محمد شاكر: الشبكات الذكية نقلة نوعية في مستقبل الطاقة الكهربائية
ألقى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كلمة في افتتاح فعاليات المنتدى الأفريقي الثاني للشبكات الذكية الذي تنظمه الشعبة القومية المصرية للمنظمة الدولية الكهروتقنية "IEC" بالتعاون والشراكة مع اللجنة الأفريقية الكهروتقنية "AFSEC" المسئولة عن اعتماد وتكييف المواصفات العالمية في مجالات الكهرباء والإلكترونيات والاتصالات وكافة معدات الطاقة الكهربائية داخل قارة أفريقيا.
توجه الدكتور شاكر في بداية كلمته بالشكر للمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، على رعايته الكريمة لهذا المنتدى، وتقديم الدعم الكامل لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في كافة الخطوات التي تقوم بها من أجل توفير التغذية الكهربائية لكافة متطلبات التنمية على أرض مصر.
كما تقدم بالشكر للوزراء الأفارقة والمصريين شركاء وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في هذا الحدث الهام، وكذلك للجهات التي تعاونت مع الشعبة القومية المصرية الكهروتقنية في تنظيم هذا الحدث الكبير وعلى رأسها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، والشركات الراعية لهذا المنتدى الدولى الهام.
وأوضح شاكر أن المنتدى يهدف إلى زيادة المعرفة وتبادل الخبرات في مجال الشبكات الذكية في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، فضلا عن تطوير الأنظمة والمواصفات المتعلقة بها.
وأشار الوزير إلى الجهود التي تقوم بها مصر كى تواصل تحركاتها الإقليمية المحسوبة ونجاحاتها والقيام بدورها في أفريقيا من خلال المشاركات في كل الفعاليات الأفريقية الإقليمية وفى مقدمتها القمم الأفريقية المتتالية، موضحا أن الجهود المصرية قد تكللت بفوز مصر بعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقى لمدة ثلاث سنوات.
وأكد على أن قضية تنشيط العلاقات المصرية مع أفريقيا لها أولوية قصوى لدى القيادة السياسية المصرية، مشددا على حرص مصر من خلال تعاونها مع الدول الأفريقية على مراعاة أولويات تلك الدول بناءً على المصالح المشتركة، لتحقيق المكاسب للطرفين، حيث يتضمن هذا التعاون تنمية الموارد البشرية وتوفير المساعدة الفنية وبناء القدرات.
وأشار الوزير إلى أهمية دور الطاقة الكهربائية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للدول حيث أصبح التقدم الحضارى يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور إنتاج واستهلاك الطاقة الكهربائية وبها تقوم كافة المرافق بأداء رسالتها وعليها تعتمد المؤشرات لقياس تقدم الأمم والشعوب.
كما أشار إلى ما تمتلكه القارة الأفريقية من مقومات لإنتاج الطاقة الكهربائية من مختلف مصادرها الأولية وتشمل طاقات الكتلة الحيوية والحرارية الأرضية والمائية والشمسية والرياح، إضافة إلى المصادر الإحفورية، مما يوفر فرصًا مجزية لدول القارة على صعيدي التوسع والتحول في أنظمتها لتوليد الطاقة، إلى جانب فتح آفاق جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي.
وأكد على ضرورة توحيد الجهود لإمداد القارة الأفريقية بالتكنولوجيات الحديثة لتحقيق خطط التنمية المحلية والاقتصادية وذلك في إطار الإمداد بالطاقة النظيفة والمستدامة. نظرًا لما يعانيه معظم سكان القارة الأفريقية من نقص في إمدادات الطاقة.
وأضاف أن تحقيق التعاون الإقليمى في مجال الطاقة الكهربائية سوف يكون له المردود الإيجابى على استخدام الموارد الطبيعية المتنوعة للطاقة بشكل أمثل وتحقيق تنمية إقليمية مستدامة تعتمد على تكامل سياسات الدول لحاضر ومستقبل الطاقة وإيجاد منظومة كهربائية تربط بين دول القارة الأفريقية.
وأوضح الوزير أن الشبكات الذكية تمثل نقلة نوعية في مستقبل نقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في الوقت الحالى، وهى تعتمد بشكل كبير على استغلال موارد الطاقة المتجددة وتحقيق الاستغلال الأمثل للكهرباء وتقلل تكلفة إنتاجها، كما تعمل على جعل المستهلك أحد الشركاء في إدارة المنظومة الكهربائية، وتتيح له خيارات عديدة لشراء الكهرباء من أكثر من جهة.
ويهدف هذا المنتدى إلى تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة لتطبيقات الشبكات الذكية خاصة في استخدامات الطاقات الجديدة والمتجددة مما يساهم في الإسراع بوصول الكهرباء للشعوب الأفريقية، كما يهدف المنتدى إلى دراسة إمكانيات الشبكات الذكية في تحفيز مناخ الأعمال وخلق فرص العمل داخل القارة الأفريقية، فضلًا عن تحديد العقبات التي تحول دون تنفيذ ذلك والحلول الممكنة للتغلب على هذه العقبات.
ويناقش المؤتمر العديد من المحاور للتعريف بآخر التطورات في مجال الشبكات الذكية، وفهم أهميتها بالنسبة للقارة الأفريقية ومن أهمها نشر تكنولوجيا الشبكات الذكية لتحقيق الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة وتدابير تحسين كفاءة الطاقة، التجارب العالمية والأفريقية في مجال الشبكات الذكية في المدن الكبرى وفى مجال توفير الكهرباء للمناطق الريفية البعيدة عن شبكات الكهرباء الآفاق والعقبات الصناعية في تقنيات الشبكة الذكية على مستوى القارة، فضلًا عن دور الحكومات ومؤسسات التمويل في دعم مبادرات نشر الشبكات الذكية بدول القارة الأفريقية، والتقارب بين قطاعي الاتصالات والطاقة لتحقيق الأهداف المنشودة من تطبيقات الشبكات الذكية.
ويعد المنتدى فرصة سانحة لمشاركة القطاع الخاص من خلال معرض للتعرف على أحدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا الشبكات الذكية تشارك فيه كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وأضاف الوزير أن الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصرى ترتكز على التحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تستخدم التكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات وسوف تساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتأمين التغذية الكهربائية وخفض الانبعاثات.
كما أضاف أنه لتحقيق هذه الرؤية لابد من العمل على إدارة الأصول بشكل اقتصادى سليم وتحقيق أعلى عائد منها، تحسين مؤشرات الجودة والاعتمادية للشبك، رفع كفاءة الشبكة وخفض نسب الفقد، وتحقيق رضاء العميل عن الخدمة المقدمة.
وأكد الدكتور شاكر أهمية هذا المنتدى لمناقشة أفضل النظم والممارسات الناجحة في مجال الشبكات الذكية في ظل الزيادة المتوقعة في إنتاج الكهرباء من كافة مصادرها، الأمر الذي من شأنه تحفيز الاستثمارات المباشرة في هذا المجال في القارة الأفريقية.
وأعرب شاكر عن أمله أن تنتهى جلسات هذا المنتدى وفعالياته للعديد من التوصيات من أجل تفعيل استخدام الشبكات الذكية ونشر تطبيقاتها.
كما أعرب عن تتطلع مصر من خلال دورها الذي تقوم به في القارة لأن يكون هذا المنتدى جسرًا لتعميق الروابط والعلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية مع كل أشقائها في القارة الأفريقية حيث تحتل قضية تنشيط العلاقات المصرية مع أفريقيا مكانة متميزة لدى كافة الدوائر السياسية والدبلوماسية والشعبية المصرية.