رئيس التحرير
عصام كامل

الوجه الآخر لصاحب «الفيل الأزرق»

رواية «الفيل
رواية «الفيل الأزرق»

مرورًا بعدسة الكاميرا واختطاف ثانية من الزمان للاحتفاظ بها على هيئة صورة فوتوغرافية، إلى فضاء الأبجدية الرحب وردهة الأدب الفسيحة.. وثبة خفيفة أقدم عليها صاحب رواية «الفيل الأزرق» الكاتب الشاب أحمد مراد في بداياته الأدبية.


يقول مراد: إنه لم يترك الكاميرا من يديه ولم يعتزل التصوير، إلا أنه اصطحب القلم معه ليرافقه في مسيرة حياته، فالعدسة هي عشقه الأول الذي ورثه عن والده، والتحق من خلالها بساحة السياسة التي جعلته أقرب إلى الأحداث من خلال عمله كمصور للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

إلا أن إقدام صاحب «الفيل الأزرق» على الكتابة لم يكن باليسير، حيث كانت تلك الخطوة بمثابة تحدي إقامة مراد بينه وبين نفسه، ليثبت أنه لن يبقى طيلة حياته مجرد مصور فوتوغرافي، وأنه قادر على توظيف ملكة الكتابة وموهبته الأدبية في نص أدبي يليق بالقارئ، وقادر على إمتاعه وتثقيفه في آن واحد.. مؤكدًا أن والدته وزوجته هما أول من يقرآ رواياته قبل الطبع.

إغراء
ويؤكد مراد خلال حوار سابق أجراه مع «فيتو» أن الكتابة أغرته؛ لأنها طريقة محترمة جدًا لإيصال الفكرة والإحساس، وإخراج ما يدور داخلك دون الحاجة أو اللجوء للماديات وتكوين فريق عمل أو مراعاة شباك التذاكر كما هو الوضع بالسينما.

ففي الكتابة يكون مخرج نفسه، حيث يخلق عالم الرواية بجميع تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، ويضيف أو ينتزع ما يريد دون إملاء من أحد، فالتفرد أفضل إحساس يمكن أن يشعر به الإنسان.

القصر الرئاسي
وكانت كتابات صاحب «الفيل الأزرق» الأولى بمثابة انعكاسا للدراما السياسية، فيقول: «اتجهت لذلك النوع من خلال التباين الذي كنت أراه في القصر الرئاسي، حيث أرى في الصباح رجلا يعظمه الناس، وفي الليل أسمع الناس على المقاهي وفي الشوارع يلعنونه، فمبارك لم يجعلني أكتب وإنما عملي معه حدد نوع الكتابة».

«الفيل الأزرق»
ويمكن القول إن رواية «الفيل الأزرق» هي الرواية الأشهر لمراد في مسيرته الأدبية، حيث تحول إلى فيلم سينمائي ومسرحية راقصة، ونال مراد من ورائها مجموعة كبيرة من الشائعات التي اتهمته بسرقة الرواية عن أخرى أجنبية، الأمر الذي ينفيه الكاتب عن نفسه تمامًا، ويؤكد أنها وليدة أفكاره.

وأكد صاحب «الفيل الأزرق» أن روايته لا تنتمي إلى أدب الرعب أو المغامرات، ولكنها مجرد حالة حب وعشق ورومانسية، تغلفها الميتافيزقيا الملونة والتي تخلق حالة من التشويق والجذب.
الجريدة الرسمية