رئيس التحرير
عصام كامل

خالد الحجر مخرج الإثارة الجنسية

المخرج خالد الحجر
المخرج خالد الحجر

بعد شد وجذب مع الرقابة على المصنفات الفنية وافقت على عرض فيلم المخرج (خالد الحجر) والذي يحمل عنوان (حرام الجسد) بعد طلب حذف لقطة من سيناريو العمل قبل تنفيذه، إضافة إلى الخلافات التي حدثت بين جهة الإنتاج وبين الممثلة (حورية فرغلى) التي أدت في النهاية إلى انسحابها واعتذارها عن استكماله، وحلت بعدها الفنانة ناهد السباعى.


وفيلم "حرام الجسد" تدور أحداثه حول الزوجين "حسن" و"فاطمة" اللذين يعملان لدى ثرى يدعى "مراد"، وفى فترة الانفلات الأمني واقتحام السجون يخرج "على" شقيق "حسن" من السجن ويذهب إلى منزل شقيقه للاختباء لديه، ولكن "مراد" يكتشف علاقة الحب القديمة بين "على" وزوجة أخيه "فاطمة"، وتحدث الكثير من المشكلات، بسبب هذه العلاقة، ووسط خوف "فاطمة" و"على" من انكشاف أمرهما أمام الزوج "حسن" يقرران التخلص منه وبالفعل يقومان بقتله ودفنه، ومن ناحيته يقوم مراد بتزويج "على" من "فاطمة" ولكنه يستغل أسرارهما للضغط عليهما طوال الوقت لينفذا طلباته رغما عن إرادتهما.

هكذا يبدو ملخص الفيلم المتاح على المواقع والصحف وهو لايكفي لكشف مكنون طبيعة العلاقات المحرمة وأسلوب تصويرها، حتى تريلر الفيلم الإعلاني فإنه يشي ببعض المشاهد الساخنة لكننا لانراها مكتملة وهو مايمكن أن يظهر مع عرض الفيلم خلال الأيام القادمة، ربما ليؤكد طبيعة أسلوب المخرج الذي يعتمد على الإثارة والفرقعات في أعماله أكثر من اهتمامه بعمق القضايا التي يقول أنه يطرحها، بما يتجاوز فكرة الجرأة إلى الدخول إلى تابوهات ومنعطفات للترويج لاأكثر.

فقد بدأ المخرج منذ أفلامه الأولى بالدعوة للتطبيع مع إسرائيل بفيلم مزج التسجيلي بالروائي بعنوان (حاجز بيننا) حيث ظهر البطل العربي وهو يرتدي (غطاء الرأس اليهودي) ويذهب مع حبيبته الإسرائيلية في طقس أشبه بالتعميد المسيحي، وأحدث الفيلم صدمة كبيرة بل وتسبب في إغلاق مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية عدة سنوات بعد إقصاء مدير المهرجان الذي سمح بعرضه وهو الناقد سمير فريد، ولكن يبدو أن هذه الفضيحة لم تكن كافية، فقد جاء الحجر بعدها بسنوات لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفيلم "غرفة للإيجار" وهو أقرب لسيرة ذاتية عن رحلة المخرج في إنجلترا وعلاقته بالعجائز والشواذ بهدف تخليص مصالحه والحصول على الإقامة هناك.

واختفي المخرج مرة أخرى لسنوات، وتردد أنه يجهز لفيلم بعنوان "الجنس والسعادة" المأخوذ عن رواية بنفس العنوان حول عائلة إنجليزية لهما بنت تعمل بمكتب اللاجئين وتتعرف على شاب عراقي الجنسية وتنشأ بينهما قصة حب يرفضها الأهل، وأن الفيلم يستعرض المأساة العراقية وآثار الحرب على الشعب العراقي من خلال محاولات الفتاة إقناع أسرتها وبالتالي المجتمع البريطاني والغربي بحبيبها العراقي الذي ظلمته الظروف والمجتمع الدولي وأيضا إقناع الشاب العراقي بحبيبته التي تسببت حكومتها في معاناة شعبه، لكن الفيلم لم يقدر له أن يظهر للنور لأسباب غامضة.

ثم عاد الحجر ليقدم فيلميه "قبلات مسروقة" و"الشوق" واللذان يمكن اعتبارهما تمهيدا لاكتمال ثلاثيته (بالجنس المحرم) عن الجنس والإنفلات الاجتماعي والعواطف الجياشة دون أي رقابة من ضمير أو دين أو أخلاق في مجتمع يعج بكل أنواع الإنفلات، تحت ستار الجرأة التي يراها المخرج بأنها تقديم لمعالجة درامية تثير التساؤلات والوجع، وتجعلنا نتساءل حول الكثير من القضايا الحياتية، لكن الغريب أن كل هذه الأفلام لم تكن تعبر عن فصاحة التصريحات للمخرج، بل ولم تحصل على شهادات نقدية أو مهرجانية تؤكد أنها جادة وصالحة للاستخدام الفني الراقي بقدر صلاحيتها للاستهلاك التجاري وهو ماجعل المخرج من أكثر المثيرين جدلا في استخدام الاثارة لترويج أعماله بما ينافس مخرجة ضالعة في هذا المضمار هي إيناس الدغيدي
الجريدة الرسمية