رئيس التحرير
عصام كامل

خدمة التاكسى


ظهرت مشكلة التاكسى في القاهرة بعد دخول منافس قوى يقدم الخدمة بمستوى متميز وهذا يعنى أن المستهلك دائما سيد قراره ويقوم باختيار البديل الملائم له فهو يستحق الأفضل وعليه فإن انحدار خدمة التاكسى وشعور بعض السائقين أنه امتلك الزبون بمجرد إغلاق باب السيارة إلى أن يدفع الأجرة هو ما أفسد العلاقة بين الراكب والسائق حيث أصبح ركوب تاكسى هو بمثابة تهديد قبل أن يكون تقديم خدمة.


الراكب يحمل الهموم والسائق أيضا وحتى إن تم الاتفاق على الأجرة من قبل، إلا أن الصفة الغالبة للبعض هو محاولة تحصيل أكبر منفعة من الراكب لأنهم لن يتقابلا ثانية وإنما هو لقاء واحد فيستغل كل منهما كل وسائل الدفاع والهجوم إلى أن تصل المعاملة إلى ذكرى غير حميدة.

في واقعة حدثت لأحد الأجانب استقل فيها تاكسى من المطار إلى مدينة العاشر من رمضان مع أحد الخبراء الأجانب الذي وصل مصر لإتمام الصيانة لمعدات مصنعة اتفقا على دفع مبلغ 200 جنيه وبمجرد ركوب الخبير الأجنبي مع صاحب المصنع وبدأ السائق في الحديث والحكايات في شتى الموضوعات السياسية في مصر مع أن عليه أن يراعى بلاده ولا يتحدث عنها أصلا هذا ما قاله صاحب المصنع الذي قال إنه أحرج من أن يقول له كفى أو أصمت قليلا.

عند الوصول إلى المدينة لم يرض أن يصل بهم إلى المصنع وإنما أراد أن يتركهم على الطريق الصحراوى وعندما رفضوا ذلك خوفا من الطريق أصر على أن يحصل منهم 80 جنيها للوصول إلى المنطقة الصناعية متعللا أنه اتفق عل الوصول إلى حدود مدينة العاشر وليس إلى مكان الوصول.

تفاوض معه الراكب ووصل إلى 50 جنيها وبدأ السائق في الحديث بطريقة غير لائقة وإذ بالخبير يسأل لماذا يشعر بالضيق ألم تنفذ معه الاتفاق.

قال صاحب المصنع وفيته حقه ولكنه يريد أكثر.. قال له أعطه ما يريد لأننا غرباء وهم يعاملون الغرباء بهذه الطريقة.

نستفيد من هذه الواقعة أن الخبير لم يرَ من المصريين سوى هذا السائق ولقد حكم على كل السائقين أنهم كذلك ليس هذا فقط وإنما حكم على كل الشعب أنه كذلك وللأسف كان كل هذا من فرد واحد ترك ذكرى سيئة لدى الأجانب فما بالك بالمصريين.

لهذا فإن وقوف الناس مع التاكسى المنافس لم يحدث من فراغ وإنما من ذكريات أليمة من البعض الذين أساؤوا لكل السائقين المحترمين.
الجريدة الرسمية