رئيس التحرير
عصام كامل

استثمار The Voice Kids


نجح الطفل أحمد السيسي في أن يصبح "ظاهرة"، وتمكن من خطف القلوب بالكاريزما وبالأداء الصادق الجميل، وليس أدل على ذلك من أن إطلالته الأولى في مرحلة "الصوت وبس" في برنامج The Voice Kids حققت حتى الآن 24 مليون مشاهدة على "يوتيوب". واستحوذ السيسي ابن السنوات السبع على الاهتمام في الشارع العربي بعد تصريحه المثير للجدل عن أنه "أقصى من البرنامج وكذلك سهيلة صاحبة الصوت القوى جدا وجميع المصريين وحتى جويرية التي بلغت النهائي لن تفوز لأن اللقب يجب أن يكون لبنانيا"..


ولم تمض سوى أيام قليلة بعد تصريحه، حتى توجت اللبنانية لين الحايك بلقب البرنامج وصدق توقع السيسي الصغير!!

ربما يكون السيسي قد سمع هذا الكلام خلال مشاركته في البرنامج خصوصا أننا نعلم أن جميع هذه البرامج يسيطر عليها الكادر اللبناني لأنه لامع وبارع في هكذا برامج ولا ينافسه أحد في الدول العربية الأخرى في هذا المضمار، لكن إذا نظرنا للبرنامج بتجرد وتمعن نجد كثيرا من الأصوات الموهوبة تعرضت لظلم بين، أولها سهيلة بهجت التي أشار إليها السيسي.

لكن أتصور أن البرنامج تعمد التضحية بموهبتها الفذة لأن سهيلة تجاوزت مرحلة الطفولة وبدت مكتملة الأنوثة، ولو فازت سيفقد البرنامج مصداقيته لأنه مخصص للأطفال، وأجدر بها أن تشارك في نسخة البرنامج المخصصة للكبار، وحينها سيكون لها شأن آخر وستنافس على اللقب.

نعود إلى ختام البرنامج الذي تنافس خلاله ست مواهب رائعة، تعرض بعضها للظلم حسب طبيعة برامج الهواة التي تقضي بإقصاء المواهب الأقل حظا في تصويت الجمهور، وممن ظلموا العراقية ميرنا حنا والمصرية جويرية حمدي والسوري أمير عموري، فكل منهم لديه من الموهبة والحضور والأداء الاحترافي وامتلاك المسرح والاستحواذ على الجمهور الشيء الكثير.

أما البرنامج نفسه فحقق نسبة مشاهدة قياسية تفوقت على برامج مماثلة مخصصة للكبار، ونجح في استقطاب الجمهور من جميع الأعمار لمتابعة مشتركين صغار السن كبار الموهبة، وكان اللافت أن المواهب من الأطفال تختار أغنيات طربية كلاسيكية صعبة جدا ويؤدونها ببراعة كمن لا يستمع إلا لتلك الأغنيات، ما يستدعي السؤال عمن يستمع إلى الأغنية الإيقاعية السريعة وأغنيات المهرجانات وغيرها من نوعيات رائجة؟!.

اللافت أيضا في البرنامج التناغم الواضح والانسجام الشديد بين ثلاثي التدريب من النجوم كاظم الساهر ونانسي عجرم وتامر حسني، حيث كانوا على سجيتهم وقريبين من الأطفال وتناغموا معهم وبادلوهم المحبة ومنحوهم من خبرتهم الكثير.

يبقى أن البرنامج شهد مشاركة مجموعة كبيرة من الأصوات المصرية المبشرة بالخير، وأصحابها يحتاجون نافذة يطلون عبرها على المشاهدين، ومن حالفه الحظ وتابعه الجمهور عن كثب نال شهرة كبيرة مثل أحمد السيسي وسهيلة بهجت وجويرية حمدي. لكن لماذا لا يعمل قادة الفن والإعلام الرسمي في مصر على استثمار النجاح الذي تحقق في برنامج "ذي فويس كيدز" والبرامج المماثلة له، بإنتاج برامج يستقطبون فيها المواهب المصرية ويتيحون لأصحابها فرصة الإطلالة على الجمهور وتقديم مواهبهم بعيدا عن المسابقات والتنافس؟!.

هذه البرامج إن تبنى إنتاجها "ماسبيرو" ووفر لها بعض الإبهار في الإخراج والتنفيذ، عندها سيضرب أكثر من هدف بحجر واحد، حيث سيجدد دماء برامجه السخيفة، ويستعيد الجمهور الذي هرب إلى مشاهدة قنوات أخرى، ويمنح الفرصة للمواهب المصرية لتطل على المشاهدين وتكشف عما حباها الله من مواهب وتحقق الشهرة والنجومية دون الحاجة للمشاركة في برامج اكتشاف المواهب العربية.

الجريدة الرسمية