النصابون يتصدرون المشهد
إنها ثورة للعاطلين الرافضين العمل الجاد الحر.. للقابعين المتربصين للوطن المتاجرين بالفضائح هم الفاسدون وتجدهم ينددون بالفساد.. خلق الإعلام منهم أبطالًا بكثرة ظهورهم على معظم قنواته فمنهم من ادعى أنه مخترع ومنهم من ادعى أنه من أشعل الثورة ومن ادعى أنه من خبراء التحليل السياسي والاقتصادى وهو ربما لا يجيد القراءة والكتابة وأصبح الكل يتهم الكل ومن يدفع الفاتورة هم شرفاء الوطن وخير جنوده من الجيش والشرطة.
اتصل بى شخص لا أعرفه مطالبًا منى ألا أقاطعة حتى يقص عليّ قصته، فدائمًا يأخذنى الفضول أن أسمع وأشاهد بنفسي، فوجدت هذا الرجل يقول إن ابنه قد قبض عليه، وهو الآن مسجون في أحد أقسام الشرطة بتهمة الإتجار بالمخدرات، وقد وصف ابنه بالمهذب والشهم الذي لا يشرب حتى السيجارة، ولكن الضباط هم من اتهموه زورًا وبهتانًا بهذه التهمة فقاطعته وقلت له طبعًا تريدنى أن أنشر ما قصصته عليّ في برنامجي التليفزيونى فقال لى طبعا وعلى الفور نهرته وتكلمت معه بأسلوب شديد اللهجة وقلت له أتعتقدون أنه في ظل غبار الإعلاميين الباحثين على فضائح لزيادة نسبة المشاهدة أن هذا سيحمى ابنك من التحقيق وهل المفروض أن أصدقك وأنا لا أعرفك فلتذهب للقضاء وهو الملجأ الآمن لنا وقفلت الخط في وجهه.
وهذه الفوضى جعلت طموح هولاء العاطلين جامحًا ولا يتناسب مع مؤهلاتهم المتواضعة جدًا، وأصبح كل طموحهم أن يأخذوا منك أكبر قدر في استطاعتهم بواسطة أعمال نصب، فمنهم من لقب نفسه بألقاب بوليسية وقضائية ومنهم من ادعى أنه صاحب قناة فضائية ومنهم من ادعى أنه الوحيد الذي يمكن أن تعتمد عليه، ويبدأ في استغلال اسمك ويهددك ظنًا منه أنك ستخاف، ويبدأ في ابتزازك.
حتى أصبحنا نشك في أي إنسان يمكن أن نقابله في أي مكان حتى لو قدم لنا نفسه بأنه في أرقى المناصب رفعًا وقدرًا.. فقد كثر النصب والنصابون حتى اسودت الصورة وزادت قتامة حتى ظن العامة أن مصر تنهار على رءوسهم.. ولكن ما هى إلا طلعة شمس وسيحترق كل الخادعين الناصبين المدعين وسيعود الأبيض أكثر بياضًا
ولنا الله.. وستبقى مصر.