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات، الملقب باسم "موفاز الصغير"، وهو شلومو موفاز شقيق رئيس أركان الجيش وقتها، شاؤول موفاز، ويقتبس غلبواع في كتابه عن "مالكا" قوله إن "موفاز استعرض معلومات بموجبها أن قياديين في حزب الله يوشكون على النزول إلى جنوب لبنان، الأمر مؤكد، وتم إجراء استعدادات عملانية واستخبارية لتصفيتهم أو على الأقل تصفية الأرفع بينهم، وسنطرح ذلك على رئيس مسبقة بين الجهات المختلفة لدينا.

وهذه فرصة لا تتكرر من أجل أركان الجيش، لكن شلومو فكر عميقا واقترح نقل المسئولية عن القرار من شقيقه رئيس أركان الجيش إلى رئيس الحكومة السابق، وكتب أن على رأسهم القيادي العسكري لحزب الله، عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل في دمشق في العام 2008، ونائبه طلال حمية ومصطفى بدر الدين. وفي طريقهما من القدس إلى المنطقة الشمالية، في اليوم التالي، اطلع باراك من سكرتيره العسكري، غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اليوم، على خطة اغتيال المسؤولين في حزب الله.

واستعرض مالكا خطة الاغتيالات أمام باراك، "وكان واضحا لجميع الحاضرين أن فكر باراك مشغول"، فقد كان منشغلا بتنفيذ الانسحاب من جنوب لبنان، وفجأة أوقف باراك مالكا عن الكلام، وقال: استمروا في الحرب الاستخبارية وراء هدف التصفية.

وكان واضح للحاضرين أن معنى ذلك هو أن باراك لم يصادق على اغتيال مغنية. ويرجح أن باراك رفض المصادقة على خطة اغتيال مغنية في مايو العام 2000 لأنه تخوف من عواقب عملية كهذه وتأثيرها على خطة الانسحاب، التي تعهد بها لناخبيه أثناء انتخابات العام 1999، بإعادة الجيش الإسرائيلي بعد 18 عاما في الوحل اللبناني.

وبعد يومين من هذا الاجتماع، في 24 مايو العام 2000، أصدر باراك تعليمات لقائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ببدء الانسحاب من جنوب لبنان.
الجريدة الرسمية